كثير من الناس يسعون للحصول على ابتسامة جميلة وبالتالي تنعكس جمالية الابتسامة على شكل وتجميل الأسنان بشكل أو بآخر، فهل هناك تجميل للاسنان يساعد على ذلك فعلا، أم هي مجرد عناوين تسويقية فقط.
يقول الدكتور ثامر ذيب “اخصائي تجميل الاسنان”، للأسف في الفترة الأخيرة نجد أن الوضوع يأخذ منحى تجاري، فتجميل الأسنان يؤثر على صحة الانسان وبالتالي نجد الأشخاص يهتمون بالمنظور الجمالي و يهملون المنظور الصحي.
فنجد بعض الأطباء و مراكز الأسنان يسوقون فقط للمفهوم التجميلي و ينسون أنهم أطباء بالأساس قبل أن يكونوا أخصائيي تجميل، فلذلك ننصح دائما المرضى بالتأكد من رغبتهم في تجميل الأسنان، لأنه بمجرد ما تم التعديل فى الأسنان أو تجميلها فلا يمكن العودة، فمن الضروري اختيار الحالة المناسبة والعلاج المناسب قبل التفكير في تجميل الأسنان والابتسامة الجميلة.
تعتبر الأسنان هي بوابة الجسم، وصحة الأسنان مرتبطة بصحة الكلى والقلب و المفاصل، وعليه يجب توعية المريض لكي لا ينساق وراء الدعاية الاعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت مصدرهام جدا للتأثير على ثقة الناس بأنفسهم وشخصيتهم وتركيز اهتمامهم بالمظهر الخارجى وأن يصبح لديهم ابتسامة جذابة، وللأسف نجد مسميات فى الدعاية والاعلان تتحدث عن ابتسامات النجوم والمشاهير.
فكل هذه المسميات هي نفس الشئ ولكن الأطباء أخذوها بشكل تجاري لتطبيق أسعار مختلفة لكل مسمى، فلا يجب الانسياق وراء هذه المسميات مثل : تامر سمايل، نيويورك ستايل، وغيرها من الابتسامات المرتبطة بالنجوم والمشاهير، فجميعها بالأخير تندرج تحت تجميل الأسنان و انما اختلافها فهو لأغراض الدعاية والاعلان.
وعن الآليات المختلفة لتجميل الأسنان كالليزر أو استخدام أسلوب البرد للأسنان وجلسات تنتج عنها بعض الآلام، فما هي نتيجة هذه الآلام.
هل برد الأسنان مضر على صحة الانسان أم لا؟
دائما ما ننصح الناس بأن يبدأوا بالعلاجات السهلة، فيجب على من يريد تجميل أسنانه ألا يقفز مباشرة الى القشور التجميلية أو عدسات الأسنان، فتلك العلاجات لا تسمح بالعودة للوراء ولكن يبدأ بالتبييض فهو علاج سهل ولن يؤثر على صحة الأسنان ومن الممكن التحكم فيه، ولكن العلاجات التجميلية تحتاج لدقة وأي خطأ بها لا يمكن تعديله، فطبيب الأسنان مثلا لا يجب أن يبرد أكثر من 0.5 مللى : 0.7 مللى من سطح السن.
فاذا بدأنا ببرد الأسنان فلا يوجد رجوع ويجب أن يكون الدكتور متقن لتقنية البرد، فاذا تم البرد أو الحفر بأكثر من الكمية المطلوبة فهنا تبدأ مشاكل الأسنان أو حساسية الأسنان وتتساقط هذه القشور وتصبح قابليتها للكسر أكثر، فمن الضروري تحديد مدى احتياج المريض للعلاج التجميلي وبالتالي بدء العلاج بالعلاجات السهلة التي ليس بها مخاطرة.
كذلك من الضروري التوجه للأطباء المختصين في هذا المجال، مثل أخصائي تركيبات الأسنان أو الاخصائي التجميلي للأسنان وذلك تحريا للدقة و التمكن في التعامل مع الأسنان، وأيضا لا يجب أن ننخدع بالصور الدعائية للابتسامات الجميلة فى المجلات و المواقع ونسرع للحصول عليها، فليست كل نتائج التجميل بهذا الجمال ومن الممكن أن نجد مشاكل ناتجة عن التجميل خاصة بمشاكل اللثة أو حساسية الأسنان أو الاطباق الجيد.
ما هي مقاييس جمال الأسنان بالنسبة الى طبيب الأسنان؟
يعتمد جمال الأسنان بداية على جمال اللثة، فهي الأساس، فعند الابتسام يجب أن يوجد تناغم بين حجم الأسنان و بزوغ السن من اللثة والمظهر العام للوجه، فأولا يجب تجميل اللثة.
ثانيا هو شكل الأسنان، فأهم شئ يهمنا دائما أن نحصل على أسنان طويلة فهي تعطي عمر أصغر، كذلك نجد بعض الأشخاص يريدون أن تكون الأسنان فى صف واحد مثل أصابع البيانو وهذا خطأ فجعلها بنفس الطول يعطي عمر أكبر و شكل غير طبيعي أو متكلف، لذلك فان الابتسامة الشبابية التي تبدو طبيعية تتحقق بوجود فرق بين أطوال الأسنان وفراغات طبيعية بين الأسنان فتبدو في مظهر طبيعي.
ثالثا هو لون الأسنان، فلا يجب أن تكون الأسنان لامعة جدا بهذا الشكل وذات لون أبيض ناصع جدا، و انما يجب أن تكون لونها أبيض طبيعي.
و من أهم المواد التجميلية للأسنان والتي ينبغى الحذر منها مثل زيركون أو ايماكس وهي مواد يطلبها الأشخاص على اعتبار أنها أفضل شئ، ولكن طبيعة حالة الشخص هي التي تحكم فلكل حالة العلاج المناسب لها وليس بالضرورة أن تكون تلك المادة هي الأفضل في جميع الحالات، وللأسف بعض الأطباء يحققون رغبات المرضى لأهداف تجارية فقط.
في ظل وجود الاهتمامات التجارية والمادية في مواد تجميل الأسنان، والدعاية والاعلان التى توصف مواد معينة على انها الأفضل مما يؤدى لغلاء سعرها.
ما هو القياس العام الذى يجب أن نعطيه الاهتمام بعيدا عن الأغراض التجارية؟
بعض الدول عندها مرجعيات لتحديد الأسعار، والبعض الآخر لا يوجد لديهم قيود على الأسعار، فنحن هنا نقيس معدل الأسعار من خلال التوجه لأفخم العيادات و معرفة الأسعار، ثم التوجه للعيادات العادية أيضا ونرى مستوى الأسعار ونأخذ المتوسط في النوعين، فالزيادة المبالغ فيها في الأسعار خطأ ولا تعني أنها الأفضل وكذلك الأسعار القليلة خطأ أيضا وتعتبر مؤشر على وجود شئ خاطئ.
وعن الرسالة التي يجب أن تصل لكل من عالج أسنانه تجميليا أو استخدم تركيبات، فهل هناك فترة معينة يجب بعدها أن يتوجه مرة أخرى لطبيب الأسنان لازالتها واعادة وضعها مرة ثانية أو اخضاعها لفحص دوري؟، فقال “د. ثامر”: بشكل عام فان أي علاج ناجح في تركيب الأسنان مثل الحشو أو تلبيسة السن يجب أن تدوم عشر سنين فما فوق، مع اهتمام الشخص باسنانه ومراجعة الطبيب بصفة دورية فمن الممكن أن تظل القشور عشرين سنة وأكثر، ولكن عند حدوث مشاكل فيجب استبدال تلك القشور.