الشخص «الخايب» قد يكون صاحب الأحلام والطموح الذي دائما يصدمه الحظ «بخيبة أمل»، تماما مثل أبناء البلد، وقد يكون أمر صدر وأخذه المسؤول وتسلمه الموظف عنده والموظف سلمه للجنة لدراسته واللجنة وضعت شروطا وفي رواية أخرى «عوائق» والعوائق هذه تلزم بدعوة شركات للعمل عليها وابتكار غيرها وأخيرا اجتمع الكل بعد هذا على التنفيذ، فخرج المسؤول على القناة الرسمية؛ لأنه يعلم أنها بالتأكيد والعادة ستكون في صفه وتعطيه الأجواء التي تناسبه حتى يظهر أنه المسؤول صاحب الهاجس المرهق من حال أبناء البلد، وتكلم أن القرار سينفذ بالسنة الهجرية الجديدة التي بدأت ولم يبدأ التنفيذ.
بعد ذلك يوجه دعوات للكتاب والإعلاميين والمسؤولين «أيضا الذين يتوافقون معه» لحضور اجتماع للتحدث والتعريف اللائق بهذا القرار، وخرج الجميع من هناك لبث المجاملات على القنوات، وصفصفة الكلمات بالجرائد ولا أدري أي هم تحمله هذه الفئة، هم رضى المسؤول؟ أم هم الشباب والفتيات الذين أصيبوا بخيبة من الشروط والاستفزاز بمرحلة تنفيذ القرار؟ أم هم أولئك الذين تركوا وظائفهم ذات الدخل البسيط للالتحاق بالبرنامج والحصول على «خيبة» جديدة؟ أم هم الذين كلما أرادوا متابعة طلب التحاقهم بالبرنامج تفاجئهم شروط جديدة يرددون عقبها «ليه يا خايب ليه»؟
هل سمع أحدهم تلك الأم الحزينة التي تحدثت في الإذاعة وهي تبكي أن لديها شابين عاطلين وهي من تصرف عليهما الأول عمره 23 سنة ولم تقبله الشروط التعجيزية «لخايب»، والآخر عمره 35 سنة يتعذره «الخايب» بسبب عمره!
قد لا يدرك المسؤولون الكرام أن التصعيب في تنفيذ القرارات السامية، ووضع نمط ضيق للتنفيذ يكون ضد المواطن لا مع مصلحته، والمماطلة بتنفيذ هذه القرارات، وتهميش حق المواطن بالحصول عليها بصورة كريمة يرتضيها كل من ينتمي للإنسانية، تزيد بالفعل من عمق المنحدر بين المسؤول والمواطن.
بقلم: انتصار الزهراني
واقرأ: ما يخسره المعوق!