تناقلت إحدى المحطات خبرا يتعلق بعملية القبض على «الهاكر» الذي قام باختراق حساب وزير تايلاندي على موقع تويتر! أن تسأل لم قد يرتكب شاب في قرابة الـ20 من عمره أمرا خطيرا وأحمق كهذا؟.. أو لم تنشغل السلطات بالقبض عليه؟.. أو كيف تمكنوا من القبض عليه؟.. كل هذه تساؤلات لن تقدم الإجابة عليها أو تؤخر، فالمحير بالنسبة إلي على الأقل هو أن يمتلك مسؤول حسابا على «تويتر»!
ليس من المستغرب أن يكون المسؤول قريبا من هموم الشعب، ولكن امتلاك حساب على موقع من مواقع التواصل الاجتماعي وبشكل علني بالنسبة إلى مسؤولينا قد تعتبر مبادرة متسرعة تجبرهم على أن يكونوا على اتصال دائم بالشارع ووسط معاناة الجماهير على مدار الساعة.. ففي ظل انعدام الكفاءات، وبما أن الرجل المناسب ليس دائما في مكانه المناسب قد تؤدي هذه الخطوة إلى محو أعذار أي مسؤول يتعلق دائما بحجج واهية من عدم وصول الشكاوى إليه أو عدم قيام من يكلفهم بواجباتهم على أكمل وجه أو ما إلى ذلك!
بغرض تأمين الناس والحفاظ على النظام كان عمر بن الخطاب أول من ابتكر مفهوم «العسس»، ومع تزايد وسائل الإعلام اليوم وتطورها وقطعها المسافات لا تزال الحجج قائمة، وتبقى أسئلة محيرة تدور حول العلاقة المباشرة المليئة بالتعقيدات والرسميات بين المسؤول وبين الناس.. فحاجات الناس المنهجية والفكرية والعملية كثيرة جدا، ويتميز المصلح الجاد بقدرته على تلمس هذه الحاجات، وكم من أولئك المسؤولين اعتادوا على مخاطبة الجماهير وتراهم يتحدثون عن أمور كثيرة لكنهم بعيدون كل البعد عن نبض الشارع واهتماماته!
على السياسة أن تستعيد وتبني علاقاتها بالناس ليستطيع من لديه قضية أو مشكلة مقابلة المسؤول في مجلسه دون أية عقبة، وأن يستطيع من لديه قضية أو مبادرة طرحها دون تردد، ولكي يتحقق ذلك قد يروق لبعض المسؤولين امتلاك حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي وتتبعها بشكل منتظم، لا بل وتحمل التعليقات اللاذعة ممن هم مسؤولون عنهم إن تطلب الأمر!
بقلم دينا الصاعدي
وقد تود الاطلاع على مقال: خير مالك ما نفعك
وهنا أيضًا يمكنك قراءة: حين أصبحنا أنابيب اختبار!