شهرة عالمية اكتسبها الفأر وصلت إلى موزنبيق وهاييتي. انطلقت هذه الشهرة قبل سنوات من أزقة وحارات الهند. تحول الفأر السيئ الذكر إلى حديث لا تتناقله الألسن فقط، بل وكالات الأنباء العالمية.
كانت الفئران تسرح وتمرح في أنحاء العالم، خاصة العالم الثالث ولا أحد يعلم عنها شيئا. تحدث فتكا وتمزيقا في الإنسان والبيوت، وما من أحد يتحرك لإيقافها سواء الفئران المحلية أو الأجنبية، أما وقد حدث ما حدث في ذلك الوقت بالهند وتحولت إلى قضية إعلامية عاد مرض (الكوليرا) إلى الصدارة بعد أن اختفى منذ سنوات طويلة، فإن القضية تطلبت تدخل الأمم المتحدة الفوري.
الخوف هاجس يومي للناس بعد أخبار (الكوليرا في هاييتي)، تحولت الأجهزة الصحية والبيوت إلى حالة استنفار؛ ففي البيوت بحث متواصل عن الفأر. ارتفعت بذلك أسهم مؤسسات المبيدات الحشرية حتى إنها لم تعد تقدم خدماتها بصورة جيدة لكثرة الطلب. انتشرت كذلك الشائعات عن الفأر و(مقالبه) ومآسيه. هناك من قال إن فأرا حاول أكل طفل. آخر ذكر أن ملاحقته لفأر هارب أسقطته أرضا فكسرت قدمه وكاد يصاب في عموده الفقري. امرأة رأت في منامها أن مجموعة من الفئران تطير حول بيتها تحاول الانقضاض عليها وعلى أطفالها في ظل غياب رجل البيت.
البعض أصيب بحالة نفسية من كل شيء، لا سفر، ولا لقاء ولا حديث، خسائر بملايين الدولارات، لا رسائل مطمئنة عن الأهل والأحباب، والاتصالات الهاتفية صعبة جدا، الكوليرا، إنفلونزا الخنازير وقبلها الطاعون ما زالا يقلقان منام الكثير من الناس.
حماكم الله من الأمراض والأحلام المزعجة. والهواجس المخيفة.
يقظة:
إدفن يدي.. تحت الثرى.. وأسقيها من جفن يارق.. يذبل ما بين أصابعي..
عشب وورق.. أدفن يدي.. فوق الثرى.. يلفها برد وسموم.. وأحسب عروقي يبست..
ما توصل عروقي الثرى.. ولا تشرب عروقي النجوم.. وينبت على جفني سهاد..
يذبل وراء صدري الشجن..
أشقق أوراق الزمن.. وأنام.. في حلقي الليلة جفاف.
— بدر بن عبدالمحسن
بقلم: فالح الصغير