سحر الشاشات وخداع الإعلانات: حقيقة الندم في التسوق الإلكتروني

سحر الشاشات وخداع الإعلانات: حقيقة الندم في التسوق الإلكتروني

في عصرنا الرقمي، حيث باتت الشبكات الاجتماعية جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، تحولت تجربة التسوق إلى رحلة افتراضية ممتعة، ننطلق خلالها عبر شوارع المتاجر الإلكترونية دون مغادرة منازلنا. ولكن، خلف واجهة هذه التجربة السلسة، تكمن حقيقة مُقلقة كشفت عنها دراسة حديثة.

فقد أظهرت دراسة أجرتها منصة WalletHub ونشرتها Social Media Today أن نسبة كبيرة من المتسوقين عبر الإنترنت يشعرون بالندم بعد إتمام عمليات الشراء. فمن بين المشاركين في الاستطلاع، أبدى 63% أسفهم على بعض المشتريات التي قاموا بها عبر المنصات الاجتماعية، واعترف 74% منهم بشراء منتجات لا يحتاجون إليها.

ولا يقتصر الأمر على ذلك، فوفقًا لاستطلاع آخر أجرته GlobalData، فإن معدل التسوق عبر الإنترنت بين الشباب مرتفع للغاية، حيث يقوم 4 من كل 10 أشخاص تتراوح أعمارهم بين 12 و42 عامًا بعملية شراء على الأقل مرة شهريًا. ورغم ذلك، يعتبر 22% من هؤلاء الشباب أن مشترياتهم غير ضرورية.

تثير هذه النتائج تساؤلات حول الأسباب التي تدفع المستهلكين إلى الشراء بشكل اندفاعي عبر الإنترنت. هل هي سهولة عملية الشراء، أم تأثير الإعلانات المستهدفة، أم ربما الرغبة في اللحاق بآخر الصيحات؟

يرى الكثيرون أن الشبكات الاجتماعية تلعب دوراً كبيراً في تشجيع الاستهلاك المفرط، حيث تعرض المستخدمين باستمرار إلى منتجات جديدة وعروض مغرية. كما أن آليات المقارنة الاجتماعية التي تسود هذه المنصات تدفع الأفراد إلى الشراء لمجرد امتلاك منتج ما، حتى لو لم يكونوا بحاجة إليه.

وفي الختام.. تكشف هذه الدراسات عن جانب مظلم للتسوق الإلكتروني، وهو الشعور بالندم الذي يصاحب العديد من عمليات الشراء. لذا، يجب على المستهلكين أن يكونوا أكثر وعياً بالمخاطر التي تحيط بالتسوق عبر الإنترنت، وأن يتخذوا قرارات شراء مدروسة، وأن يركزوا على شراء الضروريات بدلاً من الانجراف وراء رغبات اللحظة.

أضف تعليق

error: