مولاي صل وسلم دائمــــــــا أبدأ ….. على حبيبك خير الخلق كلهــــــم.
محمد ســـــيد الكونين والثقليـن ….. والفريقين من عرب ومن عجــــمِ.
هو الحبيب الذي ترجى شـفاعته ….. لكل هولٍ من الأهوال مقتـــــــــم.
ثم الرضا عن أبي بكرٍ وعن عمرٍ ….. وعن عليٍ وعن عثمان ذي الكرم.
يا رب بالمصطفى بلغ مقاصـدنا …….. واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم.
هذه الكلمات من أروع ما قيل في مدح النبي وصحبه وهي خير ما نستهل به حديثنا عن فضل حب النبي –عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- وآل بيته وصحابته الكرام المبجلين، ونحن نسوق الأدلة على منزلة حبهم من العقيدة وأهميته لاكتمال الإيمان.
حب النبي –صلى الله عليه وسلم – ومنزلته
أما حب المصطفى –عليه السلام- فهو جزء لا يتجزأ من عقيدة المسلم، وشرط من شروط صحتها واكتمالها، ولا عجب! فكيف لا يحب المسلم منقذه ومن أخذ بيده من الضلال إلى الحق، ومن دله على درب النجاة ومد له ضياء يهتدي به في كل أمور حياته؟ وكيف لا يحب من تحمل في سبيل إنقاذه وتوصيل الرسالة إليه أشد ألوان الإيذاء والعذاب والاضطهاد والمشقة؟ ومن وهب عمره كله للرسالة وتبليغها؟
ومع أن محبة النبي أصل من أصول الفطرة السليمة للمسلم، ولا يكاد يخلو منها قلبه إلا أن الاستغراق في الشهوات والسعي وراء ملذات الحياة ومتعها، والغفلة التي تنتاب بعض القلوب تكاد تذهب بتلك المحبة وتطفي نورها، فيحرم القلب لذتها ويحرم العبد ثوابها لذا فقد علمنا النبي منزلة محبته وأنها فرض وشرط للإيمان، وأن إيمان المسلم بدون حب النبي –صل الله عليه وسلم- مقدوح فيه بالنقصان والبطلان ومن الأثار الدالة على ذلك قول النبي –صلى الله عليه وسلم-: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين).
حب آل بيت النبي –صلى الله عليه سلم- وعقيدة المسلم
ذكرنا فيما سبق أن حب المصطفى شرط لسلامة العقيدة وهو من حب الله عز وجل، وكذلك حب آل بيت النبي –عليه الصلاة والسلام- لا ينفك عن حب النبي، فهم آل بيته ومنسوبون إليه.
وكلمة آل البيت تشمل زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وبناته وأبناء عمومته كعلي بن أبي طالب –رضي الله عنه- والعباس بن أبي طالب وجعفر بن أبي طالب –رضي الله عنهم جميعا- وقد نسب النبي سلمان الفارسي إلى آل البيت واعتبره واحدا منهم، وتشمل كذلك كل من انتسب إليهم، وانتهى نسبه إليهم ممن يؤمنون بالله ورسله ويقيمون دعوته ويهتدون بهديه.
وقد أكرمهم الله وشرف مقدارهم بأن اصطفى نبيه وخاتم رسله من بينهم، وخصهم بالتطهير والتزكية من بين كل الناس فقال عز وجل مبينا ذلك: ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾.
حث النبي للمسلمين على حب آل البيت وتكريمهم
حث النبي أمته على محبة آل البيت وأخبر أن محبة آل البيت جزء من محبته هو –صلى الله عليه وسلم- وحذر من بغضهم أو الخوض فيهم، ومدحهم وأثنى عليهم، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (أيُّها الناس، جدّ الحسين أكرم على الله من جدّ يوسف بن يعقوب، وإنّ الحسين في الجنة، وأباه في الجنة، وأُمّه في الجنة، وأخاه في الجنة، ومحبهم في الجنة، ومحب محبهم في الجنة).
ومن الأحاديث التي تحض على حب آل البيت وتنفر من بغضهم قوله –صلى الله عليه وسلم: (من مات على حب آل محمد مات شهيدا، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مغفوراً له، ألا ومن مات على حب آل محمد مات تائبا، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مؤمنا مستكمل الإيمان، ألا ومن مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة ثم منكر ونكير، ألا ومن مات على حب آل محمد يزفّ إلى الجنة كما تزفّ العروس إلى بيت زوجها، ألا ومن مات على حب آل محمد فتح له في قبره بابان إلى الجنة، ألا ومن مات على حب آل محمد جعل الله قبره مزار ملائكة الرحمة، ألا ومن مات على حب آل محمد مات على السنة والجماعة، ألا ومن مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينيه آيس من رحمة الله، ألا ومن مات على بغض آل محمد مات كافرا، ألا ومن مات على بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة).
فاللهم ارزقنا حبك وحب نبيك وحب آل بيته الكرام، وأدخلنا الجنة بسلام.