التنوع السياحي الكبير لدولة ماليزيا قد لا يسمح إلا بقضاء عدد محدود من الأيام في كل مدينة للحصول على فرصة في إكتشاف أكبر عدد ممكن من الوجهات السياحية داخل الدولة والإستمتاع بما تقدمه من جرعة ترفيهية وطبيعية وتاريخية وثقافية.
والعاصمة كوالالمبور لديها الكثير لتقدمه لزائريها، فهي مدينة ساحرة ومفعمة بالحيوية والنشاط آناء الليل وأطراف النهار، وفيها من مناطق الجذب السياحي والمزارات التاريخية والأسواق والشوارع ما قد يجعل زيارتها ليومين فقط أمر مرهق وشاق، إلا أن الهدف الكبير للإستمتاع بكل ماليزيا يحول هذا الإرهاق والتعب إلى ذكرى جميلة لرحلة سياحية في مدينة هي الأمتع والأروع بين مدن الشرق الآسيوي قاطبةً.
وإليك تفاصيل البرنامج.
اليوم الأول
زيارة ساحة مرديكا:
ابدأ جولتك السياحية سيرًا على الأقدام لساحة “مرديكا” أو ساحة الإستقلال، وهي الموقع الذي أُعلن فيه إستقلال ماليزيا عام 1957م، وفي وسط الساحة يرفرف العلم الماليزي على سارية بإرتفاع 95 متر (هي الأطول في العالم)، ويُحيط بالساحة مناطق خضراء واسعة ومجموعة من المباني التاريخية الشاهدة على عصور الإضمحلال والإزدهار الماليزية مثل مبنى السلطان عبد الصمد الذي كان مقرًا للإدارة الإستعمارية البريطانية، وكذلك الكثير من المتاحف ومنها متحف النسيج الوطني العارض لتاريخ تطور صناعة النسيج في ماليزيا وهي الصناعة التي كانت ومازالت تعتمد عليها كأساس للدخل القومي للبلاد.
زيارة برج كوالالمبور:
من الساحة يمكن الوصول للبرج بواسطة خدمة أوبر، والبرج يرتفع لـ 421 متر مما يُتيح لزائريه فرصة رؤية المدينة من أعلى أثناء تناول طعام الغذاء في مطعمه المتحرك الموجود في قمته.
تناول العشاء مع السكان المحليين:
بعد الخروج من البرج يمكن ركوب القطار الأُحادي للوصول إلى الجانب الآخر من المدينة، وهناك يمكن التعرف على أحد السكان المحليين عبر خدمة (With locals)، وهي خدمة إلكترونية جديدة تتيح للسائح فرصة التعرف على إحدى العائلات الماليزية الذين سيدعونك على العشاء في منزلهم الماليزي التقليدي، ثم يصطحبونك في جولة بالمدينة مع الوصف والتفصيل لكل عاداتها وأساطيرها وحكاياها من وجهة نظرهم، هي حقًا تجربة فريدة في التعرف على ثقافة الغير وأسلوب معيشته.
اليوم الثاني
زيارة كهوف باتو:
استيقظ مبكرًا، واستقل المترو حتى حدود المدينة لزيارة كهوف باتو الأثرية، والوصول إلى تلك الكهوف يلزمه صعود 272 درج سلم بجانب أولها تمثال بوذي ذهبي ضخم، وفي داخل الكهوف ستتمكن من مشاهدة معبد بوذي كبير يضم العديد من الأضرحة بداخله، كما أن القرود الصغيرة ترحب بك داخل الكهوف بإستمرار ويسعدها أن تُطعمها وتلتقط الصور معها.
التسوق في السوق المركزي الكبير:
وهو سوق مكون من طابقين وممتد لأكثر من نصف ميل، وتأسس فعليًا في القرن التاسع عشر، ومُقسم إلى مناطق بيعية خاصة بالمجموعات العرقية الكثيرة القاطنة ماليزيا منذ أبد الدهر، فبداخل السوق ستجد السوق الصيني والسوق الهندي والسوق التايلاندي والسوق العربي والسوق السوري وغيرهم، فهو فرصة كبيرة لتسوق الهدايا التذكارية الجميلة. وفي الطابق العلوي من السوق يمكن الإستمتاع بتناول الطعام المحلي في الأكشاك الصغيرة.
أبراج بتروناس:
بعد الجولة في السوق، يمكنك الإسترخاء وتناول العشاء في أحد مطاعم أبراج بتروناس التي احتلت المركز الأول كأطول مباني في العالم من العام 1998م وحتى العام 2004م، كما يمكنك إلتقاط الصور التذكارية من على قمته.