ما رأيك أن نزودك ونسرد لك سِت آيات قرآنية و١٢ حديث عن الأمانة. من خلالها سنعرِف مدى عِظَم وأهمية الأمانة في حياة المسلم في عباداته وتعاملاته وعلاقاته؛ وكل شيء. سيكون ما لدينا مرجعًا لكل طالِب عِلم وباحِث وقارِئ ينشد مقالا يشمل هذه الفوائِد.
وقبل ذِكر هذه الآيات والأحاديث؛ أوصيكُم بالاطلاع أولا على ما أحضرناه لكم لتعوا مدى أهمية وثقل هذا الموضوع.
عِظَم الأمانة وأهميّتها
تخيلوا لو أن رجلا أعطى آخر سيارته، وقال له: يا فلان هذه سيارتي، فلتبقى عندك، حافظ عليها، لا تستعملها؛ إلى أن اذهب لسفري، ثم أعود في مثل هذا اليوم بعد أن أقضي ما أسافر لأجلِه. وإذ به قد رجع -صاحب السيارة- فوجد سيارته مصدومة، خزان الوقود قد فرغ، ووجد السيارة كأنه تغير مكانها الذي أوقفها فيه.
فسأل هذا الرجل: ماذا فعلت؟ قال: قد استعملت هذه السيارة، وقُدتها، وذهبت أنا وأسرتي نتنزَّه.
ما رأيكم في هذا الكلام يا إخواني؟ هل هذا كلام مقبول؟
لا والله ليس بمقبول.
إنها الأمانة يا عباد الله؛ الأمانة وما أدراكم من الأمانة، ثم ما أدراكم ما الأمانة. إنها الإخلاص والثقة والصدق والمواثقة والوفاء. إنها أعظم خُلُقٍ للمؤمنين ذكره الله -جل وعلا- لعباده.
والأمانة هي دليل على الإيمان وكماله وحسن الإسلام. مجتمع حلَّت فيه الأمانة تجد البركة والخير يحلان في دينهم وفي أخلاقهم وفي أموالهم وفي دمائهم وفي أعراضهم وفي قضائهم وفي كتاباتهم.
والضِد من ذلك هي الخيانة، خِصلة ذميمة، صفة من صفات المنافقين. وقد أمر الله -جل وعلا- عباده أن يؤدوا الأمانة لكي لا يقعوا في الخيانة؛ نعوذ بالله من الخيانة.
معاني الأمانة
الأمانة لها معنيين:
المعنى الأول
معنىً عام، ويدخل فيه الطاعة والتكاليف. كل ما أمرك الله به أمانة، وكل ما نهاك الله عنه لتنزجر وتبتعد وتجتنب فهو أمانة.
الصلاة، الصوم، الزكاة، الحج؛ وقبل ذلك، التوحيد والإخلاص أمانة. هذه أمور قد لا يطَّلع عليها أحد.
عندما يُصلي المُصلى وهو في صلاته، ويذكر الأذكار؛ لا يعلم بذلك إلا الله -جل وعلا-. من منا يعرف إن كان من بجوار أخلص أم لم يخلص؟ من يعرف إن كان من بجوار قال الأذكار في صلاته أم لم يقلها؟
فالصلاة، الأذان، الطهارة، الوضوء، الغسل من الجنابة، أفعالك للطهارة من الاستنجاء وإزالة النجاسات؛ كل هذه أمانات. قد يصلي المُصلي وقد يتعبد الله من يتعبَّده ولكن لم يُكتَب له شيء. لماذا؟ لأنه لم يأتِ بالأركان والشروط والواجبات.
المعنى الثاني
أما المعنى الخاص، وهو حديثنا في هذا المقال، هو الحقوق. وهذه الحقوق سنقسمها على ثلاثة أقسام، وسنذكر صورًا وأمثلة لها. وستعلمون الضد من ذلك وهو تضييعها والخيانة عياذًا بالله.
أقسام الحقوق
الحقوق إما أن تكون ماليَّة، وإما أن تكون معنويَّة، وإما أن تكون في الولايات والمناصِب.
الحقوق المالية
أما الحقوق المالية؛ فهي كالودائِع والقروض والديون والإجارة، ونحو ذلك.
ما يكتبه العبد بينه وبين أخيه المسلم من عقود، هذه أمانة لا بد عليك أن تفي بهذا العقد ولا تخِل به. يقول ربنا -تبارك وتعالى- في الآية الأولى من سورة المائِدة ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ﴾.
ولذلك، إذا استأجرت بيتًا من شخص وكتبت عقد الإيجار، ومن شروط هذا العقد أن تُسلِّم العين سليمة كما هي؛ لا بد من أن تؤدي هذه الأمانة.
هل علمتم لماذا تزدحم المحاكم؟ ولماذا الشكاوى تكثر؟ لأن بعض الناس ضيَّع هذه الأمانة.
وإذا كُنتَ مدينًا لشخص دائِنٍ أعطاك مبلغًا من المال وأمَّنك فيه أن تُعيده في يوم من الأيام؛ ثم يتصل عليك مرارًا ولا ترد عليه! أين الأمانة؟
الحقوق المعنوية
أما النوع الثاني من الحقوق، فهي الحقوق المعنوية. يقول عليه الصلاة والسلام «أتدرون ما المفلس؟» قال الصحابة: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال ﷺ «إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة، وصيام، وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار».
حينها هناك قضاء، عند قاضي القضاة الذي لا يُظلَم عنده أحد وإن كان مثقال حبة من خردل.
صلاتك التي تصليها، القرآن الذي تقرأه؛ سيأخذ هذه الحسنات والثواب يوم القيامة ذلك الذي ظلمته. ثم ماذا بعد ذلك تفنى حسناتك وانتهى رصيدك، فيؤخذ من سيئاته فتطرح عليك -عياذًا بالله- ثم تُطرَح في النار.
هذا لمن ضيع الحقوق؛ والحقوق أمانة. شتمك لعباد الله، استنقاصك من فلان وعلان، استهزاؤك بالآخرين؛ في شكلهم، في مظهرهم، في جنسياتهم.. كل هذا يدخل في الحقوق المعنوية.
أيضًا؛ الغيبة. نيلُك من أخيك المسلم، وإن قال أحدكم: والله ما كذبنا، هذا فيه بالفعل. هذه الغيبة. ذِكرك أخاك بما يكره، وذلك ما ذكره رسول الله ﷺ في الحديث الشَّريف.
فإن كان الأمر أعظم من ذلك، بأن تكذب عليه؛ فأنت تجاوزت من الغيبة إلى البُهتان؛ وكلها حقوق ستُقضَى عند الله -جل وعلا- حسنات وسيئات.
سيؤخَذ من رصيد الحسنات التي تجمعها طوال اليوم وأنت تصلي وتسبح وتذكر الله، تقوم في الليل وتصوم النهار؛ ثم يذهب هذا هباءً.
الولايات والمناصِب
الأمر الثالث والأخير هو الولايات والمناصِب. من تولى ولاية ومن ركب منصبا، إما أنه قادرٌ عليه ويستطيع أن يدير دائرته ومملكته ومن عنده ومؤسسته وشركته، ويستطيع على ذلك؛ فإنه قد وفَّى تلك الأمانة.
أما من كان مُضيّعًا لهذه الولايات والمناصب، فيأتي ويسألها ويتولاها ويحرص عليها، ثم بعد ذلك يضيعها.
إما في شركة، وإما في مؤسسة، وإما في مدرسة وإما في دائرة.. أو غير ذلك.
١٢ حديث عن الأمانة
لدينا في الشَّرع الإسلامي الحنيف عديد آيات وأحاديث عن الأمانة في الكتاب والسنة. سنبدأ سويًا مع الأحاديث الآن:
١. سنبدأ مع الصحابي أبو ذر -رضي الله عنه- في صحيح مسلم؛ حيث أتي للنبي -عليه أْفضل الصلاة وأزكى السلام- فقال يا رسول الله: ألا تستعملني؟ أي اجعل لي يا رسول الله ولاية من الولايات، إما جباية الأموال، أو تؤمرني على مكان من الأماكن.. إلى غير ذلك. فقال عليه الصلاة والسلام -وقد أخذ بمنكبي أبي ذر -رضي الله عنه-، يقول -صلى الله عليه وسلم- «يا أبا ذر، إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها، وأدى الذي عليه فيها».
أنظر إلى الحال، فلا يظُن أحدنا إذا وصل إلى منصب من المناصب أن هذا شرفٌ له، انتبه؛ فأنت تُحَمِّل نفسك أمانة؛ الأمر ليس سهلا.
٢. ثُمَّ مع حذيفة بن اليمان، حيث يقول: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين قد رأيت أحدهما، وأنا أنتظر الآخر حدثنا: أن «الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال، ثم نزل القرآن، فعلموا من القرآن، وعلموا من السنة»، ثم حدثنا عن رفع الأمانة قال «ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه، فيظل أثرها مثل الوكت، ثم ينام النومة فتقبض الأمانة من قلبه، فيظل أثرها مثل المجل كجمر دحرجته على رجلك فنفط، فتراه منتبرا وليس فيه شيء.
ثم أخذ حصى فدحرجه على رجله، فيصبح الناس يتبايعون لا يكاد أحد يؤدي الأمانة حتى يقال: إن في بني فلان رجلا أمينا، حتى يقال للرجل: ما أجلده ما أظرفه ما أعقله وما في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان. ولقد أتى علي زمان وما أبالي أيكم بايعت، لئن كان مسلما ليردنه علي دينه، ولئن كان نصرانيا، أو يهوديا ليردنه علي ساعيه، وأما اليوم فما كنت لأبايع منكم إلا فلانا وفلانا».
٣. وهذا أيضًا حديث عن الأمانة بإسنادٍ جيّد، يقول -عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- «الشهيد يغفر له كل ذنب إلا الدين أو الأمانة، فإذا كان يوم القيامة قيل له: أد عن أمانتك، أو أد الأمانة، فيقول: يا رب، ذهبت الدنيا فمن أين أؤديها، فينطلق به إلى الهاوية، فإذا أمانته في قعرها، فهوى فيها ليأخذها، فإذا أخذها ليخرجها زلت من يده وهوى خلفها، فلا تزال تزل من يده ويهوي خلفها في الهاوية».
٤. وهنا حديث شريف عن الأمانة رواه أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه-، وهو في صحيح مسلم؛ يقول فيه المصطفى -عليه أَفضل الصلواتِ وأَكمل التحيات- «إن من أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة، الرجل يفضي إلى امرأته، وتفضي إليه، ثم ينشر سرها. وقال ابن نمير: إن أعظم».
٥. ونسوق إليكم مزيد أحاديث عن الأمانة لنُبيّن لكُم مدى عِظمها وأهميّتها. والآن مع حديثٍ من رواية زاذان الكندي أبو عبدالله، وقد ورَدَ في صحيح الترغيب والترهيب؛ لكنه هذه المرَّة عن ابن مسعود -رضي الله عنه، حيث قال: القتل في سبيل الله يكفر الذنوب كلها إلا الأمانة قال يؤتى بالعبد يوم القيامة وإن قتل في سبيل الله فيقال له أد أمانتك فيقول أي رب كيف وقد ذهبت الدنيا فيقال انطلقوا به إلى الهاوية وتمثل له الأمانة كهيئتها يوم دفعت إليه فيراها فيعرفها فيهوي في أثرها حتى يدركها فيحملها على منكبه حتى إذا ظن أنه خارج زلت عن منكبه فهو يهوي في أثرها أبد الآبدين ثم قال الصلاة أمانة والوضوء أمانة والوزن أمانة والكيل أمانة وأشياء عددها وأشد ذلك الودائع.
٦. ومع الحديث -الشهير-، برواية أبو هريرة -رضي الله عنه- في صحيح البخاري؛ أنه قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس يحدث القوم، جاءه أعرابي فقال: متى الساعة؟ قال: «إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة» قال: كيف إضاعتها؟ قال: «إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة».
٧. وإلى الحديث السابع، وهو من رواية هريرة وحذيفة بن اليمان -رضي الله عنهما-، وهو في صحيح مسلم؛ يقول فيه ﷺ «يجمع الله تبارك وتعالى الناس، فيقوم المؤمنون حتى تزلف لهم الجنة، فيأتون آدم، فيقولون: يا أبانا، استفتح لنا الجنة، فيقول: وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم آدم، لست بصاحب ذلك، اذهبوا إلى ابني إبراهيم خليل الله، قال: فيقول إبراهيم: لست بصاحب ذلك، إنما كنت خليلا من وراء وراء، اعمدوا إلى موسى صلى الله عليه وسلم الذي كلمه الله تكليما، فيأتون موسى صلى الله عليه وسلم، فيقول: لست بصاحب ذلك، اذهبوا إلى عيسى كلمة الله وروحه، فيقول عيسى صلى الله عليه وسلم: لست بصاحب ذلك.
فيأتون محمدا صلى الله عليه وسلم، فيقوم فيؤذن له، وترسل الأمانة والرحم، فتقومان جنبتي الصراط يمينا وشمالا، فيمر أولكم كالبرق قال: قلت: بأبي أنت وأمي أي شيء كمر البرق؟ قال: ألم تروا إلى البرق كيف يمر ويرجع في طرفة عين؟ ثم كمر الريح، ثم كمر الطير، وشد الرجال، تجري بهم أعمالهم ونبيكم قائم على الصراط يقول: رب سلم سلم، حتى تعجز أعمال العباد، حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفا، قال: وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة بأخذ من امرت به، فمخدوش ناج، ومكدوس في النار. والذي نفس أبي هريرة بيده إن قعر جهنم لسبعون خريفا».
٨. وفي حديث عن الإمانة من رواية عبدالله بن مسعود؛ بإسنادٍ حَسَن؛ يقول ﷺ «إن الصوم أمانة فليحفظ أحدكم أمانته».
٩. وهنا جابر بن عبدالله -رضي الله عنه يقول أن أباه استشهد يوم أحد وترك ست بنات وترك عليه دينا، فلما حضر جداد النخل أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله قد علمت أن والدي استشهد يوم أحد، وترك عليه دينا كثيرا، وإني أحب أن يراك الغرماء، قال «اذهب فبيدر كل تمر على ناحيته»، ففعلت ثم دعوته، فلما نظروا إليه أغروا بي تلك الساعة.
فلما رأى ما يصنعون أطاف حول أعظمها بيدرا ثلاث مرات، ثم جلس عليه، ثم قال «ادع أصحابك»، فما زال يكيل لهم حتى أدى الله أمانة والدي، وأنا والله راض أن يؤدي الله أمانة والدي، ولا أرجع إلى أخواتي بتمرة، فسلم والله البيادر كلها حتى أني أنظر إلى البيدر الذي عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، كأنه لم ينقص تمرة واحدة.
١٠. وهذه أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- تقول: كان على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبان قطريان غليظان، فكان إذا قعد فعرق، ثقلا عليه، فقدم بز من الشام لفلان اليهودي، فقلت: لو بعثت إليه، فاشتريت منه ثوبين إلى الميسرة، فأرسل إليه، فقال : قد علمت ما يريد، إنما يريد أن يذهب بمالي – أو دراهمي – ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كذب ! قد علم أني من أتقاهم لله وآداهم للأمانة».
١١. وهنا أيضًا -صحيح البخاري- أن هرقل قال لأبو سفيان: سألتك ماذا يأمركم؟ فزعمت: أنه أمركم بالصلاة، والصدق، والعفاف، والوفاء بالعهد، وأداء الأمانة، قال: وهذه صفة نبي.
١٢. وفي حديث صحيح عن الأمانة، ورد في صحيح البخاري؛ وهو الحديث المشهور الذي نحفظه منذ نعومة أظفارنا، سمعناه في الإذاعة المدرسية وفي فصول الابتدائيَّة ثم كبرنا عليه؛ وهو قول الحبيب -عليه أفضلُ الصلاة وأطيب السلام- «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان».
وبعد أن سردنا لكم ١٢ حديثًا نبويًا عن الأمانة، الآن ماذا بعد؟
لدينا تنويه: وهو عن صحة حديث إنما المجالس بالأمانة. وصيغته [المجالس بالأمانة إلا ثلاثة مجالس سفك دم حرام أو فرج حرام أو اقتطاع مال بغير حق]، وهو ضعيف.
٦ آيات عن الأمانة من القرآن الكريم
وهنا إلى كتاب الله -عزَّ وجَل-، نجِد فيه آيات عن الأمانة كثيرة؛ سنذكرها لكم، مع بيان اسم السورة ورقم الآية.
١. وسنبدأ مع الآية ٢٨٣ من سورة البقرة؛ حيث يقول -تبارك وتعالى- ﴿وَإِن كُنتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُواْ كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَّقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾.
٢. ثم في آية قرانية عن الأمانة وهي الـ٥٨ من سورة النساء، نقرأ قول ربنا -سبحانه- ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾.
٣. وإلى الآية ٢٧ من سورة الأنفال نقرأ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾.
٤. وفي وصف المؤمنين وبيان صفاتهم في الآية الثامنة من سورة المؤمنون؛ يقول -جل وعلا- ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ﴾.
٥. ومع آية عن الأمانة من كتاب الله -تعالى-؛ شديدة حازِمة في سورة الأحزاب، الآية ٧٢ يقول الله -جل من قائِل- ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا﴾.
٦. ويصف ربي -تبارك وتعالى- الْمُصَلِّينَ في الآية ٣٢ من سورة المعارِج، ومن صفاتهم التي ذكرها المولى -سبحانه- ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ﴾.
إلى هُنا نكون قد قدَّمنا لكم ست آياتٍ من القرآن الكريم، و١٢ حديث عن الأمانة من السُّنَّة النبوية المطهرة.
استخرجوا منها ما تريدون، واستشهدوا بها في الأبحاث ومواضيع التعبير والإذاعة المدرسيَّة، وفي خُطب الجمعة ودروس العِلم. وفَّقكم الله.