تفاصيل الاستشارة: أعاني من مرض الْحَوَل بالعين اليمنى منذ ولادتي، وقد استخدمت نظارة في عمر الثالثة وحتى الثامنة ثم لم أعد أرتديها مرة أو أتناول دواء مناسبا إلى يومنا هذا، علما بأن عمري الآن الثامنة عشرة، وسبب لي هذا متاعب نفسية.
ولي عدة أسئلة أطمع في الحصول على جواب عليها:
أولا: عندما قمت بفحص طبي لعمل رخصة قيادة كانت النتيجة أن العين اليمنى 36/6 والعين اليسرى 6/6 وبعدها قمت بفحص طبي في مستشفى الجامعة وكانت النتيجة أن العين اليمنى 24/6 والعين اليسرى 6/6، أعلم أن الفحص في كلتا الحالتين غير دقيق لم يستغرق حتى دقيقة واحدة في كل مرة.
وسؤالي: ما مدى ضعف العين اليمنى؛ لأني لا أعلم مدلول الأرقام 36/6 أو 24/6 وكيف يتم حساب دقة النظر؟
ثانيا: هل يختفي الانحراف بارتداء النظارة الطبية ويعود عند خلعها؟ وهل تقوم العدسات اللاصقة بنفس عمل النظارة الطبية في هذه الحالة؟
ثالثا: هل يصلح إجراء جراحة تجميلية لتعديل الانحراف بدون إجراء عملية ليزر؟
رابعا: ما مدى نجاح كلتا العمليتين في حالتي وعمري؟ وما هي الأضرار التي من الممكن أن تحدث؟ وأخيرا ما هي تكلفة كل منهما تقريبا؟
وأرجو من الله سبحانه وتعالى أن يكتب لكم ذلك في سجل حسناتكم آمين ولكم جزيل الشكر.
⇐ د. مالك يوسف الأبكع «اختصاصي طب العيون وجراحتها» أجاب؛ فقال: أخي العزيز.. إن تقدير الرؤية لدى الشخص يعتمد على الطريقة التي يتم بها الفحص فهناك عدة طرق أذكر منها:
الطريقة الإنجليزية: وهي الشائعة حيث يقف الشخص على بعد 6 أمتار من اللوحة البصرية وتقدر الرؤية لديه من 6 فنقول درجة الرؤية 6/60، 6/36، 6/24، 6/18، 6/12، 6/9، 6/6.
وهذه الطريقة تعتمد على النظر إلى دوائر غير مكتملة ليحدد الشخص اتجاه فتحتها وهو على بعد 6 أمتار منها، بحيث تكون هذه الدوائر مرتبة بأحجام مختلفة في صفوف ليحمل كل صف درجة رؤية مختلفة بدأ من 6/60 في الأعلى وحتى 6/6 في الأسفل، ويعد آخر صف يستطيع الشخص رؤيته هو درجة الرؤية لديه، فمثلاً إن استطاع أن يرى آخر الصفوف من أسفل (وهي أصغر الدوائر حجما) فهذا يعني أن قدرته البصرية 6/6، وإن فشل في رؤيته، وتمكن من رؤية الصف الذي يعلوه فهذا يعني أن قدرته البصرية 6/9 أي أنها قد تأخرت درجة من الصحيح وتعني: أن ما يستطيع أن يراه الشخص الصحيح على بعد 9 أمتار لا يستطيع أن يراه هذا الشخص إلا على بعد 6 أمتار فقط.. وهكذا بالنسبة لبقية الطرق مع اختلاف المسافات فقط.
وهناك الطريقة الفرنسية: حيث يقف الشخص على بعد 5 أمتار من لوحة القدرة البصرية، وتُقدر الرؤية لديه بالقياس العشري أي: 1/10 ,2/10, 3/10 وهكذا حتى 10/10.
كذلك هناك الطريقة الأمريكية: حيث يقف الشخص على بعد 20 قدما من اللوحة البصرية، وتقدر الرؤية لديه بـ 20/200 ,20/160 , 20/100 ,20/80, 20/50, 20/40, 20/25، 20/20
هذا عزيزي بالنسبة للطرق التي يتم من خلالها تحديد القدرة البصرية، ويبدو أنك خضعت للطريقة الإنجليزية الشائعة، ومن خلال رسالتك يتضح أن درجة الاختلاف بين الفحص الأول والثاني بسيطة فهي درجة واحدة (6/36, 6/24) ولن يعنينا كثيرا هذا الفرق البسيط فهو في كل الحالات يؤكد على وجود ضعف بصري.
ولكن ما أريد أن أوضحه لك هو أن وجود حول بعين واحدة منذ الولادة لم يتم تصحيحه قبل سن السادسة من العمر غالبا ما يؤدي إلى كسل بتلك العين غير قابل للتصحيح بالكامل، فللكسل العيني عدة درجات:
- كسل بسيط وفيه تتراوح درجة الرؤية بين 7-8 من عشرة.
- كسل متوسط وفيه تكون درجة الرؤية بين 4-5 من عشرة.
- كسل شديد وفيه تكون الرؤية أقل من واحد على عشرة.
أما الخطوات الأساسية في معالجة الحول وحيد الجانب فتعتمد على النقاط التالية:
- يجب تصحيح الضعف باكرًا ما أمكن بواسطة النظارة الطبية أو استخدام العدسات اللاصقة حتى تستعيد العين وظيفتها وهي الرؤية، ولقد ذكرت أنك استخدمت النظارات الطبية ولكنك لم تداوم عليها وهذا ما ألومك بشدة فيه.
- إغلاق العين السليمة لتقوية الرؤية بالعين الضعيفة مع لبس النظارة الطبية.
- تصحيح درجة الحول جراحيا بعد تحسن الرؤية بالعين الضعيفة.
أما بعد عمر الـ 10سنوات فتكون الغاية من العمل الجراحي هي تجميلية فقط، ولا تتحسن درجة الرؤية بالعين، حيث تكون العين قد أصيبت بالكسل غير القابل للتصحيح.
وهذا يعني أن العملية الجراحية لتصحيح الحول لديك هي عملية تجميلية فقط، وتكلفتها تختلف من بلد لآخر وتبعا للمستشفى المقام به.
⇐ واقرأ هنا: الحول الكاذب.. يختفي مع تقدم العمر
ختاماً أخي الحبيب.. هذا كل ما لدي بخصوص هذه الحالة – أعطيتك إياه ولكن {ما عند الله خير وأبقى}.. وهذا هو مبلغ علمي، أعلمتك إياه ولكن {وفوق كل ذي علم عليم}.