من أكثر ما يحير السيدات المرضعات أن يكون الطفل معتاد على الرضاعة الطبيعية ولكنه يعاني من الحساسية.
ما هي حساسية الحليب البقري؟
قالت أخصائية التغذية العلاجية “رند الديسي” هناك اعتقادات خاطئة عند الأم والأهل بشكل عام فيما يخص حساسية الحليب البقري مما يجعلها تلجأ إلى العادات الغذائية الخاطئة ويكون ذلك بدافع خفها على طفلها بعد رؤيتها لطفلها يعاني من وجود دم بالإخراج أو مشاكل في الرضاعة الطبيعية.
وتابعت أخصائية التغذية ” ند الديسي” تتكون حساسية الحليب البقري عند الأطفال الرضع نتيجة الحليب البقري لأنه هو أحد العوامل التي تؤدي إلى حساسية الأطفال أو نتيجة أحد البروتينات التي تتناولها الأم المرضعة مما قد يؤثر مباشرةً على الطفل الرضيع.
كيف يمكن للأم تشخيص حساسية الحليب لدى طفلها؟
هناك أعراض مختلفة يمكنها أن تظهر على الطفل الرضيع وهناك على الجانب الآخر نوعين من هذه الأعراض أولها هي الأعراض التي تظهر من الجهاز المناعي للطفل حيث ذلك يزيد من سرعة ردة الفعل على الطفل كما يمكن لأعراض الحساسية أن تظهر في من 10 دقائق حتى ساعتين من الرضاعة وتأتي تلك الأعراض على شكل انتفاخ في العيون والشفتين وصعوبة في التنفس اختناق أو حكة مستمرة ويعبر الطفل عنها عن طريق البكاء.
أما ثاني هذه الأعراض فهي الغير مرتبطة بالجهاز المناعي للطفل وتأخذ وقتاً أطول حتى تظهر آثارها على الطفل من خلال ملاحظة وجود الأكزيما على وجهه وظهور حبوب صغيرة واحمرار أو الإسهال أو الإمساك المستمر أو أنها تظهر على شكل دم في البراز أو حتى مشاكل في الجهاز التنفسي.
وأضافت “رند” تعتبر أعراض الحساسية التي تأخذ وقتاً أطول في الظهور على الطفل من 4 ساعات حتى 24 ساعة هي الأعراض الشائعة في الظهور ويجب الانتباه إليها وكيفية التعامل معها خاصة إذا تكررت مع هذا الطفل الرضيع أو عند ملاحظة وجود دم في الإخراج ومن ثم يجب استشارة طبيب الأطفال على الفور ثم يمكننا كذلك المتابعة مع أخصائي التغذية حتى يصف الأغذية المناسبة للأم المرضعة وللطفل الرضيع كذلك.
أسباب حساسية الحليب البقري لدى الأطفال
حسب الدراسات فإن هناك أسباب عدة لحساسية الحليب البقري عند الأطفال ولكن من أهمها هو تقديم الأغذية التي تؤدي إلى الحساسية مبكراً عند الأطفال الرضع حيث أن الحليب الصناعي مع حليب الأم يمكنه أن يتسبب في تعرض الطفل لحساسية الحليب البقري كما أن حليب الصويا يمكنه أن يفاقم الأمور وزيد من مشاكل الحساسية، بجانب أن هناك بعض الدراسات التي أشارت إلى أن بعض المطاعيم التي يتناولها الأطفال قد تكون سبباً رئيسياً في تعرض الطفل الرضيع للحساسية.
على الرغم من ذلك، لا تشير أي دراسة إلى العوامل الحقيقة أو الرئيسية المثبتة لحساسية الأطفال بالإضافة إلى أن العامل الوراثي للأم يلعب دوره البارز في حساسية الطفل الرضيع.
طرق علاج حساسية الأطفال من الحليب البقري
لابد من نظام غذائي صحي لعلاج حساسية الأطفال من الحليب البقري ويكون هذا النظام مخصص بدرجة كبيرة للأم حيث يمكنها الابتعاد عن الأغذية المسببة للحساسية ومن أهم تلك الأغذية الحليب البقري وكل مشتقاته مثل الزبدة والجبنة واللبن أو نوع من الأغذية التي بها بواقي الحليب البقري.
في حالة عدم تحسن حالة الطفل من الحساسية فإنه يمكنها الانقطاع عن تناول أغذية أخرى ولعل من أهمها الصويا والحمضيات والبيض والمكسرات والطحين والذرة والفراولة أو أي نوع من أنواع الشوكولاتة ويجب أن يظهر التحسن على الطفل من 72 حتى 96 ساعة.
وأردفت “رند” هناك بعض الدراسات الحديثة التي تفيد بأن استخدام بعض الإنزيمات يمكنه المساعدة في هضم البروتينات في جسم الأم مما لا يؤدي إلى حساسية الطفل عند تناوله لحليب أمه.
من الضروري كذلك أن يتم الانتباه إلى الأسماء الأخرى للألبان ولعل من أهمها اللاكتوجلوبين والكيزين والواي.
أما عن الحليب الصناعي فيمكننا اللجوء إليه بعد فشل النظام الغذائي الصحي السابق ذكره في علاج حساسية الطفل ويكون الحليب الصناعي حينئذ على شكل فورميلا مهضومة بطريقة مبسطة بالنسبة للطفل ولا يجب علينا أن ننسى فحص وزن وطول الطفل كل أسبوعين في المنزل أو عند طبيب الأطفال بالإضافة إلى أهمية فحص نسب الهيموجلوبين للتأكد من عدم وجود ضعف في نمو الطفل.
يمكن للطفل على الرغم من تعرضه إلى حساسية الحليب البقري النمو بطريقة طبيعية من عمر سنتين إلى أربعة سنوات حيث أن جهازه المناعي يكبر بصورة أكبر ويقاوم مثل هذه الأنواع من الحساسية ولكن من المهم أن يتم الانقطاع تماماً عن الحليب البقري خلال هذه الفترة وفي حالة تناول الطفل للحليب البقري فإنه يجب علينا الانتظار ليوم واحد حتى يمكننا التأكد من الأعراض التي ستظهر على الطفل فيما بعد ثم يمكننا عمل فحص للحساسية بعد تناوله لهذا الحليب البقري.
وأخيراً، هناك بعض الأطفال الذين لا يتقبلون بعض أنواع الحليب الذي يقومون بتناوله مما يتسبب لهم في نوبات بكاء شديدة وظهور أكزيما على وجه هؤلاء الأطفال ويمكننا في هذه الحالة الاعتماد فقط على الحليب الطبيعي أو الرضاعة الطبيعة للطفل.