مُقدمة عامة عن حصوات الكلى
يتعرض الكثير من الناس إلى المغص الكلوي، ويصفه البعض بأنه ألم لا يُطاق، وهي مُشكلة صحية لها الكثير من الأسباب، وقد يكون تأثير بعض الحصوات سبباً لهذا الألم. و حصوات الكلى تُعّرف بأنها ترسبات معدنية صلبة صغيرة تتشكل داخل الكلى وتتكون من الأملاح ومن الأحماض المعدنية وتتشكل في البداية حصوات صغيرة الحجم، إلا أنه مع مرور وإستمرار الظروف التي أدت إلى ظهورها تكبر شيئاً فشيئاً.
إن أعراض حصى الكلى تبدأ في الظهور عندما تكون حصوات الكلى عالقة في الكِلية وتتحرك في إتجاه أسفل الحالب وعندها يُصاب الشخص الذي يُعاني من حصى الكلى بالإلتهاب، في غالب الوقت لا يكون هناك سبب أكيد للإصابة بحصى الكلى، إلا أن هناك بعض العوامل التي تُسببها مثل العامل الوراثي والجفاف والسمنة وأمراض الجهاز الهضمي والنظام الغذائي.
تنتشر مُشكلة حصى الكلى بشكل كبير إذا أنه من المُعتقد أن شخصاً واحداً من بين كل 10 أشخاص سيُصاب بحصى الكلى خلال فترة حياته وتكون نسبة إحتمالية الإصابة بها عند الرجال أكثر من النساء.
دعونا نتعرف أكثر على موضوع حصى الكلى وإستشارات طبية مع الدكتور ثروت رمضان إستشارى أمراض الكلى والمسالك البولية.
ما هو تعريف حصى الكلى ؟
أشار الدكتور ثروت رمضان إلى أن حصى الكلى هي تتكون من أملاح يتم ترسيبها حول نواة تتكون للحصوة نفسها وهذه النواة عادة تتكون من داخل المجاري البولية أو أنها تكون نوع من البروتين يُفرز من الأنسجة في المسالك البولية، أو تكون نوع من البكتيريا إذا كان هناك إلتهاب في المسالك البولية، وقد تكون شيء خارجي ” جسم غريب” دخل المسالك البولية بطريقة ما يّكون هذا الجسم نواة الحصوة، وفوق النواة تتكون مجموعة الأملاح التي تترسب حول الحصوة وتكون نسبتها حوالي 95% من الأملاح، وتكون نسبة حجم النواة 5% من الحصوة.
ومن المعلوم أن الأملاح تُعتبر مكّون طبيعي للبول فوجود هذه الأملاح في البول يُعتبر شيئاً طبيعياً، ولكن عندما تزيد نسبة الأملاح عن الحد الطبيعي تتكون الحصى، فمثلاً لو تخيلنا أننا نُذيب كمية من الملح في المياة فيظل الملح يذوب في المياة حتى بلوغ نسبة مُعينة لو زاد الملح عن هذه النسبة لا يذوب وإنما يبدأ في الترسب، وهذا ما يحدث مع حصوات الكلى فلو زادت كمية الأملاح لأسباب عديدة عن المُعدل الطبيعي الذي يتثنى له الذوبان في البول فيترسب هذا الملح ويبدأ في تكوين الحصى.
أين تتكون حصوات الكلى ؟
عادة تتكون حصوات الكلى في الأفرع الصغيرة من الكلى حيث تترسب الأملاح على النواة فتكبر في الحجم ثم تنزلق إلى أسفل وصولاً للحالب ثم المثانة وهذا هو الممر الطبيعي الذي تسلكه الحصوة، ولكن في أحوال أخرى قد تتكون الحصوة في المثانة البولية وتُسمى ” حصوة ثانوية” وليست أولية وتنتج بسبب إنسداد ما تحت مجرى البول وتؤدي إلى ركود البول وقد يتسبب ذلك في تكوين حصوة تبدأ تكوينها في المثانة، ولكن عادة الحصوات الأولية تتكون في أعلى الكلى ثم ينزل مع البول من حوض الكلى ثم للحالب ومن ثم للمثانة.
• هل قد تكون الحصوات متكونة في الجسد قبل أن تصل للكلى أم أنه لابد أن تتكون هذه الحصوات في الكلى؟
أجاب الدكتور ثروت رمضان أنه لابد أن تتجمع هذه الحصوات في الكلى وذلك لأنها تتكون عندما يتخلص الجسم من الأملاح الزائدة عن حاجته عن طريق الكلى، فيتم إفرازها في البول، ولذلك سبق أن ذكرنا أن الأملاح مكّون طبيعي للبول، ولكن عندما يحدث زيادة في نسبة الأملاح في البول عن المُعدل الذي قد يذوب في البول تبدأ هذه الأملاح في تكوين الحصوات.
ما هي أسباب تكّون الحصوات؟
من المعلوم أن أسباب تكوين الحصوات أسباب عديدة ولكن تتنازعها 3 نظريات هامة جداً لتكوين الحصوات وعادة ما قد تجتمع النظريات الثلاثة سوياً وهذه النظريات هي:
1. النظرية الأولى: زيادة نسبة الأملاح في الجسم والتي تُسمى ” درجة تشبع للجسم بالأملاح” زائدة عن المعدل الذي يُمكن أن يُفرز فيبدأ ترسيب لهذه الأملاح فتتكون الحصى.
2. النظرية الثانية: تتحدث عن طبيعة الجسم ذاته حيث تُفرز مواد في الجهاز البولي تكون مانعة لترسيب الأملاح، فقد فيحدث خلل جيني لدى البعض بحيث تكون هذه المواد المانعة للترسب غير موجودة فلذلك يحدث ترسيب للأملاح وتتكون الحصوة.
3. النظرية الثالثة: ما يُساعد أيضاً على تكوين الحصوات بالإضافة إلى النظريتين سالفتي الذكر أنه عند بطء حركة البول نتيجة لأي إنسدادات في مجرى البول أو في عنق المثانة أو إنسداد في الحالب نتيجة لضيق الحالب، فيتجمع البول عندئذ تتكون الحصوات.
وأيضاً إذا حدث إلتهاب في المثانة البولية عندها تتغير درجة حموضة البول سواء حمضية أو قلوية مما يُساعد على تكوين الحصوات سواء في الوسط الحمضي أو القلوي.
قد تُساهم النظريات السابقة مُجتمعة في تكوين حصوات الكلى والتي يكون المكون الرئيسي فيها هي الأملاح.
ما هو خط سير الحصوة، وهل يتغير بتغير نوع الحصوة؟
خط السير الطبيعي الذي تسلكه الحصوة بعد أن تتكون في الكلى أنها تهبط إلى أسفل فتمر بالحالب وتستقر في المثانة البولية، ولكن الجدير بالذكر أنه لا يُمكن لكل الحصوات أن تسير في هذا المسار فقد يكون حجم الحصوة كبير جداً بحيث يتعذر معه الهبوط إلى أسفل، ولكن ما يُرجى نزوله من الحصوات هي الحصوات التي يبلغ حجمها أقل من 5 مل وعندها يُعطي الأطباء المريض أدوية تُساعد على نزول هذه الحصوة، ويعتمد نزول الحصوة أيضاً على شكل الحصوة ذاته هل هي ملساء أم مُدببة حيث تنزل الحصوة الملساء بسهولة بينما قد تعلق الحصوة المُدببة في طريقها فتكون أصعب أكثر في النزول.
ومن المعلوم أن الحالب به 3 أماكن ضيقة طبيعياً وهي إلتقاء الحالب بحوض الكلى، وكذلك إلتقاء الجزء الأسفل من الحالب مع مُنتصف الحالب، وإلتقاء الحالب بالمثانة، فهذه الأجزاء الثلاثة والتي يكون بها ضيق طبيعي يُتوقع أن تعلق الحصوة في واحدة منها مما يؤدي إلى حدوث مغص شديد يشعر به المريض بسبب ضغط المياة والحصوة على الحالب ويختلف التدخل الطبي في هذه الحالة من إعطاء الأدوية أو التدخل بشكل أسرع توقفاً على عدة أشياء وهي درجة تحمل المريض من حيث الشعور بالألم من عدمه، وكذلك الضغط الواقع على الحالب فإذا كان ضغط متوقع أو يُمكن إحتماله فيتدخل الأطباء لإعطاء أدوية تُساعد على نزول هذه الحصوات من الأجزاء الضيقة المذكورة أعلاه، أما إذا كان هناك خطورة على المريض فيكون التدخل الطبي في هذه الحالة بشكل مُختلف وأسرع على حد تعبير الدكتور ثروت رمضان.
• هل تختلف الكِلية من حيث طبيعتها من شخص لأخر، ومن جنس لأخر، وكذلك حسب الفئات العمرية؟
أشار الدكتور ثروت رمضان أنه قد يكون إثنان يعيشان في نفس المكان يتقاسمان نفس الظروف المعيشية ويتناولان نفس النوع من الطعام ويُصاب أحدهم بحصوات الكلى بينما لا يُصاب الأخر، فيلعب الإستعداد الجيني عامل مهم في الإصابة بتكوين الحصوات وهذا الأمر يدعو إلى التعرف على موضوع أخر وهو الإستعداد العائلي فبعض العائلات ونتيجة لهذا الإستعداد الجيني تتكون الحصوات لديهم، ويوجد شيء ما في تركيب الكلى قد يؤدي إلى تكوين الحصوات عند البعض، ومن المعلوم أن الرجال أكثر إستعداداً لتكوين الحصوات من النساء بنسبة 1-3 وهي نسبة كبيرة نسبياً، وتتكون الحصوات في الغالب وتظهر في العِقد الثالث والرابع من العمر، وكذلك قد تتكون غالباً الحصوات في الأطفال نتيجة أمراض وراثية كما ذكر الدكتور رمضان.
• ما هو السبب وراء إرتفاع نسبة إصابة الرجال بحصوات الكلى أكثر من النساء؟
عادة طبيعة تكوين الجسم المختلفة بين الرجل والمرأة وقوامة الرجل على المرأة من حيث المهام التي يقوم بها الرجل من عمل خارجي لأجل كسب العيش ويكون هذا العمل شاق في الغالب مما يؤدي يؤدي إلى نقص كمية السوائل كل ذلك يؤدي إلى زيادة نسبة الإصابة بحصوات الكلى لدى الرجال أكثر من النساء.
• هل للغذاء والشراب دخل في تكوين حصوات الكلى ؟
بالطبع للغذاء والشراب دخل في تكوين حصوات الكلى إذا كان هناك سابق إستعداد جيني أو إستعداد عائلي لدى المريض لتكوين الحصوات ففي هذه الحالة يكون لنقص السوائل تأثير كبير جداً، وكذلك بعض أنواع من الأغذية يكون لها تأثير حيث يُمكنها العمل على زيادة فرص الإصابة بالحصوات، وتقل نسبة تأثير الغذاء والشراب في الإنسان العادي الذي ليس لديه إستعداد جيني أو وراثي للإصابة بالحصى من قبل.
• هل لتناول البروتينات دور في الإصابة بحصوات الكلى، وما هي أنواع الحصوات التي تُسببها؟
من المعروف أنه يوجد عدة أنواع من حصوات الكلى ، ولكن النوعين الرئيسين ويُسببهما الأوكسالات سواء أكان كالسيوم أوكسالات والتي تكون نسبته حوالي 65% من أنواع الحصى، وكذلك كالسيوم فوسفيت والذي يُشكل نسبة 15% من أنواع حصوات الكلى ، ثم يلي هاذان النوعان أنواع أخرى من حصوات الكلى ومنها الحصوات الناتجة عن إلتهاب المسالك البولية، ثم هناك أنواع حصوات شديدة من حيث الصلابة، وأنواع الحصوات السابقة تدفعنا إلى الحديث عن أنواع الغذاء وخاصة البروتينات الحيوانية والتي قد تتسبب بشكل كبير في تكوين الحصوات ومن البروتينات الحيوانية اللحوم الحمراء والتي تحتوي على حمض اليوريك أسيد والمسئول عن تكوين الحصى، وأيضاً بعض البقوليات مثل الفول السوداني والذي يحتوي على نسبة عالية من اليوريك أسيد، فأولئك الذين لديهم قابلية لتكّون حصوات اليوريك أسيد يُنصح بتقليل تناول هذه الأنواع من الأغذية، ويُنصح بشرب السوائل بكثرة.
أما بخصوص حصوات الكالسيوم أوكسالات فتكون نتيجة لتناول الغذاء الذي يحتوي عليها مثال الفراولة والمانجو السبانخ والملوخية والشاي والقهوة، وبما أننا لا نستطيع منع تناول هذه الأغذية ولكننا يجب علينا تقليل الكمية المتناولة منها وشرب كميات كثيرة من السوائل وخاصة الماء.
هل للعامل الوراثي تأثير في الإصابة بحصوات الكلى؟
للعامل الوراثي تأثير كبير، فيكون السؤال الأول لمريض الحصى هل هناك تاريخ عائلي للإصابة بحصوات الكلى أم لا؟ وهل أُصيب بحصى قبل ذلك أم لا؟ لأنه من المعلوم أن الشخص الذي يُصاب بالحصى تكون لديه قابلية كبيرة بنسبة 50% أن ترتد إليه الإصابة بالحصى خلال 10 سنوات، يُضاف إلى العامل الوراثي بعض الأمور التي تؤدي إلى زيادة الفرصة للإصابة بحصوات الكلى ومنها كما سبق القول أكل البروتينات وخاصة الحيوانية منها وبعض البقوليات وقلة شرب السوائل، إلتهاب المسالك البولية حيث تُشكل هذه الأمور مجال خصب لتكوين الحصوات، من حيث تغيير درجة حموضة البول مما يؤدي إلى ترسب أنواع مُعينة من الأملاح، وكذلك إنسدادات المسالك البولية تؤدي إلى بُطء حركة البول وبالتالي تُساعد على ترسيب الأملاح كل هذه العوامل بالإضافة للعامل الوراثي كما أشار الدكتور ثروت تؤدي في النهاية لتكوين الحصوات.
• هل المُصابين بمرض النقرس لديهم إستعداد أكثر من غيرهم للإصابة بحصوات الكلى؟
بالتأكيد لأن مرض النقرس يكون نتيجة لزيادة حمض اليوريك أسيد في الدم وعادة عند زيادته في الدم يكون مصحوباً بزيادته أيضاً في البول والذي يؤدي إلى ترسيبه مما يقود إلى الإصابة بالحصوات، وبالتالي فالمُصاب بالنقرس يكون عُرضة أكثر للإصابة بالحصى، ومن المعروف أن لشرب الماء بكمية كبيرة إسهام في ذوبان حصوات الكلى، وكذلك هُناك أنواع مُعينة من الأدوية يتم تناولها لفترات وتؤدي أيضاً إلى ذوبان هذه الحصوات.
هل تختلف أعراض الإصابة بحصوات الكلى من شخص لأخر؟
تختلف أعراض الإصابة من شخص لأخر، وكذلك تتفاوت في شدتها، كما أن هذه الأعراض لا تتناسب مع حجم الحصوة ذاته أي أنه يُمكن أن تكون الحصوة كبيرة جداً ولا تُسبب ألماً وتُكتشف عن طريق الصدفة، وعادة ما يؤدي الحصى الصغير إلى آلام أكثر نتيجة حركته في الكلى، وتتراوح الأعراض ما بين ألم الكلى أو المغص الكلوي يكون شديد جداً ويُوصف بأنه من أكثر درجات الألم شدة لدى المريض وهذا الألم أو المغص أول عّرض يدفع المريض للجوء للمريض، وكذلك من الأعراض وجود دم في البول نتيجة حركة الحصى والجروح التي تُسببها الحركة في أغشية الحالب، ومن الأعراض الهامة إلتهابات نتيجة الإنسدادات الناتجة عن الحصى مما يؤدي إلى إرتفاع في درجة الحرارة.
وإذا ما أُهملت الحصوات لفترات طويلة ومن الغريب في الأمر أن الألم يختفي، ولكن تفقد الكلى وظيفتها والخطورة تكمن في هذه الحالة إذا ما أدى وجود الحصوات في الكليتين إلى إنسدادهما وبالتالي الفشل والقصور المؤقت في الكلى وليس الفشل المزمن مما يؤدي إلى عدم نزول البول مطلقاً، أما إذا ما عُولج هذا الأمر يعود المريض لطبيعته مرة أخرى.
• هل هناك سن مُعين للأطفال قد يُصابون فيها بحصوات الكلى، وهل يُمكن أن يتم ذلك منذ الولادة لأسباب وراثية مثلاً؟
أجاب الدكتور رمضان أنه بعد فترة من الولادة يُمكن أن تتكون الحصوات نتيجة لبعض الأمراض الخُلقية في الكلى أو بعض القصور أو العيوب في التمثيل الغذائي للجسم لبعض الأحماض الأمينية تؤدي إلى نوع مُعين من الحصوات والذي يكون سببه الرئيسي عيب في التمثيل الغذائي، أو نتيجة وجود حصوات على جدار الكلى من الخارج، كذلك عندما يكون للبول درجة حمضية مُعينة تُساعد على تكوين الحصى، فهذه الأسباب التي قد تؤدي إلى إصابة الطفل الصغير بالحصوات.
• ما هي العوامل التي تزيد من فرص الإصابة بمرض حصى الكلى، وهل تختلف بإختلاف الجنس والعمر؟
كما سبق القول بأن نسبة إصابة الرجال أكثر من السيدات بنسبة 1-3، أما بالنسبة للأطفال فيُشكل العامل الوراثي جانب كبير في الإصابة بالحصوات، كما توجد العديد من الأمور التي تؤدي إلى زيادة نسبة ترسب الأملاح عن المعدل الطبيعي كما سبق القول، فالجسم يُخرج كمية الأملاح الزائدة عن حاجاته في البول فهي مكونات طبيعية للبول، أما لو زادت نسبة الأملاح في الجسم عن هذا المعدل اللأزم لعملية البول فإنها تُشكل ترسبات لعدم ذوبانها من الأمور التي تؤدي إلى زيادة الأملاح زيادة حمض اليوريك أسيد لأمور عديدة منها أمراض مُعينة وكذلك تؤدي لزيادة نسبة أوكسالات الكالسيوم، النظام الغذائي الذي يحتوي على اليوريك أسيد يؤدي إلى زيادة الفرص لتكون الحصوات، كذلك زيادة التعرق وقلة السوائل من العوامل التي تؤدي إلى حصوات الكلى، ومن المعلوم أن دول الخليج بها من عوامل الإصابة بالحصوات ما هو أكثر من مثيلاتها وذلك بسبب النظام الغذائي الذي يحتوي على اللحوم الحمراء بكميات كبيرة نتيجة الثراء وكذلك العامل الأخر وهو الجو الحار هاذان العاملان من الأسباب الهامة جدا لتكون الحصى فكما سبق القول بأن اللحوم الحمراء تُسهم في شكل كبير في تكوين الحصوات البروتينية، وكذلك فقد السوائل من الجسم نتيجة التعرق الشديد من جراء الجو الحار يؤدي إلى زيادة ترسب الأملاح ثم الإصابة بالحصوات.
ولزيادة الأملاح في الجسم العديد من الأسباب كالوراثة أو نتيجة لأمراض مُعينة في الأمعاء تزيد من الإمتصاص فتزيد الأملاح في الدم وكذلك تزيد كمية الأملاح في البول، وكذلك إلتهابات المسالك البولية من الأمور التي تؤدي إلى تكوين الحصوات، الإنسدادات نتيجة ضيق مجرى البول أو نتيجة لتضخم البروستاتا تؤدي إلى ركود البول في المثانة فترة طويلة وبالتالي تؤدي للإلتهابات وتكوين الحصوات، وأيضاً عادات الطعام يُمكن أن تكون هذه الأسباب سبباً لزيادة الأملاح في الدم وبالتالي زيادتها في البول، كل هذه العوامل مُتشابكة بعضها البعض ينتج عنها في النهاية الإصابة بالحصوات.
• هل تناول الأدوية التي تحتوي على أملاح أو المشروبات الملحية في الصيف لتعويض الأملاح المفقودة أمر جيد أم لا؟
أشار الدكتور ثروت أن أكثر الأشياء صحية في هذا الموضوع هو شرب المياه بكثرة، ولكن الجدير بالذكر أنه مُعدل أمان عالي جداً في جسم الإنسان، فليس كل تغيير بسيط في الجسم يؤدي إلى مُشكلات، فليس كل من تناول كمية أملاح يؤدي بالضرورة إلى الإصابة بالأملاح، فتكوين الحصى في الجسم يتطلب عوامل كثيرة جداً مُشتركة وكذلك كميات كبيرة جداً من الأملاح بالإضافة إلى عوامل أخرى تزيد من فرصة الإصابة بالحصوات، فالجسم يحتوي على موانع لترسيب الأملاح خلقها الله سبحانه وتعالي تمنع ترسيب الأملاح إذا ما حدث خلل جيني في هذه الموانع وبالتالي يكون هذا الأمر عامل مُساعد مع زيادة الأملاح مع وجود إلتهاب وتغيير درجة حموضة البول كل هذه الأمور مُشتركة تتجمع لتُكّون في النهاية الحصوات فسبحان الله العظيم، فالأمر غاية في الإحكام وليس بالبساطة المُطلقة، فالجسم يستطيع التخلص من الإحتياجات الزائدة عنه طالما أن الكِلية تعمل بطريقة سليمة، والجدير بالذكر أن الحصى يتكون داخل الكلى السليمة وليست الكلى المريضة لأن الكلى السليمة هي التي تسطيع إخراج الأملاح خارج الجسم على حد تعبير دكتور رمضان، كذلك الطعام المالح لا يؤدي إلى تكون الحصوات بالضرورة فلا تقلق عزيزي المُتابع.
وليس كما هو متداول أن الكِلية اليُمنى دائماً هي المسئولة عن الإصابة بالحصوات فلا توجد أفضلية لأحد الكِليتين على الأخرى، ويُمكن أن تُصاب الكِليتين بالحصوات في نفس الوقت كما سبق القول أنه يُمكن أن يؤدي في بعض الأحيان إلى فشل مؤقت يُمكن علاجه وليس فشل مُزمن.
هل للسمنة تأثير على الإصابة بالحصوات؟
على حد تعبير الدكتور ثروت بأن للسمنة تأثير في الإصابة بالحصوات بالطبع ولكن الأكثر من السمنة نفسها هو علاج السمنة حيث جراحات السمنة كقص المعدة أو تنحيف المعدة أو تحويل مجرى المعدة كل هذه الجراحات تؤثر على إمتصاص الأملاح من الأمعاء فتؤدي إلى تكوين الحصوات، حيث أن بعض المرضى بالحصوات لم يكونوا مُصابين بالحصى من قبل وتمت إصابتهم بعد عمليات وجراحات المعدة ولكن يتم علاجهم بالأدوية العادية ويتم شفائهم من الحصوات بإذن الله – سبحانه وتعالى-.
• إرتباطاً بالسؤال السابق هل يُمكن أن تُشكل حالة الإصابة بحصوات الكلى بعد عمليات المعدة إلى عامل وراثي؟
أشار الدكتور ثروت أنه ليس بالضرورة حدوث ذلك، طالما أنه لا توجد الإستعدادات لحدوث ذلك، فمثلاً من يُعاني من إنسداد في المسالك البولية لسبب مُعين كتضخم البروستاتا وأُصيب بالحصوة فهذا الأمر لا يُعتبر عامل وراثي يُورث للجيل التالي.
• كيف تتم مُعالجة حصوات الكلى ، سواء في المنزل ببعض العلاجات البسيطة، وأيضاً العلاج بواسطة التقدم الطبي والأجهزة الطبية الحديثة؟
• نبدأ بإستخدام أحدث الطرق العلاجية في علاج حصوات الكلى:
– تُعتبر حصوات الكلى من المُشكلات التي تؤدي إلى إنسداد الكلى، وعن أحدث الطرق العلاجية لحصوات الكلى يُمكن القول بأنه قبل العلاج الجراحي يكون هناك محاولات بالعلاج الدوائي عن طريق الأدوية بالفوار أو الأقراص فإذا حدثت إستجابة على تناول الدواء يتم تكملة العلاج بالدواء، أما إذا فشلت طريقة العلاج الدوائي لكبر حجم الحصوة أو يوجد مُضاعفات في الحالة يلجأ الأطباء للجراحة بالمناظير.
– أما عن حصوات الكلى الصغيرة يُمكن إستخدام جهاز الموجات الصدامية أو التصادمية بحيث يتم توجيه نوع من الطاقة عن طريق إستخدام موجات تصادمية وتركيز هذه الطاقة بإستخدام نظام مرأيا عاكسة وعدسات بحيث تتركز هذه التصادامات في نقطة مُعينة وهي البؤرة التي بداخلها الحصوة، ويتم خروج هذه الطاقة على هيئة نبضات وغالبية الحصوات أكثر من 80- 90 % تستجيب للعلاج، فالمريض بعد مرور فترة من الوقت يشعر بأن الحصوة بدأت في التشكل في هيئة قطعة صغيرة جداً تنزل مع البول، ويُصاحبها أحياناً نزول بعض الدم مع البول، فيميل البول للون الأحمر البسيط هذا عن الحصوات الصغيرة.
– فإذا ما كانت الحصوة كبيرة أو لم تحدث إستجابة مع الحصوات الصغيرة للعلاج بالموجات التصدامية من خارج الجسم، هنا يلجأ الأطباء لإستخدام تقنية جديدة وهي تفتيت الحصوة بإستخدام شُعاع الليزر عن طريق المنظار الحالب المرن، ويدخل المنظار من فتحة البول في الرجال أو النساء، ثم للمثانة البولية ثم يعبر من الحالب وصولاً لموقع الحصوة في الكلى، فيُسلط عليها بإستخدام المنظار شُعاع الليزر، ويخرج الشُعاع أيضاً على هيئة نبضات، في الوقت الذي يُتابع الطبيب على شاشة مُتصلة بكاميرا المنظار حيث يُتابع الحصوة أثناء التفتيت خطوة بخطوة وهي تتكسر إلى قطع صغيرة، فيُمكن القول بأن الليزر يُمكنه تكسير كل أنواع الحصوات وتفتيتها إلى قطع صغيرة تُشبه حبات الرمل الصغيرة التي تنزل مع البول.
– وهناك من الطرق الأخرى المُستخدمة في علاج حصوات الكلى إستخدام منظار الكلى، ويتم ذلك عن طريق دخول منظار الكلى من الجانب الخلفي للمريض من ناحية جهة تواجد الحصوة حيث يستلقي المريض على بطنه وظهره إلى أعلى بينما يدخل منظار الكلى ويتم مُتابعة الحصوة وتحديد مكان تواجدها داخل الجهاز البولي، ويتم تحديد المكان بدقة في حوض الكلى ويصل إليها منظار الكلى بحيث يتم توسيع الطريق من الجلد وحتى الوصول للحصى، ويُستخدم بعد ذلك العديد من الطريق لتفتيت الحصوة فمنها موجات تصادمية من داخل المنظار ذاته، ويُمكن إستخدام الليزر أيضاً في التفتيت.
– ومن الطرق العلاجية لتفتيت وإستخراج حصوات الكلى اللجوء إلى الجراحة التقليدية والتي من النادر اللجوء إليها إلا إذا كانت هناك أسباب تُحتم إستخدامها بشدة، كأن يكون هناك ضيق في أعلى الحالب أو في حوض الكلى أو يوجد تليف أو أن يكون المريض سبق له إجراء أكثر من جراحة في نفس المكان فيصير من الصعب إستخدام المنظار، فإن لم يستجب للموجات التصادمية فيتم في هذه الحالة اللجوء إلى الجراحة بالطرق التقليدية القديمة التي غالباً لا تُستخدم إلا في حالات نادرة جداً جداً.
• علاج الشخص في المنزل بالعلاجات البسيطة من مرض حصى الكلى:
أشار الدكتور ثروت رمضان بأنه يصعب على المريض علاج نفسه بنفسه في المنزل، ولكن في البداية يجب تشخيص الحالة بواسطة الطبيب ويرى الطبيب أنه يُمكن علاج الحالة بدون تدخل، بحيث يُعطي الطبيب الإرشادات للمريض ويقوم بتنفيذها في المنزل ولكن يتم ذلك تحت إشراف الطبيب.
وذكر الدكتور ثروت بأن الحصوات تختلف عن بعضها البعض من حيث النوع والحجم ومكان التواجد وكذلك تختلف من شخص لأخر فكل ذلك يؤثر في قرار العلاج فإذا بدأ العلاج تحت إشراف الطبيب وبإرشاداته فيُمكن العلاج في المنزل، ولكن لا يجوز للمريض فعل ذلك بنفسه حتى لا يتطور الأمر لمشاكل أخرى، لان العلاج الذي قد يُفيد شخص قد لا يفيد الأخر، فلا يجوز الإعتماد على تجارب الأخرين في علاج حصوات الكلى ، وتتبع إرشادات الطبيب المُعالج ونصائحه.
• هل ممارسة الرياضة تُساعد في نزول الحصوة من الكلى والدخول للمسالك البولية وبالتالي يسهل خروجها؟
بالطبع ممارسة الرياضة والحركة يُعتبر أمر أساسي لعلاج نوع مُعين من الحصوات ” الحصوات المُناسبة”، وليس كل الحصوات، فلو أن الأطباء قرروا بأن هذه الحصوة مُناسبة للعلاج التحفظي بدون العلاج الطبي عن طريق العقاقير، في هذه الحالة تكون الرياضة مُهمة جداً حيث تُساعد على إمكانية نزول الحصوة بشكل أسرع، ولكن كل ذلك يجب أن يتم تحت إشراف الطبيب، فالقرار الأولي هام جداً جداً وهو مدى مُناسبة الحصوة نفسها لنوع العلاج أو التعامل أو إمكانية نزول الحصوة بالطرق التحفظية من عدمه، فما يجدر إليه الذكر أن الحصوات تتشابه من حيث المُسمى ولكن يختلف علاج كل منها على حسب نوع وحالة الحصوة.
• هل تمتلك الإمارات العربية خصوصاً والخليج بشكل عام أحدث تقنيات علاج الحصوات على مستوى العالم؟
أجاب دكتور ثروت رمضان بأنه بداية يُمكن القول بأنه من حوالي 25 عاماً كان علاج الحصوات يتم بالجراحة بنسبة 95% تقريباً، والـ 5% يتم بواسطة تناول العقاقير، ولكن الأن تحول الأمر نتيجة التكنولوجيا التي تدخلت في تغيير الأجهزة الطبية وطريقة تعاملها مع الأمراض، وكان نصيب قسم المسالك البولية من التقدم التكنولوجي نصيب الأسد فأصبح الأن حوالي ما يقرب من 98% من الحصوات يُمكن علاجها بدون التدخل الجراحي عن طريق طرق شتى، فوجود الأجهزة الحديثة والإستعدادات في دولة الإمارات لا تقل بأي حال من الأحوال عن مثيلاتها من الدول المُتقدمة كألمانيا والولايات المُتحدة وغيرها من الدول المُتقدمة.
فما يُجريه الأطباء في التعامل مع حصوات الكلى أنهم يبدأون العلاج بالطرق الأسهل بداية، طالما أن الحالة مُناسبة لإستخدام الطريق الأسهل، فليس كل الحصوات يُجدي معها التفتيت، فيوجد حصوات مُعينة وفي أماكن مُعينة يُفيد معها التفتيت، وأخرى لا تُستخدم فيها هذه التقنية.
– ومن التقنيات المُستخدمة كما سبق القول الموجات التصادمية، مناظير الكلى، والليزر، ويتم تطوير أجهزة المناظير بشكل عام حيث تزيد كفائتها من حين لأخر لخدمة المرضى وعلاجهم في أسرع وقت بأقل الخسائر.
• وأخيراً ينصح الدكتور ثروت رمضان إستشاري أمراض الكلى والمسالك البولية بضرورة الإكثار من شرب السوائل وخاصة الماء.