بداية؛ نسأل الله العلي القدير أن يزيدنا حرصا على توقير الصحابة وإنزالهم منزلتهم العالية. ولا يجوز سب الصحابة، فقد اتفق أئمة الإسلام على عدالة الصحابة، وسمو مكانتهم.
وإليكم التفصيل..
فضل الصحابة -رضوان الله عليهم-
من القرآن الكريم
ومن الآيات الدالة على فضل الصحابة وسبقهم للخير:
- قول الله ﷻ في الآية ٢٩ من سورة الفتح: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ…}.
- وقال جل من قائل في الآية ١٠٠ من سورة التوبة: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.
- وقال الله ﷻ في الآية ٨٨ من سورة التوبة: {لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
من السنة النبوية
ومن الأحاديث الدالة على فضل الصحابة ومكانتهم السامية:
- ما في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: “خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم”.
- ما في الصحيحين واللفظ لمسلم عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا، ما أدرك مد أحدهم، ولا نصيفه”.
- وفي سنن الترمذي وغيره بسند حسن عن عبد الله بن مغفل رضي الله ﷻ عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اللهَ اللهَ في أصحابي، لا تتخذوهم غرضا بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه”.
وأجمع المسلمون من أهل السنة والجماعة على عدالة الصحابة وفضلهم وشرفهم، يقول ابن عبد البر رحمه الله -كما في الاستيعاب-: (قد كُفينا البحث عن أحوالهم؛ لإجماع أهل الحق من المسلمين- وهم أهل السنة والجماعة – على أنهم كلهم عدول).
قال الشيخ ابن أبي زيد القيرواني في الرسالة: (من المطلوب من كل مكلف – أن لا يُذكر أحد من صحابة الرسول إلا بأحسن ذكر… وأنهم أحق الناس أن يلتمس لهم أحسن المخارج، ويظن بهم أحسن المذاهب).
وهنا أيضًا: تعريف الصحابي لغة واصطلاحا وعرفا
صحابة رسول الله ﷺ
والطعن في الصحابة -رضي الله عنهم- هو نوع من الطعن في مقام النبوة والرسالة، فإن كل مسلم يجب أن يعتقد بأن الرسول صلى الله ﷻ عليه وسلم أدى الأمانة وبلغ الرسالة، وقام بما أمره الله به، ومن ذلك أنه بلغ أصحابه العلم وزكاهم ورباهم أحسن تربية، قال الله عز وجل في الآية الثانية من سورة الجمعة: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ}.
ولفظ الصحابة عندما يطلق فإنه لا يعني من ثبت نفاقه ولا من ارتد عن الإسلام ولم يتب من ذلك قبل موته، فهؤلاء بمعزل عن شرف الصحابة وما أعطاهم الله من الكرامة.
وفي تعريف العلماء للصحابي ما يبين ذلك بجلاء، حيث عرفوه بأنه: من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنًا به ومات على ذلك.
وأي نقد علمي لما اختلف فيه الصحابة من الجزئيات يجب أن يُصبغ بطابع من الأدب والبصيرة حتى لا تزل قدم الناقد من حيث يشعر أو لا يشعر. والله ﷻ أعلم.
ويمكنك أيضًا الاطلاع هنا على: خطبة عن فضل الصحابة -رضي الله عنهم- بالأدلة من القرآن الكريم والسنة المطهرة
حكم سب الصحابة
لا يجوز سبُّ الصحابة، فهم قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وقد حملوا رسالة الإسلام ونشروها في بقاع الأرض، ولفظ الصحابة عندما يطلق فإنه لا يعني من ثبت نفاقه ولا من ارتد عن الإسلام ولم يتب من ذلك قبل موته، وأي نقد علمي لما اختلف فيه الصحابة من الجزئيات يجب أن يُصبغ بطابع من الأدبِ والبصيرةِ حتى لا تزل قدم الناقد. والله ﷻ أعلم.