كتب – اسلام الشرقاوي
في الفترة الماضية لاحظ معظم الصيادلة زيادة الطلب وبشكل مفاجئ على حمض البوريك لدرجة ان تجد نفس الصورة على جميع الهواتف ويقول لك الضيف: أريد مثل هذا، وبعد اثارة التساؤل حول هذا الشأن وجدنا انه بسبب فيديو انتشر سريعاً على يوتيوب يشرح طريقة كيفية صنع كرة السلايم بعنوان تحدي كرة السلايم لشابين يريدون صنع تلك الكرة حسب فيديو أجنبي امامهم ويفشلون في كل مرة إلى ان يهتدوا إلى صنعها عن طريق إضافة الصمغ إلى البوريك مع قليل من الماء وإضافة ألوان صناعية.
فكرة جيدة تخرج الأطفال من حالة الحبس الالكتروني الذي انغمروا فيه إلى عمل شيء بأيديهم كما كنا نفعل بعجين الصلصال أو المكعبات أو حتى الطين ورمال الشواطئ ونحن صغار.
ومن باب الفضول قررت أن أصنع تلك الكرة ذائعة الصيت وكانت النتيجة عبارة عن عجينة صلصال بدون رائحة الكيروسين التي كانت تميز الصلصال قديماً في زماننا – لاحظتم أني قلت قديماً في زماننا – ولكن برائحة الصمغ فقط، وبعد عجنها والإمساك بها قليلاً وقمت بتصويرها وأرسلتها لزملائي على الواتساب – من باب الفكاهة – قمت بتفكيكها وتوزيعها في انحاء غرفتي من باب ابعاد الحشرات الزاحفة.
ولكن هل فكرنا جيداً في تلك المواد المستخدمة؟ هل تستحق كل تلك الضجة من التحذيرات، لن نتحدث عن باقي المكونات المعروفة مسبقاً ولكن دعنا نعرف أكثر ما هو حمض البوريك الذي ذاع صيته مؤخراً.
تلك هي الصيغة الكيميائية لحمض البوريك Boric Acid، ويتضح منها تواجد عنصر البورون بشكل أساسي.
يستخدم حمض البوريك كمبيد حشري، فلو حدث أن ابتلعته الحشرة فتوقع ان ينتهي جهازها الهضمي والحشرة ككل عموماً، وكذلك الحال مع الفئران، أيضاً يعتبر مضاد فطريات قوي لذا يستخدم بتركيزات منخفضة للرش على النباتات لأنه إذا حدث وإن زادت نسبته أدى إلى جفاف النبات.
ولكن ما مدى سميته عند اتصاله بالجسم؟
إذا حدث وتلامس مع الجلد أو العين فهو صعب أن يمتص عن طريقهم لذا يستخدمه بعض الأطباء كمضاد للفطريات والبكتيريا الجلدية والبعض الآخر يوصى بتذويبه في ماء ساخن وتدهن به رموش العين في حالات الغمص الزائدة.
إذا حدث وتم بلعه فهو سريع الامتصاص من الجهاز الهضمي وتكون معظم سميته في هذا المكان، ولكنه سرعان ما ينتشر في الجسم وعلى الرغم من أنه يتم التخلص من معظمه عن طريق الكلى ولكن ما يتبقى منه يترسب داخل العظام أو في منطقة دهون الجلد. كونه يسبب السرطان أم لا فليس هناك دليل واضح يثبت ذلك او العكس حتى الآن.
ولكن، ماذا عن الأطفال؟
الأطفال أكثر عرضة لمخاطر المبيدات الحشرية ومنها حمض البوريك، كما أنهم أكثر حساسية لها، وقد حدث أن في الستينات حدث وإن قامت احدى شركات صناعة منتجات الأطفال بإدخال حمض البوريك في منتجاتها مثل لهايات الأطفال فحدث وأن تم التبليغ بحدوث بعض حالات التشنجات بين الأطفال بعضها وصل إلى الوفاة، وكما نعلم جميعاً ان الأطفال لا يهتموا كثيراً بما يضعوه في أفواههم فقد يتعرضوا له أو لغيره من السموم بشكل أكبر.
لذا فمن باب العموم ومن باب الأمان أيضاً، أوصى البعض انه من الممكن عمل سلايم بطرق أخرى بعيداً عن حمض البوريك وأشهر البدائل هو نشا الذرة او النشا السائل.
نحن لا نتمنى أن نزعج أطفالنا بعدم ارضائهم بإشباع هواياتهم، ولكن امنهم وسلامتهم أهم لنا، وحتى إذا كانت رغبتهم في ذلك فيتم استخدامه بحذر شديد، واتباع وسائل الوقاية ومعرفة طرق الإسعافات الأولية الممكنة في مثل تلكم الحالات.
وهنا تتعرَّفون على آخر، وهو حِمض الستريك