مقدمة: في إنجاز طبي في مجال علاج الشلل تمكن باحثون من مساعدة قردة مصابة بالشلل على الحركة من جديد وتعتمد هذه التجربة على زرع جهاز صغير بالمخ ويعد واسطة لتقل الإشارات الكهربائية الصادرة من منطقة الحركة في المخ إلى الأطراف المشلولة.
تمكن علماء سويسريون من مساعدة قردة تعاني إصابات في الحبل الشوكي على السير مجددا وإعادة السيطرة على أطرافها المشلولة وهي تجربة لتجديد الأمل في إمكانية عودة المشلولين للسير واستخدام أطرافهم واستخدم العلماء وسيطا لا سلكيا يصل المخ بالعمود الفقري لعلاج تلك القردة المصابة حتى من دون تدريبها أو مساعدتها على الحركة. وتعتمد هذه الطريقة على ترجمة إشارات من المخ وتحفيز الحبل الشوكي لإشارات كهربائية وهي بدورها تحفز المسارات العصبية وتنشط عضلات الساقين. فقام العلماء بزرع شريحة من السيلكون وهي بمثابة جهاز صغير في واجهة القشرة المسئولة عن الحركة وهذا الجهاز ينقل تلك الإشارات من خلال أقطاب كهربائية إلى سطح الحبل الشوكي فيؤدي إلى تحفيز الحركة وتنشيط الساقين. وكانت التجارب السابقة أثبتت التحفيز الكهربائي للحبل الشوكي عبر زراعة جهاز صغير في المخ يترجم الإشارات الصادرة منه إلى حركة في الطرف المشلول أو المبتور أو حتى حث أذرع روبوتية على التقاط الأشياء ويأمل العلماء أن تبدأ التجربة على البشر في غضون عشر سنوات.
هل هناك آمال بالنسبة لتحفيز لأطراف المشلولة؟
يجيب الدكتور «ماهر منصور» استشاري جراحة الأعصاب: بالطبع هناك آمال بوجود الأبحاث المتنوعة وبالأخص بالبلدان المتقدمة، حيث يمثل هذا المرض مشكلة طبية إنسانية كبيرة وأيضا اجتماعية واقتصادية وهذا المرض يخص ملايين من البشر ممن لديهم شلل كلي أو جزئي بالحبل الشوكي.
هناك حالات وأسباب متعددة من الشلل كيف يمكن أن نعرفها طبيا؟
هناك حالات عديدة من الشلل منها إصابة النخاع الشوكي وأيضا إصابة المخ. أما إصابة النخاع الشوكي تتضمن الشلل الكلي والذي لا يستطيع المريض أن يشعر أو يحرك الجزء السفلي من مكان الإصابة ومنها الشلل الجزئي ويكون درجات أيضا (قاسي-معتدل-ضعيف). فعندما تكون الإصابة كلية كاملة فالأمل لاسترجاع المريض ضعيف أما إذا كانت جزئية حتى لو أحس المريض بمنطقة معينة بعد الإصابة فهذا يدل على قدرة النخاع الشوكي على التجاوب والأمل في استرجاع المريض كبير. بالنسبة لأسباب الإصابة فإن أكثر من 95% من الإصابات تكون نتيجة الحوادث والكسور التي تصيب العمود الفقري، حيث أن جزء من العظم المكسور يضغط على النخاع الشوكي فيؤذي وظيفته ويؤدي إلى شلل كلى أو جزئي وذلك لأن النخاع الشوكي عضو حساس وهش جدا.
كيف كان يتم التعامل مع حالات الشلل منذ التعرف على هذا النوع من الإصابات؟
يوضح دكتور ماهر، في البداية يجب معرفة أن التحفيز الكهربائي ما زال بمجال الأبحاث ولم يتم تطبيقه عمليا، هناك أبحاث كثيرة على إصابات النخاع الشوكي ومنها ما نجح بالفعل مثل زرع الخلية الجذعية ولكن في بعض الأحيان تكون الأعراض الجانبية غير محتملة والتي قد تؤدي إلى الإصابة بالسرطان، لذلك يجب علينا الصبر حتى تعلن المؤسسات العلمية رأيها الصارم في هذه العلاجات وهل هي صالحة أم لا. علميا بالنسبة للتعامل مع إصابات النخاع الشوكي أولا يجب معالجة السبب إذا كان هناك كسور يتم معالجتها وتثبيتها، إذا كان ورم يتم إزالته وثانيا العلاج ولكن مع الأسف لا يوجد علاج للنخاع الشوكي عمليا إلا أنه يتم وضع النخاع الشوكي في الظروف العضوية المناسبة حتى يقوم باسترجاع نفسه.
إلى أي مدى أهمية توقيت التدخل الطبي حتى يتجاوب المريض بشكل أسرع؟
بالنسبة للنخاع الشوكي لأنه عضو حساس جدا فمن الضروري التدخل بأسرع وقت ممكن سواء كان كسور أو أي سبب آخر، لأن الخلايا الموجودة بالنخاع الشوكي من الممكن أن تتضرر ومع الوقت يمكن أن تموت كما أن الخلايا العصبية لا تتجدد لذلك من أساسيات العلاج الإسراع بالتدخل حتى نتجنب موت الخلايا لأن الخلايا المتضررة يمكن استرجاعها أما الخلايا الميتة فلا يمكن ذلك.
هل مكان الإصابة يحدث فرقا إذا كانت أسفل الظهر أو منتصفه؟
يتابع “د. ماهر” بالتأكيد يشكل فرق، لأن الحبل الشوكي مثل أداة وصل بين المخ الذي يعطي الأوامر إلى الأعصاب الطرفية، كما أن مكان الإصابة يحدد نتيجة الأعراض فعلى سبيل المثال إذا كان هناك إصابة بالرقبة فيؤدي ذلك إلى شلل رباعي أما إذا كانت إصابة بالنخاع الشوكي بمنطقة الصدر فيؤدي إلى شلل بالقدمين.
إذا تضرر النخاع الشوكي وتم التدخل جراحيا، ما هي المراحل التي يمر بها المريض بعد فترة الجراحة وهل يخضع لتأهيل أو فترة علاج محددة؟
فترة ما بعد التدخل الجراحي هي فترة مهمة جدا وبالأخص بالنسبة للكسور، فمن المهم أولا يجب أن يكون المريض في ظروف طبية مناسبة بحيث يكون ضغط دم المريض طبيعي ومستوى السكر وكل هذه الأمور الأخرى وذلك حتى يكون النخاع الشوكي في أفضل الظروف للاسترجاع، ثانيا إعادة التأهيل تبدأ بأسرع وقت ممكن وفي بعض الأحيان يتم البدء فيها بعد يوم من التدخل الجراحي لأن التأهيل شيء أساسي جدا وهو العلاج الوحيد المثبت علميا لتسهيل استعادة النخاع الشوكي بعد إصابته.
كيفية التصرف إذا وجدنا شخص مصاب إصابة بالغة بالظهر؟
ينصح الدكتور في هذه الحالة بأن لا نحرك المريض ويتم ذلك عن طريق تثبيت الرقبة وإبقاء منطقة العمود الفقري بمكانها الطبيعي حتى لا نزيد الضرر على النخاع الشوكي.