هل سمعت باسم الشهيد “أحمد منسي”؟ هل تعرف أنه ليس وحده من ضحى بروحه من أجل وطننا مصر؟ هل تعلم أنه بينما كنت تنام هادنا في بيتك وسط أسرتك كان هناك من يحرسنا ويدافع عنا واستشهد من أجلنا جميعًا؟ نقرأ عن هؤلاء الشهداء من جيش مصر العظيم ومن رجال الشرطة الأبطال في كتاب “حكايات الولاد والأرض” الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ليوثق قصص استشهاد أبطال مصر وهم يواجهون جماعات الإرهاب المسلح من خلال شهادات أمهات وزوجات وبنات شهداء الجيش والشرطة.
يبدأ الكتاب بمقدمة للكاتب / محمد نبيل محمد، بدأها بجملة “هؤلاء علموني كيف أحب مصر”، ويقصد شهداء مصر الأبرار من الجيش والشرطة.
يحكي الكتاب جوانب من حياة ثمانية عشر شهيدًا، وقصص استشهادهم وهم في مواجهة الإرهابيين التكفيريين، ومما يلفت النظر في حكايات الشهداء أنهم يشتركون في مجموعة من الصفات تؤكدها شهادات جميع من عرفهم؛ فجميعهم كانوا بارين بأمهاتهم وآبائهم
محبين لمصر، يتمنون الشهادة على أرض سيناء وهم يدافعون عن وطنهم يسارعون متطوعين لتنفيذ المهام بشجاعة لا مثيل لها، يضحون بأنفسهم من أجل حماية زملائهم، كما أنهم كانوا محبوبين من الجميع لأخلاقهم الحسنة الطيبة.
ثماني عشرة حكاية تعكس مدى حب الشهداء لمصر أكثر من أي شيء ومن أي شخص، فهناك من الشهداء من أخفى عن أمه أنه في سيناء كي لا تقلق عليه برا بها وخوفا عليها، وهناك من الشهداء من أصابته رصاصات الإرهابيين وتم علاجه لأشهر، وبدلاً من أن يرتاح أصر على العودة والثأر لزملائه الشهداء، ومنهم من تقدم جنود فرقته ليواجه رصاص الإرهاب فيستشهد فداء لهم، ومنهم من ترك عروسه وبيته الجديد ليضحي بروحه من أجل مصر وشعبها، ومنهم من تطوع للذهاب في مهمة خطرة عندما مرض زميله المكلف بها، ومنهم من ولد طفله بعد استشهاده بشهر واحد ومنهم من قدم طلبا للعودة إلى الخدمة العسكرية بعدما انتهت فترته المقررة؛ ليثأر لزملائه الشهداء، ومنهم من جاءته فرصة النقل من سيناء إلى مكان أقل خطرا فرفض وطلب الشهادة على أرضها، ومنهم من قرأت أمه خبر استشهاده على شبكة الإنترنت فلم تكن تعلم أنه في سيناء، ومنهم من استشهد وهو صائم…
جميعهم ضباط وقادة وجنود قدموا أرواحهم فداء لنا جميعًا عن طيب خاطر ولم يجبرهم أحد؛ ولكنهم عرفوا لمصر قدرها الكبير فعاشوا لها وماتوا من أجلها، ولكن مصر لن تنساهم ولن ينساهم أحد وهم عند ربهم شهداء بررة، قال تعالى: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ (آل عمران، الآية: ١٦٩).