تزداد الإصابة بأمراض وحساسية العيون خلال فترة تغير الجو والانقلاب الخريفي، كما تكثر أمراض العيون بسبب كثرة استخدام الهواتف الذكية خلال فترة الحجر المنزلي في زمن الكورونا.
لذلك يجب اتباع الإرشادات اللازمة والاستخدام الصحيح للأجهزة، مع تقليل مدة الاستعمال، ووضع مسافة مناسبة بين العين والجهاز، وذلك منعًا لحدوث أمراض العين والتأثير على القرنية.
أعراض حساسية العيون
يقول “الدكتور معتصم فايز الربيع” استشاري طب وجراحة العيون: أن الكورونا ليست المرض الوحيد الذي يتعامل معه القطاع الطبي على مستوى العالم.
يوجد في الأردن زراعة الزيتون بشكل كبير، وأزهار الزيتون تكون مصدر تحسس للأشخاص المصابون بالحساسية سواء في الجسم أو العيون، كما يلاحظ الأطباء عند تغير الجو وتفتح الزهور والانقلاب الخريفي، تزداد أعداد المرضى الذين يعانون من الحساسية.
الحساسية
الحساسية هي مرض مزمن يتكرر كلما تعرض الشخص لمصدر الحساسية، بالإضافة إلى وجود الأعراض الجانبية على سطح العين وقرنية العين إذا لم يتم استخدام العلاج المناسب في الوقت المناسب.
وتبدأ الحساسية عند الفئات العمرية من الأطفال إلى فئة المراهقين، وتستمر الحساسية إلى مرحلة الشباب، كما تتراوح شدتها على حسب المكان.
من المعروف أن في هذه الفترة القطاع الطبي مشغول في علاج مرض كورونا، لذلك إذا كان الشخص يعاني من الحساسية ويعرف العلاج المناسب، يمكنه أخذ العلاج من نفسه ومراقبة حالته إذا كان هناك تطور، وإذا لم يكن هناك تطور يتجه إلى الطبيب.
وأضاف، أن الكورتيزون الموجود في قطرات العين يعطي تأثير سريع للمريض، ولكن يؤدي لحدوث مضاعفات أخرى، لذلك فإن الكورتيزون لا يجب أخذه الا تحت إشراف الطبيب وعلى حسب حالة المريض ولمدة معينة، وإذا لم يتم العلاج بطريقة صحيحة تكون هناك أضرار على القرنية وأعراض جانبية يصعب علاجها في المستقبل.
حسب الدراسات الموجودة حاليًا على مستوى العالم، تتشارك أعراض أمراض العيون في الكورونا مع أعراض حساسية العيون بنسبة ١-٢٪، ولكن أعراض الكورونا الأخرى على الجسم تكون واضحة، كما أن طريقة العدوى عن طريق افرازات العين تكون مؤثرة.
حماية العين في حالة كثرة استخدام الهواتف الذكية
تابع “د. الربيع” حديثه، أنه يقوم القطاع الطبي الآن في مرحلة كورونا بالتعامل مع الأمراض الأخرى، ولكن هناك بعض التأثيرات والتغيرات في طريقة الحياة وطريقة التعلم نتيجة تأثير الكورونا، وهذه التغييرات لها تأثيرات في المستقبل على المجتمع، فمثلًا نظام التعليم الإلكتروني موجود حاليًا ويكثر في هذه الفترة.
بالنسبة لتعليم الأطفال الإلكتروني، يفضل أن يكون لدى الطفل شاشة كبيرة وواضحة وليس جهاز صغير، وأن تكون هناك مسافة حوالي نصف متر بين الطفل والشاشة حتى لا يكون هناك تأثير مباشر على العين، حيث أن هناك خاصية في مخ الإنسان تؤدي إلى رمش العين من ١٥-٢٠ مرة في الدقيقة عند النظر لمكان بعيد، ولكن عند النظر لمكان قريب يقل الترميش، وهذا يؤدي إلى حدوث جفاف على سطح العين.
لذلك ينصح د. “معتصم” بتحديد وقت للأطفال لاستخدام الهواتف الذكية يتراوح من نصف ساعة إلى ساعة، مع أخذ فترة راحة لمدة عشر دقائق.
كما ينصح باستخدام القطرات المرطبة لسطح العين لأنها ليس لها تأثيرات جانبية، بالإضافة إلى تكبير الخط في الأجهزة، وأن تكون كمية الإضاءة في الشاشة متناسقة مع كمية الإضاءة في الغرفة.
ثم الإثبات علميًا أن الأطفال حتى ١٢ سنة إذا استمر لساعات طويلة على الأجهزة القريبة يصاب بقصر النظر، لذاك يجب التحكم في عدد الساعات عند استخدام هذه الاجهزة، ومحاولة انشغال الطفل في أمور أخرى بعيدة عن استخدام الهاتف.
من الجدير بالذكر أن جميع الشاشات الموجودة الآن التي تحتوي على فلاتر لا تؤثر أشعتها على العين، ولكن لا يوجد شيء يمكن ارتداءه كنظارات واقية وغيرها لمنع مشاكل العين.
واقرأ هنا عن فيتامين B .. ما هي فوائده الصحية وأضراره
اكتشاف الأهل قصر النظر أو مشاكل الرؤية لدى أطفالهم
أردف “د. الربيع” أن قصر النظر ليس من المشاكل الوراثية، ولكن هناك عوامل تؤدي إلى زيادة التعرض للإصابة بهذا المرض، كما أن المرحلة العمرية من سنة إلى ثلاث سنوات تعتمد على ملاحظة الأهل.
فمثلًا إذا كان لدى الطفل قصر النظر فإن عينه يكون فيها نسبة حول، أو تأخذ العين منحنى غير متناسق، وكل زاوية من قصر النظر لها طريقة معينة في العلاج، وتعتمد أيضًا على المرحلة العمرية وشدة الحول، بالإضافة إلى ضرورة المتابعة لمنع حدوث مضاعفات أخرى مثل الكسل البصري الدائم في العين، فتظل العين ضعيفة طوال حياتها، ولكن لا توجد خطورة إذا تم ملاحظة المشكلة في مرحلة متأخرة، ويمكن علاجها لدى طبيب العيون.
ختامًا، القطاع الطبي على مستوى العالم يعطي الأهمية الكبرى في هذه الأيام لعلاج الكورونا، ولكن هناك الكثير من الأمراض الخطيرة التي تسبب الوفاة أكثر من الكورونا، أو تؤثر على الإنسان بشكل كبير في المستقبل.
ولحل هذه المشكلة تم إجراء دراسة نوعية على مستوى العالم، حيث تم دراسة تأثير فترة الحجر المنزلي على أمراض العيون، ونسبة التأثر، وأكثر الأشخاص تأثرًا، وبهذه الدراسة يمكن معرفة المريض الأكثر خطورة والمريض الذي ليس عليه خطورة ويمكنه الانتظار لفترة.