«مروة» تسأل: أود إعلامكم بأنني بعثت لكم فيما سبق مشكلتي مع خطيبي الذي كان يشك فيّ كثيرًا، وكان الحل المثالي لمشكلتي كما قلتم لي هو الانفصال، وهذا بالفعل ما حدث.
والآن أنا أعيش هذه الأيام براحة لم أعهدها من قبل، إلى أن شاءت الظروف لأن ينفتح قلبي مرة أخرى، ويشعر بإنسان يشتغل معي في نفس الشركة، وأنا على علاقة صداقة معه منذ سنتين، وهو على علم بما حدث معي بالتفصيل؛ لأنني كنت أحكي له، وذلك بحكم الصداقة التي بيننا، وكنا لا نرى بعضنا كثيرا، ولا نتكلم بالهاتف إلا قليلا وذلك بحكم عملي وعمله، ولكن عندما نتحدث معا نحكي جميع الأخبار التي كانت في الأيام التي فاتت.
المشكلة تكمن في أنه بعد انفصالي عن خطيبي تغيرت بعض الأشياء بيننا؛ فأصبحنا نتحدث كثيرًا في الهاتف وبصورة مستمرة، وعندما آتي إلى المكتب في الصباح يتصل بي أو أتصل به، وفي المساء (لأننا نعمل حتى الساعة الخامسة مساء) إلى أن تطورت العلاقة التي بيننا، وأصبحنا نتصل ببعضنا في المنزل. كذلك كلامه معي تغير واختلف عن كلامه في الماضي؛ لهذا السبب أصبحت متعلقة جدا به، وبدأ الإحساس الذي بداخلي يتغير رويدا رويدا، وبدأت أشعر بشعور الحب تجاهه، ولكن إلى هذه اللحظة لم يقل لي كلمة واحدة تبرهن لي ذلك، تعبت كثيرا وأصبحت في وضع لا أحسد عليه.
ملاحظة: هذا الشخص الذي أتحدث عنه كان متزوجًا وطلق زوجته، وهو في بعض الأحايين يقول بأنه لن يعيد هذه الكَرَّة مرة أخرى، ولكن عندما أرى تصرفاته معي وكلامه الذي يدل على ما أشعر به أستغرب، ولم أعد أعرف كيف أتصرف، هل أكف عن الكلام معه؟ فكرت كثيرًا بأن أقول له ما أشعر به تجاهه، ولكنني ترددت، ولم أقدر، فماذا أفعل؟
الإجابـة
كنتما أصدقاء في وجود خطيبك؛ لذا كنتما لا تريان بعضكما كثيرا ولا تتكلمان في الهاتف إلا قليلا، وبعد انفصالك عن خطيبك كنت في حاجة لمن يملأ هذا الفراغ وكان طبيعيا أن يكون هذا الصديق؛ فزادت الاتصالات الهاتفية حتى وصلت إلى الكلام في المنزل، وبدأ الإحساس داخلك يتغير تجاهه ويتحول إلى الحب وجعلك ذلك ترين في كلامه اختلافا.
قد يكون حقيقيا بحكم تطور العلاقة، وقد يكون متوهما بحكم مشاعرك الجديدة نحوه، الرجل لم ينطق بشيء إيجابي في اتجاه تغير مشاعره بل ويتحدث دائما عن عدم رغبته في تكرار تجربة الزواج بعد طلاقه الأول، والآن أنت في حيرة صنعتها لنفسك؛ لأنك لم تنتبهي وأنت تطورين علاقة الصداقة معه أنه بحكم الفراغ العاطفي الذي تشعرين به بعد فسخ خطوبتك الأولى، فإن أي شخص سيهتم بك سيدخل ويملأ هذا الفراغ.
المشكلة هل تحولت الصداقة لديه هو الآخر إلى حب، أم أنه أيضا في ظروف طلاقه وجد فيك الصديقة القديمة التي احتاجته، وهو أيضا يحتاجها من منظور الصداقة، ولكنها ظلت صداقة عنده، أم هي تطورت إلى حب ولكنه خائف من نفسه؛ أولا خوفا من تجربته القديمة، ومنك ثانيا أن يعبر عن مشاعر الحب فتصديه فيفقد الصديقة والحبيبة معا؟.
الحسم هو الحل، ويكون بالطريقة الشرقية التي لا تجعلك تصارحينه مباشرة، ولكن تصارحينه في سياق يبدو فيه كأنه هو الذي يصارحك، ويكون ذلك بوقف الاتصال به وعدم مهاتفته لمدة تقصر أو تطول، وعدم الرد عليه إذا اتصل، وعندها ستتضح الصورة في سؤاله عن سبب امتناعك عنه؛ فسؤال الصديق عن صديقه الذي غاب عنه يختلف عن سؤال الحبيب؛ لأنه إذا سأل عن سبب عدم المهاتفة؛ فقد يكون ردك أنك احتجتِ فترة لتقيِّمي هذه العلاقة المستمرة والنامية حتى تعرفي ماذا تريدين منها؛ لأنك تخافين أن تتطور بدون شعور منك في اتجاه لا تستطيعين رده.
عندها سيكون مطلوبا منه أن يحدد موقفه، فإما يتحدث عن الصداقة وكفى، وإما يتحدث عن الصداقة التي يشعر أنها تتطور، وسيكون في كلامك إشارة له للخوض في المسألة دون خوف. إذا كان الأمر لديه واقفا عند حدود الصداقة؛ فاقطعي علاقتك فورا به حتى لا تتعذبي؛ لأنك في واد والرجل في واد آخر حتى تعطي لنفسك الفرصة للعودة إلى حالتك الطبيعية.
وإن كان الأمر عنده مثلما هو عندك، فلتسرعي أيضا بتتويجه بالرباط الشرعي المعلن أمام الناس؛ حتى ينمو الحب أيضا طبيعيا في جو صحي.. الحسم والمصارحة الذكية هما الحل حتى تهدأ النفوس.
⇐ كما يمكنك الاطلاع أيضًا علي استشارات سابقة.. منها:
- ↵ علاقة عاطفية عبر الإنترنت: هل هي حلال أم حرام؟
- ↵ حب من طرف واحد: هل أكمل أم أنسى؟
- ↵ مشاعر الحب بعد الخطوبة: هل تؤثر على مستقبل الزواج؟
⇐ أجابها: د. عمرو أبو خليل