السؤال: هل يشرع تكرار العمرة في السنة الواحدة؟ وما الدليل؟
الإجـابة
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
فلا ريب في أن العمرة سنة نبوية عظيمة القدر، ولا حرج في تكرار ها في السنة الواحدة وذلك على رأي الجمهور، لكن تبقى مسألة الأولويات بين أنواع الخير قائمة، وحاجة الأمة للمشاريع الخيرية الرائدة وغيرها من وجوه الخير التي تجلب رضا الله وحبه، ولا تقل ثواباً عن تكرار العمرة أو حج التطوع.
يقول الدكتور علي سيد أحمد أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر: يرى الجمهور جواز تكرار العمرة في السنة الواحدة، ولا حرج في ذلك ؛ لأن النبي ﷺ قال: «العمرة إلى العمرة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن ما اجتنبت الكبائر» فدل على فضيلة العمرة للاعتمار والإكثار منها لأنه لم يقيد.
وفي حديث الترمذي: «تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر كما ينفي النار خبث الحديد» قالوا: فهذا يدل على فضيلة التكرار.
ومن ألطف الأدلة وأعجبها في الاستنباط قول بعض العلماء مما يدل على جواز تكرار العمر أن النبي-صلى الله عليه وسلم- كان يأتي قباء كل سبت، وقباء لا يؤتى إلا من أجل أن الصلاة فيه بعمرة قالوا: فدل على مشروعية التكرار لأنه قصد فضيلة العمرة فإذا كانت فضيلة العمرة بالبدل مقصودة ومطلوبة فلأن تشرع بالأصل من باب أولى وأحرى.
ويرى المالكية كراهة تكرار العمرة في السنة الواحدة لكن لا دليل للمالكية على ذلك.
ويرى الدكتور عبد الكريم زيدان أستاذ ورئيس قسم الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق جامعة بغداد سابقاً: أن السنة كلها وقت للعمرة، وتجوز في أشهر الحج وفي غير أشهر الحج، ولكن الحنفية قالوا: يكره فعلها في يوم عرفة، ويوم النحر، وأيام التشريق، ولا بأس بفعلها مراراً في السنة، وبهذا قال الحنابلة، وروي ذلك أيضاً عن علي، وابن عمر، وابن عباس، وأنس، وعائشة، وعطاء، وطاووس، وعكرمة. انتهى.
والله أعلم.
⇐ وإليك فتاوى مفيدة أيضًا: