يمثل قطاع الأعمال الصغيرة النسبة الكبرى من حيث عدد المنشآت وتوظيف الأيدي العاملة في كل دول العالم. وتختلف نسبة نجاح هذا القطاع من دولة إلى أخرى وفق عوامل كثيرة، من أهمها وجود مراكز أبحاث متخصصة في دراسة عالم الأعمال الصغيرة والمتوسطة، ومتابعة تطوراته ووجود مستشارين يتم تأهيلهم وفق نطاق حاجات رواد الأعمال وطبيعة عملهم. إن الحاجة لوجود مستشارين لدعم قطاع الأعمال الصغيرة والمتوسطة أمر في غاية الأهمية؛ لأن عدم وجودهم أو ضعفهم المهني سيجعل رواد ورائدات الأعمال يتحولون للأقارب والأصدقاء بحثا عن الاستشارة، فيما يخص تطورات أعمالهم التجارية، وغالب هذه الاستشارة تأتي بمردود عكسي.
للأسف، هناك اعتقاد خاطئ هو أن بإمكان أي أحد لديه القليل من الخبرة والعلم أن يصبح مستشارا لقطاع الأعمال الصغيرة والمتوسطة؛ وذلك لأن حجمها في النهاية صغير وليس بها تعقيدات الشركات الكبرى. هذا الكلام صحيح من حيث التعقيدات ولكنه غير صحيح إذا نظرنا لحجم المخاطر التي تواجه المنشآت الصغيرة التي يمكن أن تؤدي بها للخروج من السوق.
ولتقريب الصورة يمكن مقارنة المنشآت الكبيرة بالشاب المفتول العضلات عندما يصاب بالزكام فهو يحتاج إلى رعاية بسيطة من عائلته ليعود بعدها لحياته الطبيعية، أما المنشآت الصغيرة فهي كالطفل الصغير الذي يحتاج إلى رعاية كاملة ومستمرة لكل تفاصيل حياته من أكل وشرب ونوم ولعب. وأي إهمال أو تقصير في إحدى هذه التفاصيل قد يعرض الطفل الصغير للخطر الجسيم.
بقلم: د. خالد عبدالرزاق الغامدي
وهنا أيضًا نقرأ عن: الحلّوف والحلاليف
وبالإمكان هنا أيضًا أن نقترح عليكم: ثورة خبز أمريكي