على مر العصور والأزمان يشتهر العلماء والفقهاء ورجال الدين والمشايخ والشعراء والأدباء وغيرهم، ولكن هناك شخصيات لا ينساها التاريخ ومن هذه الشخصيات جلال الدين الرومي الشاعر المتصوف العالم في الكثير من العلوم الإسلامية، كتب العديد من الأشعار باللغة الفارسية ترجمت الآن لعدة لغات وانتشرت في العديد من البلاد، وفي السطور القدامة نلقي الضوء عليه.
من هو جلال الدين الرومي؟
هو الشاعر الفقيه من علماء المذهب الحنفي، كما أنه من علماء الفقه المقارن وغيره من علوم الدين واسمه: محمد بن محمد بن حسين البلخي، عرفه الناس باسم جلال الدين الرومي، يرجع لأصل فارسي، ولد في مدينة بلخ الفارسية بأفغانستان الآن سنة ٦٠٤ من الهجرة النبوية، ورحل مع والده إلى بغداد لمدة قصيرة درس في المدرسة المستنصرية، ثم تنقل معه لعدة بلدان حتى كان في التسعة عشر من عمره فتم لهم الاستقرار بمدينة قونية في أيام حكم السلاجقة التركي عرف في عصره باسم “مولانا جلال الدين الرومي”.
حياة جلال الدين الرومي
اشتغل بالتدريس في مدينة قونية ثم ترك التدريس واتجه للتصوف في عام ٦٤٢هـ، واتبع بعد ذلك طريق الإنشاد ونظم الأشعار، وكان صديقاً لشمس الدين التبريزي وعندما تم اغتيال التبريزي ولم يعرف قاتله بكاه ورثاه جلال الدين الرومي ونظم ديوان شعر يسمى بالديوان الكبير، وكان لجلال الدين ولدان هما سلطان وعلاء الدين من زوجته الأولى وولد آخر يسمى أمير العلم الشلبي، وبنت واحدة من زوجته الثانية اسمها ملكة خاتون، من الشخصيات البارزة التي أثرت في حياة جلال الدين الشعر الفارسي فريد الدين العطار.
التصوف عند جلال الدين الرومي
انتشرت الصوفية في القرن الثالث الهجري وهي دعوة للزهد والتوبة والعبادة والورع كل ذلك من الدين الإسلامي ولكن الصوفية قد ابتدعوا أشياء أخرى لا تنتمي إلى الإسلام، وقد اتبع جلال الدين الرومي المذهب الصوفي وترك التدريس واشتغل بالشعر والموسيقى والرياضة وقد اتبعه الكثير وأسلموا بسببه وبسبب طريقته السهلة ومرونة تعامله وعدم التعقيد ليدعوا إلى الله وكان له طقوس خاصة ومبتدعة في ذلك.
أعمال جلال الدين الرومي
كتب جلال الدين الرومي العديد من المصنفات، نذكر منها: ديوان الغزل، الرباعيّات، رسائل المنبر، مثنوية المعاني، ديوان شمس الدين التبريزي، مجلدات المثنوي الستة، المجالس السبعة، والعديد من الرسائل التي كتبها لطلابه، وكانت معظم أشعاره يغلب عليها الصبغة الصوفية وألف أكثرها باللغة الفارسية وشاعت بعد ذلك في العالم حيث كان لها الأثر على العديد من الشعوب والثقافات كالعربية والبنغالية والأردية والفارسية والتركية، وترجمت للكثير من اللغات.
وفاة جلال الدين الرومي
وبعد عمر طويل من التنقل والترحال والتدريس والتألف والدعوة والعطاء آن للجسد المتعب أن يستريح، فبعد ٦٨ عاماً قضاها في العطاء وتقديم المواعظ والمعرفة لمحبيه وطلابه في عام ٦٧٢ من الهجرة رحل عن دنيانا جلال الدين تاركاً وراءه أشعاره ومصنفاته التي أثرت فينا ودفن بمدينة قونية.
أقوال مؤثرة لجلال الدين الرومي
أثرت كتابات الرومي على الكثيرين في العالم، وبعد ترجمة مؤلفاته لعدة لغات ذاعت وانتشرت أقواله، نذكر منها على سبيل المثال:
- مَنْ لا يركض إلى فتنة العشق يمشي طريقاً لا شيء فيه حي.
- إنّك قد رأيت الصورة ولكنّك غفلت عن المعنى.
- هكذا أودُّ أن أموت في العشق الذي أكنّه لك، كقطع سحب تذوب في ضوء الشمس.
- ارتق بمستوى حديثك لا بمستوى صوتك، فالمطر الذي ينميّ الأزهار وليس الرعد.
- أنتَ تبحث عن الله، وهنا تكمن المشكلة، كيف تبحث عنه وهو فيك؟
- إن كان نورك ينبع من القلب، فإنّك لن تضل الطريق أبدًا.