سائِل يقول: أؤدي الصلاة في أوقاتها وأحرص على أدائها في المسجد ولكن مشكلتي أنني أنظر إلى الفتيات المتبرجات في مسلسلات التليفزيون الأجنبية… فهل يتقبل الله صلاتي؟
وهنا يقول فضيلة الشيخ محمد سيد طنطاوي -رحمه الله-: نعم يتقبلها إن شاء الله بقوله ﷻ ﴿إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِإِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ﴾. ~ من الآية 45 من سورة العنكبوت.
بمعنى أنها كفيلة بأن تعود بصاحبها من حال العصيان إلى طاعة الله ﷻ، وذلك بقدر الإخلاص في أدائها والخشوع فيها، ولكن لا يمنع هذا من أن تكون الصلاة صحيحة حتى ولو بمباشرة المعاصي متي أديت كاملة الشروط والأركان، وتكون مقبولة أيضا وكفيلة بأن تكفر الذنوب ثم تعود بصاحبها إلى الاستقامة، خاصة إذا كانت هذه الذنوب من الصغائر كالنظر إلى الأجنبيات من النساء كما جاء في السؤال.
والنظر إلى النساء يكون على حالتين: الأولى وهي التي تعرف بها من القادم أو ما هو الشيء الذي أمامنا، وهذا يتم بنظرة واحدة ولا ذنب فيها لأنها تكون بقصد التعرف على الأشياء. وأما الثانية فهي ما بعد ذلك من نظرات حيث يكون الغرض منها التمتع والتلذذ. لذلك قال الله ﷻ ﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ﴾. ~ من الآية 30 من سورة النور. ولم يقل يغمضوا أعينهم. وفي الحديث «الأولى لك والثانية عليك».
ولا يضحك عليك الشيطان فيقول لك إن صلاتك غير صحيحة ولا مقبولة وحينئذ لا يكون لك وسيلة إلى العودة إلى الله ﷻ.