متى تصبح أشعة الشمس ضارة؟
تقول الدكتورة “عنود العيسى” أخصائية الأمراض الجلدية والتجميل والليزر: أن لأشعة الشمس نوعان وهما الأشعة المرئية والأشعة غير المرئية، وأن مشكلتنا مع الشمس تكون مع الأشعة غير المرئية والتي من ضمنها الأشعة فوق البنفسجية، والتي غالباً ما تسبب مشاكل جلدية كثيرة كالحروق والسرطانات، وكذلك تعتبر المسؤولة عن اكتساب السمرة أو كما يطلق عليه “التان”.
وتضيف “عنود” حديثها عن الأشعة فوق البنفسجية مؤكدة أن اكتساب السمرة الصحيح يكون بالتعرض للشمس خلال فترة زمنية محددة وكذلك بتركيز معين، وتبعاً لذلك يكون رد فعل الجلد سواء بالاحمرار، أو باكتساب السمرة “التان“، أو الحروق والمشاكل الجلدية إذا زاد التعرض للشمس عن الزمن والتركيز المطلوب.
الوقاية من أشعة الشمس الضارة
تقول الدكتورة “العيسى”: أن الأشخاص أصحاب البشرة السمراء هم الأكثر حساسية لأشعة الشمس؛ وذلك يرجع بسبب وفرة صبغة الميلانين في بشرتهم، وبالتالي يكون تأثير الأشعة فوق البنفسجية عليهم أكثر ضرراً من أصحاب البشرة البيضاء.
أما عن التوقيت الذي تكون فيه أشعة الشمس أكثر ضرراً، فهو ما بين الساعة العاشرة صباحاً وحتى الساعة الثانية مساءاً، فتكون أشعة الشمس في هذه الفترة قوية وعمودية، وبالتالي أكثر ضرراً.
وبما أننا نتحدث عن الأشعة فوق البنفسجية والتي تعتبر أشعة غير مرئية، فليس من الضروري أن نكون معرضين للشمس مباشرة حتى نحصل على التان، حيث أنه من الممكن أن نكون بالظل ونحصل عليه كذلك. وفي هذه الحالة نكون أقل عرضة لمشاكل الشمس.
أما عن الطرق الأكثر أهمية في الوقاية من الشمس، فتقول الدكتورة “عنود”: أن الواقي الشمسي مهم جداً في اكتساب السمرة بشكل صحي وصحيح؛ حيث يعمل واقي الشمس على تقليل المدة الزمنية اللازمة للتعرض للشمس للحصول على التان، وبالتالي يقلل من إمكانية حدوث حروق والتهابات بالجلد.
وتؤكد الدكتورة على أهمية استخدام واقي شمسي من النوع ال “Wide spectrum”، والذي يكون له خاصية حماية ضد الأشعة ال “UVB” وال “UVA” كذلك.
كما يجب إمداد الجلد بالترطيب الكافي بعد التعرض للشمس، وكذلك إمداد الجسم بالسوائل بشكل جيد.
وكذلك تؤكد الدكتورة “عنود” على ضرورة تجنب دهن الجلد بأي نوع من الزيوت وخاصة زيوت الأطفال والتي تزيد من فرصة تعرض الجلد للحرق. وكذلك بعض الحبوب التي تساعد على اكتساب السمرة والتي لها الكثير من الأضرار الجانبية.
تشخيص حالات حروق الشمس وعلاجها
إذا حدث أي نوع من أنواع الحروق أثناء فترة اكتساب السمرة، فإن الشخص يشعر بالألم الشديد لدرجة تجنب لمس الجلد غالباً، ومن الممكن أن تظهر بعض الفقاعات على الجلد، وكذلك يكون الجلد أكثر احمراراً، ويشعر الشخص في هذه الحالة بالوخم أو الكسل وقلة النشاط.
أما عن العلاج فتقول الدكتورة “عنود” أنه هناك عدة أثار جانبية يمكن أن تحدث خلال فترة اكتساب السمرة، منها ما هو يمكن أن يمر بسلام عن طريق الترطيب الجيد و تعويض الجسم بالسوائل، ومنها ما هو قد يحتاج لأدوية حتى يتم علاج الحروق بشكل سليم، وكذلك هناك بعض الحالات التي تكون حساسة بشكل أكبر للشمس والتي قد نضطر إلى حجزها بالمستشفى حتى يتم التعامل معها بشكل طبي سليم.
وتُتابع “العيسى”، أن ضرر أشعة الشمس فوق البنفسجية بالنسبة للأطفال يكون بنفس درجة الكبار، فلا يوجد أي فرق بينهم. وكذلك فالجسم كله معرض لضرر الأشعة فوق البنفسجية بنفس الدرجة، وبالتالي تنصح الدكتورة “عنود” بوضع واقي الشمس على الجسم كله بنفس الوقت، وكذلك إذا تم إطالة فترة التعرض للشمس فإنه من المهم تجديد واقي الشمس كل ساعتين تقريباً.
الأسرّة الخاصة بالتسمير بمراكز التجميل
تحذر الدكتورة “عنود” من استخدام هذه الأسرة والتي يطلق عليها تقنية “السولاريوم”، والتي يتم فيها تعريض الجسم إلى لمبات لفترة قصيرة للحصول على التان باستخدام أشعة ال “UVA” وال “UVB”، ولكن يتم ذلك باستخدام نسبة أعلى من الأشعة “UVA” تصل إلى حوالي ٩٥٪، والتي تعتبر سبباً رئيسياً في الإصابة بسرطانات الجلد “الميلانوما”. والتي قد تحدث بتكرار استخدام هذه الأسرة، أو حتى من المرة الأولى بتركيز عالي.
ويفضل استخدام أشعة الشمس للحصول على التان، فالتعرض لأشعة الشمس يكون مفيداً لأسباب أخرى، وذلك لأنه يمد الجسم بفيتامين د، والذي يحتاج الجسم كثيراً له.
ومن الممكن الحصول على التان بطرق أسهل مثل استخدام بخاخ رذاذ التان “Spray tan”.