عندما تقول وتُردِّد حسبي الله ونعم الوكيل، في كل من اذاني، من ظلمني وقهرني، في الذي سبب شقاتي. فالله ﴿الوكيل﴾ سيكفيك، وهو نِعم المولى ونِعم النَّصير.
تدبَّر! من خلق النبتة الصغيرة، الحشرات، الديدان، كل الكائنات؟ الإنسان، الحيوان كل شيء خلقه الله ﴿جلّ وعلا﴾. من يدبر أمرها؟ الله.. من يحييها ومن يميتها، ومن يرزقها؟ هو الله، هو الوكيل وهو الكفيل ﴿جلّ وعلا﴾ بكل ما خلق.
الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل، فهو خالقها ومدبر أمرها، المتصرف فيها، الرازق لها، المحيي والمميت.
وهناك وكاله خاصه لأهل الايمان، فهو الوكيل عليهم ﴿جلّ وعلا﴾ ينصرهم ويحفظهم ويتكفل بهم ﴿سبحانه﴾. ولهذا قال الله ﴿عز وجل﴾ “وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا”. فهو الوكيل عليهم ﴿تعالى﴾ على عباده، يحفظهم ويتكفَّل بهم، وينصرهم ويرعاهم ﴿جلّ شأنُه﴾.
لما كان أبو بكر ﴿رضي الله﴾ عنه مع النبي ﴿صلى الله عليه وآله وسلم﴾ في الغار، خاف على النبي ﴿أبو بكر خاف على حبيبه صلى الله عليه وسلم﴾ قال: لو نظر أحدهم إلى قدمه لرآنا. فقال النبي ﴿صلى الله عليه وسلم﴾: ما بالك باثنين الله ثالثهما؟
حسبي الله ونعم الوكيل
من أعظم الكلمات (حسبنا الله ونعم الوكيل) عندما تقولها، هل تستشعر فيها؟ هل تستشعر ما معنى الوكيل؟ وكّلته أمري، الوكيل الذي يتكفل بي، الوكيل الذي يرعاني، الذي يحفظني.. “ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟”.
من يعيش مع هذا الاسم لا يخاف من شيء، هؤلاء الصحابة ﴿رضي الله عنهم﴾ بعد معركة أحد، جُرح من جُرح، وقتل من قُتل. أوذوا جميعا، ومع هذا جاءت الإشاعة ان قريش جمعت جيشًا أكبر للقضاء عليكم. “الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ”. ما الذي حصل لأصحاب النبي؟ اسم الوكيل في قلوبهم، “فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ”.
اجعلها في قلبك دومًا، الله عز وجل هو الوكيل.
من أعظم الاسماء التي ينبغي أن يؤمن بها المسلم المؤمن الموحد، اسم الله ﴿عز وجل﴾ الوكيل، “وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا” من امن باسم الله الوكيل بذل الأسباب في الدنيا ونام مطمئنًا مرتاحًا، ترك الأمر لله، لأنّهُ الوكيل.
تخيل رب العزة هو الوكيل، فلماذا تقلق؟ لم انت خائف؟ لم تفكر كثيرًا في المستقبل ولا تدري ما الذي سيحصل؟ دع الخلق لله ﴿عز وجل﴾ واترك الأمر لله، فهو الوكيل.
أرادوا حرق إبراهيم فقال “حسبي الله ونعم الوكيل” وانقلبت النار بردا وسلاما. اجتمع المشركون على أصحاب النبي فقال “حسبنا الله ونعم الوكيل” فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء.
عبد الله، هذا اسم عظيم، عِش مع هذا الاسم، وستعيش طول عمرك مرتاح البال. فهل حاجتك التي تريدها في الدنيا خارج عما بين المشرق والمغرب؟ بالطبع لا. فاقرأ “رَّبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا”. اتخذ ربك وكيلا فإن حاجتك في الدنيا لن تخرج عما بين المشرق والمغرب.
يقول الشيخ نبيل العوضي: الله هو الوكيل ﴿جلّ وعلا﴾، من استشعرها الاسم لا يتوكل إلا عليه.
سبعون ألف يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، مباشرة إلى الجنة، من هم؟ فقال ﷺ “هم الذين لا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون”. وهنا المغزى، يدخلون الجنة وقلوبهم كأفئدة الطير، لأنهم آمنوا باسم الله الوكيل.
آمن بها موسى، فصار البحر يبسا وانشق له البحر. آمن بها يونس فنجاه الله من الحوت. آمن بها ايوب فشفاه الله من المرض وارجع له أهله وأولاده وأمواله. آمن بها نبينا محمد ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ وكان في الغار، فنجاه الله واعزه على أهل مكة وغيرهم.
من امن باسم الله الوكيل فقد كفاه الله، “وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ”. كافيك رب العزة الوكيل. فأنعِم بهذا الاسم واحفظه دومًا واجعله في قلبك ولن يضرك بعده شيء بإذن الله عز وجل.