يتطلع كل شخص منا للأفضل في الوظيفة حيث أنه يجعل سقف طموحه مرتفعاً لكن هناك بعض الشركات الخاصة بالتوظيف تقتل للأسف طموحات وآمال الشباب والمحترفين والطامحين نحو الأفضل من خلال إدخالهم في متاهة ودوامة الوظائف الوهمية، أهدافهم مختلفة وأساليبهم متنوعة، ضحايا بالجملة شباب وصبايا وخاصة الخريجين.
هل تعتبر مواقع التوظيف الوهمية حقيقة أم خيال؟
يقول الدكتور عمران سالم “خبير IT”، تعتبر مواقع التوظيف الوهمية حقيقة جلية ومنتشرة بنسبة كبيرة الآن وبشكل احترافي لدرجة أنه من الصعب التفريق بينها وبين المواقع الحقيقية للتوظيف تسعى فعلاً لتوظيف الناس وتتعامل بمهنية.
على الجانب الآخر، تعمل هذه الشركات أيضاً بمهنية ولديهم بيانات تُجمع بطريقة صحيحة لكن في آخر خطوة تختفي هذه الشركات الوهمية وقد يغلق website كله بعد أن يكون قد جمع عدة دولارات من المتقدمين للوظائف ثم يعود بدورة جديدة مرة أخرى بموقع الكتروني جديد ونحن نعرف أن إنشاء مواقع جديد على الإنترنت شيء سهل جداً قد يكلف 10 أو 20 دولار فقط وهناك برامج الآن يمكنها أن تنسخ كافة بيانات موقع آخر لهذا الموقع الجديد بصورة احترافية في يوم واحد ومن الصعب حينها التفريق بين هذه المواقع الوهمية والأصلية.
كيف تنجح المواقع الوهمية في الوصول إلينا؟
هناك بعض الخدمات التي تقدمها هذه الشركات online خاصة وأنها توهم الناس أنها مجانية في بادئ الأمر ولكن المشكلة تكمن في أن جميع الناس تصل لهذه المواقع بسهولة لأن الناس في احتياج كبير لها لازدياد عدد الخريجين كل يوم ولزيادة عدد من يريدون تحسين وضعهم المهني وبالتالي فإن الضحايا تعتبر جاهزة مما يدفع هذه الشركات الوهمية إلى عدم التسويق عن نفسها وإنما فقط تقوم بإنشاء موقع اليكتروني أو صفحة على الفيس بوك إلخ إلخ..
وتابع ” د. عمران “: يجدر الإشارة إلى أن هذه الشركات الوهمية للتوظيف تقوم بإنشاء هذه المواقع والصفحات بكل احترافية مما لا يثير أي شك فيها من جانب المتقدمين للوظائف المختلفة الموجودة على هذا الموقع ومن ثم تزيد المشكلة حدةً عندما يقرر القائمين على هذه الشركات إجراء مقابلات شخصية للمتقدمين لهذه الوظائف ثم يقررون أخذ المال مقابل العمل من المتقدم ولكن ليس في وقت المقابلة وإنما وقت استلام العمل خارج الدولة المعنية أو بالأحرى عند استلام الفيزا ويعبرون عنها أن رسوم مستحقة ولكنها لا توضع في العقد والتي تصل إلى 20 دولار على سبيل المثال ثم يشترطون أخذ نصف الراتب من المتقدم بعد خروجه من الدولة واستلامه العمل في دولة أخرى.
كيف يمكن التحقق من هوية الشركات الوهمية للتوظيف؟
معي الآن عقد عمل لأحد طلابي من احدى هذه الشركات وقد أتي لي ليس بغرض عرض هذا العقد عليَّ وإنما أتي إليَّ حتى يودعني قبل أن يسافر لدولة أخرى ليعمل بها وبعدما باركت له أخذني الفضول لأقرأ شروط العقد وماهية البرامج والمهارات والخبرات التي طلبتها هذه الشركة الخاصة بالنفط بما أنه خريج جديد.
قرأت كافة شروط العقد ووجدتها طبيعية ولكن من يتحقق من العقد يرى أن الأختام الموجودة به هي كلها تصوير أو scanning وليست أصلية وعند تكبيرها على الكومبيوتر نرى أنها غير أصلية بالمرة، ومن ثم شككت في الأمر.
بعد ذلك بحثت على الإنترنت فوجدت بالفعل اسم لشركة النفط كما أن الوظيفة الموجودة في هذا الموقع موجودة بالفعل، وحكى لي هذا الطالب أن هناك رسوم بسيطة سيدفعها كما أنه سيدفع نصف راتبه عند الوصول إلى مقر هذه الشركة في الخليج ومن ثم انتظرت قليلاً وراسلت هذه الشركة ثم ردوا علينا وقالوا لي أن هذه الوظيفة غير موجودة ومن ثم صُدم هذا الطالب نفسياً بعدما ترك منصبه في شركته القديمة.
وأضاف ” عمران “: تعمل هذه الشركات الوهمية للتوظيف على ضرورة معرفة الوظائف المطلوبة في الشركات الكبيرة ثم يقوموا بتغيير بسيط في الإجراءات.
على ذكر ذلك كان شاب آخر يتقدم لوظيفة في فندق داخل لندن وبنفس الإجراء تم إجراء 3 مقابلات وشككت في الراتب حينها وراسلت الفندق لأن الراتب الذي وضعوه كان أعلى من الراتب الذي يتقاضاه أستاذ الجامعة ومن ثم انكشف الأمر.
تعتمد مثل هذه الشركات الوهمية في تجميع عدد كبير من الأموال البسيطة من كل فرد ومن ثم لن يفكر هؤلاء الأشخاص في البحث عن المال البسيط الذي أُخذ منهم، لذلك في أميركا تشير إحدى الإحصائيات أن من يُنصب عليهم بأقل من 50 دولار لهم نسبة عالية.
إلى جانب ذلك، يجب أن يحكِّم المتقدم للوظيفة عقله حيث أنه غير منطقي أن توظف الشركة خريجاً جديداً براتب 30 ألف دولار شهرياً ومن ثم يجب أن نستكشف الأمر من بدايته.
من الأمور الملفتة للنظر والتي لاحظتها من خلال تحقيقاتي المختلفة في هذا الأمر هو أن هذه الشركات تنتظر بعض المناسبات لإقامة فخها على الشباب المتقدمين للوظائف، على سبيل المثال كأس العالم في قطر فإن مثل هذه الشركات ستقوم بإطلاق عدة وظائف وهمية تخص كأس العالم القادم وذلك مثلما حدث في أولمبياد لندن عام 2012 بعقود مدتها سنة، ومن هنا يكمن ذكاء الهاكرز الذي يعمل في هذا المجال.
كيف يمكن لبعض الدول معاقبة هؤلاء الهاكرز؟
من الناحية القانونية من المفترض أن يتم محاسبة القائمين على الشركات الوهمية للتوظيف لأن هذه الجريمة تعتبر ضمن الجرائم الالكترونية.
وأخيراً، هناك بعض الدول الغير موجود بها قانون محاربة الجرائم الاليكترونية ومن ثم نلقي الضوء على أهمية وجود أمثال هذه القوانين في كافة الدول التي تسعى لمحاربة هذه الشركات الوهمية للتوظيف.