كلما سرت في أزقتها وشوارعها يحركك الأمل في أنك ستفك بعضًا من طلاسمها أو أنك ستكون بطلاً في مغامرة شرقية أو أنك ستلتقي ببعض دراويشها بعماماتهم المرتفعة وثيابهم البيضاء فيحدثونك عن مدينتهم عبر تاريخها الطويل.
يفاجئك عند الوصول ذلك التنوع الفني والثقافي الذي أفرزه عمرها المديد.
فهناك اسطنبول القديمة التى تعاقب عليها الغزاة فقهرتهم واحتفظت بخصائصها الفريدة وحملت آثارها معالم رومانية أو بيزنطية أحيانًا ومعالم مسيحية أو إسلامية كثيرًا، ثم هناك اسطنبول الحديثة ابنة مصطفى كمال أتاتورك بملامحها المعمارية الأوروبية في غير تنافر مع تاريخها. «بيوجلو».. سيسعدك أن تحظى بغرفة في فندق قريب من وسط المدينة في حي «بيوجلو» الأوروبى الطابع.
ميدان «تكسيم» هو صُرّة استنبول الحديثة ومنه يمكنك الوصول إلى أية وجهة أخرى، فبه مختلف وسائل المواصلات، وعندما يحل الليل فإن عروضًا فولكلورية يقام لها مسرح ضخم في الميدان ويحتشد لها عشرات وربما مئات من المشاهدين من مختلف الأعمار.
وإذا تحركت بعيدًا عن مركز الميدان فإنك سوف تقابل بائع السميط سراى وعربته الصغيرة وهو نوع من السميط الذي تشتهر به تركيا محشو بالجبن ومغطى بالتوابل أو قد تصادف عربة الذرة المسلوقة الشهية.
ومن ميدان «تكسيم» يمكنك التسكع، إذا كنت من هواته، إلى شوارع الجزء الأوروبى وأشهرها شارع «استقلال» الذى لا ينقطع سيل المارة الداخلين إليه والخارجين منه منذ الصباح وحتى بعد منتصف الليل.
فيفاجئك ترام أحمر هو من معالم المنطقة يجر وراءه عربة ترام بها فرقة موسيقية تجوب أنحاء المنطقة لتعزف ألحانًا تركية دائمًا. لم أسمع لحنًا غير الألحان التركية خلال ثمانية أيام قضيتها هناك.
قابلت خارجًا رجلا يبيع تذاكر لعرض فولكلورى لرقص الدراويش الصوفى فسألته إن كان يمكنني التقاط صور تذكارية لهذا العرض فأجاب بالنفي ثم استمهلني وعاد بعد مكالمة قصيرة مع آخرين ليخبرني بأنه سيسمح لى بالتقاط «بعض الصور» أى صورتين أو ثلاث.
شهيتي لالتقاط الصور أخبرتني أن هذا لن يشبعها فاعتذرت شاكرًا.
علمت بعدها أن أحد المطاعم بين مسجد «السلطان أحمد» ومتحف «أيا صوفيا» يقدم عرضًا لرقص «الدراويش» مساء فذهبت واستمتعت بكثير من الموسيقى التركية ذات الطابع الصوفى المتميز واستمتعت بالتقاط ماشئت من الصور.
الدرويش يدور ويدور ويقولون إنه في دورانه إنما يشبه الكون الذى يدور وهو يسبح لخالقه.
قرب «المسجد الأزرق» تحتار بين أن تزور «السوق المصرى» وهو سوق التوابل أولاً وبين أن تزور «البازار الكبير» ثم تحزم أمرك وتذهب إلى الأول وهو سوق مستوف يحفل بكل ما يحتاجه منزلك من أدوات وبكل ما ينتظر مطبخك أن تجود به عليه من توابل أو فاكهة أو ياميش ومكسرات لاسيما إذا كنت مثلى تزوره وأنت على أعتاب شهر رمضان الكريم.
وعندما تخرج منه إلى شارع «محمود باشا» بالغ الازدحام فإنك ستتصور أنك في شارع الموسكى ويوقظك من تصورك هذا أنك ترى العلم التركى هنا وهناك. في هذا الشارع تستطيع أن تشترى أي شىء حتى فستان زفاف.
يحين الوقت الآن لزيارة «البازار الكبير» لتذهلك نقوش سقوفه البديعة وبه تحيا في سحر الشرق وفنونه اليدوية وألوانه وروائحه وتسير داخله مع زواره من جميع الجنسيات، ويلتهمك الطمع، فأنت تريد هذه السجادة الرائعة أو هذه الأطباق من السيراميك ذى النقوش والألوان الفريدة أو تلك المشغولات من الفضة أو.. أو.. أو.. ثم عليك أن ترحل فالسوق يغلق أبوابه مبكرًا.
يجذبك الحنين إلى هذه المنطقة ذات مساء آخر ويبتلعك الزحام مع المئات وتشدك تلك القوارب المزدانة أسفل نهاية كوبرى «جالاتا» كما شدت الكثيرين حولها فهى تشتهر ببيع سندويتشات الأسماك الشهية، وتنتظر الغروب هناك لكيلا تفوتك مشاهدة البوسفور و«مسجد سليمان» في أضوائه الساحرة.
معلومات عن دولة تركيا السياحية
تتميز تركيا بمساحتها الكبيرة جدا، والتي توجد بها أجزاء يابسة ومسطحات مائية، فضلا عن ذلك فهي تتميز بكونها تقع على قارتي أسيا وأوروبا، حيث تقع منطقة الأناضول في قارة آسيا، بينما يقع الجزء المتبقي منها في منطقة البلقان الصغيرة في قارة أوروبا والذي تمثل مساحته نسبة 3% فقط من المساحة الكلية لتركيا.
وعلى الرغم من ضآلة هذه النسبة إلا أن القسم الأوروبي من تركيا يعتبر ثريا جدا بكل معالم السياحة والمنشئات الحيوية والمرافق الهامة، ومنها المطاعم الراقية والفنادق الضخمة والشوارع النابضة بالحياة والمنطقة السكنية التي تعكس كافة مظاهر التطور والرقي.
أهم معالم اسطنبول السياحية
اسطنبول: تتكون اسطنبول من جزأين وهما اسطنبول الحديثة واسطنبول القديمة، تتميز اسطنبول الحديثة بأنها مركز لأهم معالم اسطنبول ومن أهمها، منطقة عثمان بيه ومنطقة شيشلي والتي تعرف بأسعار فنادقها المنخفضة نسبيا إذا ما قورنت بغيرها، وكذلك منطقة السلطان أحمد ومنطقة تقسيم والتي تمثل القطاع الأكثر حيوية في اسطنبول (Istanbul) وذلك بفضل ما تحويه من فنادق فخمة وأماكن سكنية حديثة وحيوية جدا تعكس مدى التطور والرقي الذي لا ينفك عنها.
تضم كذلك عددًا من المقاهي والمطاعم وكذلك الاستراحات، كما تضم منطقة تقسيم أكبر الميادين بالإضافة إلى مترو القطار الذي يربط بين أجزاء المدينة.
أما اسطنبول القديمة والتي تقع غرب القرن الذهبي، فهي تشتهر بعراقتها وتاريخها الطويل وكذلك تضم بعض المتاحف والجوامع الكبيرة، كذلك
تتميز اسطنبول القديمة بكونها غنية بالأسواق الشعبية.
الأسواق الشعبية في اسطنبول
- منطقة بكركوب: وهي في غرب اسطنبول Istanbul، وتتميز بإطلاتها الرائعة على بحر مرمرة، وحدائقها الساحرة ولا يؤخذ عليه إلا أنها بعيدة نسبيا عن مناطق السياحة باسطنبول، ثم منطقة ترابيا وهي شمال الجزء الأروبي من اسطنبول، توجد بها شقق سكنية للإيجار، مناسبة للاسترخاء وأخيرا منطقة ارتكوي، المطلة على مضيق بيسفور وبها عدد من المطاعم والمقاهي وأهم وسائل النقل بها الباصات والعبارات حيث لا يتوفر في هذه المدينة مترو.
- إزمير: تأتي إزمير في الترتيب الثالث من حيث التعداد السكاني بها، توجد على ساحل بجر إيجة، ثرية بمناطقها الأثرية، حيث يوجد بها عدة مساجد عثمانية مثل مسجد كورشنلو ومسجد كوناك ومسجد الحصار، وعدد من الكانئس من أهمها كنيسة القديس جون وكذلك عدد من الشواطئ منها شاطئ إيلجا وألتنكوم وديكيلي.
- أدرنة: أحد اهم المناطق السياحية الواقعة شمال غرب الجمهورية التركية، ومن أهم معالما مسجد السليمية الذي يتميز بطابعه العثماني، يحتوي قبة وأربع مآذن، بالإضافة إلى متحف الفن التركي، ويوجد بمدينة أدرنة بازار كبير لعدد من المنتجات التركية، وتتميز بأن نفقات المعيشة فيها ليست عالية جدا كباقي المدن السياحية بتركيا.