التغير المناخي وخسارة الموطن الطبيعي لمعظم الكائنات الحية يهدد مصير النحل ووجوده في العالم. هذا الواقع ألهم الشاب التونسي خالد بوشوشة مدير شركة إيزيس تكنولوجيز ليطرح فكرة لمراقبة خلايا بيوت النحل.
خسارة الجد والأب لعدد كبير من النحل بسبب موجة الحرارة كان هو سبب الإلهام.
يقول خالد أن والده الذي يعمل كأستاذ غذائيات ومُربي نحل قد خسر في صيف ٢٠١١ بعض خلايا النحل نتيجة ارتفاع درجة الحرارة.
أضاف خالد أنه يعمل كمهندس وفكر في كيفية مساعدة والده على اكتشاف ومعرفة مؤشرات خسارة الخلية وانهيارها وما إلى ذلك من خلال التقنيات الحديثة.
ويستكمل قائلاً حاولت تطوير جهاز وقتما كنت طالب مع مجموعة من زملائي لاستشعار المؤشرات داخل الخلية، توجهت بعدها للعمل كمهندس طيران وعام ٢٠١٤ قررت التخلي عن كل شئ للتركيز في هذا الموضوع ومن هنا انطلق المشروع.
جهاز سمارت بي
خلية النحل بها عدة مؤشرات مثلا ارتفاع الحرارة وانخفاضها وارتفاع الرطوبة وانخفاضها والتباين بين درجات الحرارة خارج الخلية وداخلها وقسم الحاضنة ويرقات الخلية، كل تلك العوامل تعطينا فكرة عن حالة الخلية، ايضًا وزن الخلية وصوتها ومكانها.
فقمنا بصناعة جهاز قادر على قراءة تلك المؤشرات، يتم تحليل تلك المؤشرات وإعطاء إشعارات وتوقعات لمُربي النحل إن كان هناك مشكلة.
على سبيل المثال، تباين درجات الحرارة والرطوبة داخل الخلية وداخل الحاضنة، هذا التباين مهم جدا لمعرفة قوة الخلية أو ضعفها. فإذا كانت الخلية قبل انهيارها تمر بمرحلة ضعف وهكذا. نحن نحاول نعطي مُربي النحل التوقعات اللازمة قبل أن تحدث الأزمة.
ايضا هناك مشكلة اخرى تنتشر بشكل كبير وهي مشكلة السرقات، يحتوي سمارت بي على GPS حتي يمكننا معرفة مكان الخلية عندما تتحرك ومعرفة وقت تحركها وإمكانية التتبع.
الجهاز سهل الاستخدام، يوضع داخل الخلية ويبدأ بالعمل ويكون غير مرئي تحت براويز العسل، أي مربي نحل يستطيع استخدامه لأغراض معينة.
على سبيل المثال، في العالم العربي نعاني من مشكلة السرقات وارتفاع درجة الحرارة مثلا في أوروبا يهتمون بمعرفة وزن الخلية إذا كان في انهيار أو تقدم وما إلى ذلك، يهتمون ايضا بتحديد درجة الرطوبة داخل الخلية. فكرتنا ان نصنع جهاز قادر أن يحقق رغبات أي نحال، فهدفنا أن نلبي متطلباتهم ونعطيهم المعلومات اللازمة لتحقيق الربحية وتحقيق الكفاءة اللازمة لمشروعهم.
أساسيات حماية خلايا النحل
هذا موضوع كبير جدا، فلابد من أن نكون قادرين على حماية خلايا النحل. فهناك عوامل خارجية وأخرى داخلية.
فالعوامل الخارجية على سبيل المثال أن يكون المكان جيد الحرارة والرطوبة حتى لا تتأثر الخلية أما العوامل الداخلية مثلا أن تكون الخلية ضعيفة أو قوية. كل هذا يؤثر على مردود تربية النحل.
فنحن كشركة نحاول أن نجمع بين التقنية وبين معرفتنا بهذا المجال حيث أنى نحال وكذلك أبي ومعنا مربيين نحل.
فنحاول أن نجمع كل هذه الخبرات ونضعها في تطوير التكنولوجيا ونأمل في المزيد وأن يكون للمشروع آفاق كثيرة جدا لنلبي المزيد من احتياجات مربي النحل.
هل يمكن للتطبيق أن يطرح حلول للمشاكل التي يسجلها؟
هدفنا الاول هو الانتشار وامكانية الوصول لبيانات أكثر عن الخلايا الموجودة بالعالم، حتى نجمع معلومات اكثر ليتم تحليلها فنتمكن من التوقع والتنبؤ اللازم الذي يحتاجه مربي النحل. فهدفنا خلال العامين المقبلين هو التوسع في أغلب المناطق العربية وبعض دول أوروبا ليكون لدينا قاعدة بيانات كبيةر جدا من داخل الخلية مع تطوير النظام ليكون قادر على توقع المشاكل قبل شهر أو شهرين من حدوثها وتقديم الحلول لمربي النحل.
حتى في التسويق للجهازفإننا لاحظنا أن أغلب مربيين النحل لديهم طلب واضح فأغلبهم يطلب GPS والبعض يهتم بالحرارة والرطوبة فمن الصعب ان يطلبوا التوقعات حاليا. المرحلة الأولى هي تلبية احتياجات مربي النحل بشكل مباشر، المرحلة الثانية سوف نعطيهم التوقعات. ممكن نضع أشياء داخل الخلية -خلال ٥ سنوات- تحسن بشكل ملحوظ من مردود الخلية وسيكون براءة اختراع.
أريد هذا الجهاز بشدة