أعددنا هذا المقال لكم من أجل بيان بعض حقوق الأطفال في الإسلام من الصبيان والبنات علينا. ونقول؛ إن هناك حقوقًا عامة للمسلمين، تنتظم هذه الحقوق أيضًا الصبيان والبنات.
بعض حقوق الأطفال في الإسلام
التسليم
فمن هذه الحقوق -على سبيل المثال- التسليم. فالنبي ﷺ ذكر «حق المسلم على المسلم، إذا لقيه فليسلم عليه». وقد كان النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يُسلم على الصبيان إذا مَرّ بهم أيضًا.
وكان -صلوات الله وسلامه عليه- يقول «يسلم الصغير على الكبير، والمار على القاعد، والقليل على الكثير»، أي: إذا مَرّ صغير السن على الكبير، الصغير يسلم على الكبير، ويسلم القليل على الكثير، ويسلم الراكب على الماشي.
فليُعلَّم الأبناء هذه الخِصال، ويُعَلَّموا صفات التسليم [السلام عليكم]، ليس صباح الخير، ليس صباح النور. يُعَلَّموا تحيَّة الإسلام التي علَّمها الله آدم -عليه السلام- لما قال -بعد أن خلقه وصوَّره ونفخ فيه الروح-: انطلق إلى هؤلاء الرهط من الملائكة، فسلم عليهم، وانتظر ما يردون عليك؛ فإنها تحيتك وتحية ذريتك من بعدك.
فذهب وقال: السلام عليكم، فقالوا: عليكم السلام ورحمة الله. فزادوه: ورحمة الله.
فلنعلم أبناءنا التسليم؛ تحية المسلمين: السلام عليكم ورحمة الله.
اقرأ هنا أيضًا: ألعاب محرمة في الإسلام وأُخرى خطيرة.. فاختر لأبنائك الطيبة المفيدة
تشميت العاطس منهم
وكذلك إذا عطس أحدهم يشمته. وقد قال رسول الله ﷺ «إذا عطس أحدكم فحق على كل مسلمٍ سمعه أن يُشمته». ما معنى يُشَمِّته؟ يقول له: يرحمك الله. فيرد الآخر: يهديكم الله ويصلح بالكم.
وقد عطست جاريةٌ عند رسول الله ﷺ. فلم يُشمتها النبي ﷺ، وعطس غلام، فشمَّته النبي ﷺ. فجاءت إحدى نسائه، فسألته: لماذا لم تشمت جاريتي يا رسول الله؟ قال «إن هذا حمد الله فشمته، وهذه لم تحمد الله فلم أشمتها».
وفي الحديث «إذا عطس أحدكم فحمد الله فشمتوه، فإن لم يحمد الله فلا تشمتوه». فليُعَلَّم الأطفال هذه الآداب.
تعليمهم التثاؤب الصحيح
إذا تثائب أحدهم، فعَلِّمه، كما علَّمنا النبي ﷺ «إذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع» يعني لا يوسع الفم إلى الآخر «وليضع يده على فيه، فإن الشيطان يدخل».
هذه الأمور ستنفعهم في حياتهم كاملة.
الاستئذان
كذلك؛ تعليمهم الاستئذان؛ وهو من الأمور المهمة جدًا في حياة الإنسان عمومًا، وليس الأطفال فحسْب.
فقد قال النبي ﷺ «إذا استأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع».
شاهد أيضًا: محبة النبي صلى الله عليه وسلم لها دلائل وعلامات في المُحِب.. فماذا عنك؟
عَلّل له الحكم
وليتك تعلل لهم الحُكم، فإن كثيرًا من آي الكتاب العزيز التي فيها الأوامر والنواهي، يأتي الأمر ويُعلَّل، يأتي النهي ويُعلَّل. فإن النبي -عليه الصلاة والسلام-، وجد في فم الحسن بن علي تمرة من تمر الصدقة، أخرجها من فمه، وقال «كخ، كخ» ثم بيَّن الحُكم «أما علمت أن آل محمد لا تحل لهم الصدقة».
وأيضا كان النبي ﷺ يأكل مع أصحابه، فجاء غُلام كأنَّما يُدفَع -غلامٌ مُسرع، يضع يده في الطعام-، فرفع النبي يده، لم يجعله يأكل. وجاءت جارية كأنَّما تُدفَع، ووضعت يدها في الطعام، فأبعدها النبي -عليه الصلاة والسلام- ثم قال لأصحابه «إن الشيطان أتى بهذا الغلام، وبهذه الجارية، كي يأكلان ولا يسميان؛ فيستحل الطعام الذي لم يُذكر اسم الله عليه. والذي نفسي بيده إن يديهما مع يد الشيطان في يدي».
فهكذا علَّل النبي ﷺ الحُكم. فكان يُرشِد ويُعلِّم؛ افعل لكذا، ﴿يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ﴾ لماذا؟ ﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾.
كذلك في الوصية بالوالدين؛ لماذا؟ ﴿حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ﴾.
﴿وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً﴾. تعليلات طيبة.
واقرأ أيضًا عن مزاح النبي مع الصغار «مع الأمثلة».. تعلموا أصول التربية والرفق
ولا مانع أبدا أن تأخذ من ابنك الرأي الذي أصاب فيه، والرأي الذي سُدِّد فيه، فقد يُلهمه الله الحق، قد يُجري ربنا الحق على لسان ولدك، فلا تحتقره. وقد قال -تعالى- ﴿وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ | فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ﴾.
وكذلك لما قضى داود -عليه السلام- في المرأتين اللتين ذهب الذئب بابن واحدة منهما، قضى بالولد الآخر للكبرى. فجاء سليمان وقال: أشقه بينكما نصفين. فقالت الصغرى: لا تفعل يرحمك الله. فعلم من قرينة الشفقة والرحمة أن الولد لها، فأعطاه الصغرى. فلم يرفض داوود -عليه السلام- قضاء ولده سليمان -عليه السلام-.
إبراهيم لما قال لإسماعيل -عليه السلام- ﴿يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى﴾ فهو أيضا يضع أمامه شيئا من الخيار الظاهري، وإلا فإبراهيم سينفذ؛ لكن حتى يُثاب الغلام. فقال، وبكل ثقة وثبات من الله ﴿يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ﴾.