إن ثورة 25 يناير تمثل نقطة مضيئة في تاريخ مصر المعاصر، فقد استطاع الشباب المصري الحر أن يملي إرادته على الساسة والحكام، وأن ينتصر لحقوقه رغم كل القيود التي فرضت عليه، والقهر والقمع الذي سلط عليه من قبل النظام وأجهزته المتغطرسة.
ولأن هذا الحدث استثنائيًا فيجب أن نتوقف عنده ونتأمله مليًا، ونستخرج منه حكم عن ثورة 25 يناير ومنها، لنذكر أنفسنا بالدروس التي جاد بها التاريخ والعبر التي ساقتها المواقف في تلك الثورة النبيلة، لأجل ذلك ولأجل من يبحث عن الحكم ويتطلع لاستكشافها والاستفادة منها نسوق طائفة من الحكم الرائعة عن ثورة 25 يناير المجيدة.
أجمل مجموعة حكم عن ثورة 25 يناير
- لقّنت ثورة 25 يناير القادة والسياسيين درسًا قويًا جدًا، وهو أن البقاء في الحكم والحفاظ على المناصب لا يكون بالقمع ولا السجن ولا الإكراه، بل يكون بالعطاء والإخلاص للعمل والتفاني فيه، فالبقاء للأصلح!
- من يجوع الشعب ويسلبه الحرية ويبخل عليه بأبسط حقوقه يجب أن لا يأمن ثورته، ولا غضبه فالجوع يحول الجميع إلى فدائيين.
- المعاناة الحقيقية هي التي تصنع شعبًا ثائرًا، ومنح الحقوق لأهلها هو فقط ما يهدئ غضب الثوار، هذا ما أثبتته ثورة 25 يناير.
- الفقر في بلد غني بالموارد مثل مصر عار، والسكوت على الظلم دنيئة لا تليق بالأحرار، وثورة 25 يناير هي أروع ما قدمه الثوار للأجيال القادمة.
- سر نجاح ثورة 25 يناير هو اتجاه الأنظار جميعها والتفاف القلوب حول غاية مشتركة، وتناسي التوجهات الشخصية والتحزب والبحث عن الأهداف الخاصة.
- حتى الآن لا يستطيع المحللون السياسيون الجزم بنجاح ثورة ٢٥ يناير أو عدمه، لأننا عدنا إلى واقع لا يختلف كثيرًا عن ذلك الواقع الذي قادنا إلى ثورة يناير من قبل، ويبدو أن قدرنا نحن المصريون أن نظل متمردون وثائرون.
- الثورة على الظلم حق لكل مواطن حر وواجب عليه إذا مس وطنه الضر.
- ثمن الثورة فادحًا، وأرواح الشهداء لا تقدر بثمن فيجب ألا ننسى حقهم ولا نتناسى فضلهم، فهذا أقل شكر وتقدير لهم.
- ثورة 25 يناير هي سراج منير أضاء ظلمة الواقع، وغلب ظلام العقول الهرمة، وفضح خيبة السياسات الحمقاء التي توهم أصحابها أنهم نجحوا في تكميم أفواه الرافضين.
- كانت ثورة 25 يناير بمثابة فكرة جديدة ومضيئة حظيت بالاعتراض والمقاومة والرفض، ولكنها نجحت في تغيير موقف العالم كله منها، فأصبح العدو صديقا والمعارض لها مؤيدًا، لأنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح.
- كل قطرة دماء طاهرة سالت من شهيد، وكل دمعة حارقة جرحت قلب أم ثكلى، أو أرملة أو طفل تيتم في سبيل نجاح الثورة سيظلون دينا في عنق الأجيال الحرة المقبلة التي عوفيت من معاناة الظلم والقهر والحرمان.
- كانت مصر ولا زالت تجادل عن الحق بأرواح الشباب، وكل ثورة تحصد بعضًا منها، فليتق الله كل سياسي ومسؤول في موقعه فإن المستقبل لن يغفر للظالمين ظلمهم، ولن ينسى للثائرين فضلهم.
- ثورة يناير ما هي إلا تصريح للأجيال القادمة بالعبور إلى مدائن الحرية والنجاح، لكن التقدم الحقيقي والرفاهية تحتاج إلى العمل والاجتهاد فليس بالثورات وحدها تبنى الأمجاد.
وختاماً
فإن الحكم التي نستخلصها من ثورة 25 يناير لا تحصى ولا تعد، ولا يمكن أن نحصرها في مقال واحد، ولكن الأهم من استخلاص الحكمة أن نحسن تطبيقها والاستفادة منها، حتى لا نكرر أخطاء الماضي، فندفع الثمن مضاعفًا، شكرا ثورة يناير فبفضلك كشفت الحقائق وأزيلت الأستار والحجب عن الغش والتدليس والكذب.