إذا أردنا أن ننظُر إلى عِبارة (إن الله في عون عبده مادام العبد في عون أخيه) فهي جُزء من حديث للمصطفى ﷺ، فيما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- “مَن نفَّس عن مؤمنٍ كربةً من كُرَب الدنيا، نفَّس الله عنه كربةً من كُرَب يوم القيامة، ومن يسَّر على معسرٍ، يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة، واللهُ في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.. الحديث” وما أكثر كُرَبِ الدنيا، هموم، أشياء مقلقة، ديون، أعباء، مرض، من يحتاج إلى نفقة، زواج.
فمشروع الزواج هَمّ، والدَّين هم، وأن يقع الإنسان في ورطه قهذا همٌّ كبير، وأن يخاف جِهةً هذا همٌّ أكبر، وأن يفقد الأمن والطمأنينة هذا همٌّ أكبر.
فاذا كنت تحب الله ورسوله، فأنت مصدرُ أمان وطمأنينة، مصدرُ وسلام وعافية، أنت تبُثُّ الأمن في كلامك وفي أعمالك،
الله في عون عبده مادام العبد في عون أخيه
فالإنسان أحيانًا بحكم إمكانياته ومكانته الاجتماعية وبحكم شأنه وحجمه المالي، يستطيع أن يُخفِّف عن الناس آلامهم، يكون مصدر خير وسلام وطمأنينة.
فأنت إما أن تكون مصدر شر -لا سمح الله- وإما أن تكون مصدر خير. فالله سبحانه وتعالى يقول “الخير بيدي والشر بيدي، فطوبى لمن قدرت على يده الخير، والويل لمن قدرت على يده الشر”. فإذا أردت أن تعرف مقامك فانظر فيما استعملك.
سؤال دقيق! اسأل نفسك كل يوم “انا ماذا افعل هذا اليوم”. كله يومٍ ينشق فجره يخاطِبُ ابن آدم، ويقول “يا ابن آدم أنا خلق جديد وأنا فيما تعمل عليك غدا شهيد، فاعمل في خيرا أشهد لك به غدا فإني لو قد مضيت لم ترني أبدا”.
وهنا تطَّلِع على: كلمات عن الصبر على البلاء – فرج الله قريب
كن مصدر خير لأخيك
كيف مضى يومك؟ هل دعوت فيه إلى الله؟ هل أمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر؟ هل بثثت الطمأنينة في نفس إنسان؟ هل نفست عن مؤمن كربة؟
من أكرم المؤمن أخاه المؤمن فكأنما أكرم ربه، لذلك، إجعل شعارك كل يوم “إذا أردت أن تعرف مقامك فانظر فيما استعملك”.
بماذا استعملك الله عز وجل؟ وما أكثر الأبواب المفتَّحة بالعمل الصالح.
هذا الحديث “محور حديثنا” جعل العلاقات الاجتماعية بين المؤمنين متماسكة جدًا. فكل مؤمن انطلاقًا من تطبيق السُّنّة يسعى إلى تفريج الهم عن أخيه المؤمن.
فلو كان لك على أخيك المؤمن دينًا وكان معسِر، وهو مُهتَم ومُغتَم، فعلمت أنه معسِر، فقلت يا أخي لك شهر آخر حتى يفرج الله عنك هذا العُسر. فأت بهذا فرَّجت عنه كُربةً من كُرب الدنيا.
اخوك ابتُلي بمشكلة تُحَل ماليًّا، وتملك أنت هذا المبلغ، وهذا اخوك في الله، فإذا دفعت له هذا المبلغ فقد نفست عنه كُربةً من كُرب الدنيا.
لذلك ربنا سبحانه وتعالى يعِدُك أن ينفس عنك كُربَةً من كُرَب يوم القيامة.
هذا الحديث يجب ان يكون في ذهن كُلِّ مؤمن وأن يبقى ماثِلاً أمام كُل مؤمن.