قد يقود الجوع في بعض الأحيان للجنون! فليس مستغربا أن تشاهد شخصين في نهار رمضان لا يفصل أحدهما عن قتل الآخر سوى وقوفك بينهما، فالخروج من المنزل تحت أشعة الشمس بمعدة فارغة قد يعد مخاطرة كبيرة في أيامنا هذه، وخاصة في أيام العمل! وربما ستكون القيادة تحت تأثير الجوع مخالفة في المستقبل.
فالوقوف عند الإشارة أو اللحاق بمائدة الإفطار الشهية هي مسألة مازالت قابلة للجدل ولم تحسم عند الكثيرين في كل رمضان، فالاختيار بين الاقتداء بالسنة بتعجيل الإفطار أو الالتزام بالقانون بالوقوف عند الإشارة التي تشكل المانع نحو الحصول على الأجر هي محل خلاف في ذهنه.
وإن مثل هذه المسائل – خاصة تحت تأثير الجوع الذي قد يُذهب العقل – تتطلب العودة للنصوص الصريحة التي لا يقبل معها القياس. وهي كالكثير من الأمور المستحدثة لا يعد الالتزام بها سوى اعتبارها مجرد «قانون» لا يثاب فاعله بقدر ما يعاقب مُخالفة بـ«غرامة مالية» في حال قبض عليه متلبسا.
وغالبا ما نجد من يبرر هذه السلوكيات بأن الجميع صائمون ولهذا فهم ليسوا في مزاج جيد! وإذا قبلت بهذه الفكرة فيجب عليك إذا أن تخاف من مقابلة أصحاب المزاج السيئ طوال شهر رمضان.
وقد يقودك هذا الخوف لأن تتصرف بطريقة قد تؤدي إلى وقوع الكارثة، فتظل قلقا ومتوترا طوال اليوم لأن الجميع ليس في حالة مزاجية جيدة تجعله يفكر بك، بدل أن يفكر في الوقت المتبقي لأذان المغرب! ناهيك عن أنه لا يقوم بعمل نافع أو خيّر سوى أن يمتنع عن الطعام والشراب، ويظن في قرارة نفسه أنه أنهى المهمة بإتقان، لأنه صام الشهر كاملا!
والسؤال هنا: لماذا احتل الصوم عند الكثير مكانة كبيرة جدا تفوق غيره من أركان الإسلام، حتى تجد البعض لديه الاستعداد لترك كل شيء والتخلي عن كل شيء – حتى الصلاة – من أجل أن يتمسك بالصوم؟!
بقلم: سعود البشر