تعد جزر القمر (Comoros) دولة مستقلة، وتضم ثلاثة من الجزر في المحيط الهندي، قبالة ساحل شرق أفريقيا، أما الجزيرة الرابعة، جزيرة مايوت، فقد ظلت تحت إدارة فرنسا، وقد تم تسمية الجزر البركانية لأرخبيل جزر القمر باسم “الجزر المعطرة” لحياتها النباتية العطرة وجمالها الطبيعي الرائع.
سكان جزر القمر
يعكس سكان الجزيرة تنوع الأصول، فقد اختلط المهاجرون من الملايو والتجار العرب والفارسيين مع شعوب من مدغشقر وشعوب أفريقية مختلفة، كما يتحدث معظم سكان الجزر لغة معينة تُسمي اللغة القمرية (الشيكومورو)، وهي لغة مرتبطة باللغة السواحيلية ومكتوبة بالأحرف العربية، بينما تعد اللغة القمرية والعربية والفرنسية اللغات الرسمية في هذه الجزر، وتعتبر الفرنسية هي لغة الإدارة، كما أن معظم سكان جزر القمر من المسلمين السنة، والدين الإسلام هو دين الدولة الرسمي.
يعيش أكثر من ثلثي السكان في المناطق الريفية، ويتركز معظم السكان في الجزيرتين الكبيرتين؛ حيث تحتوي جزيرة القمر الكبرى على حوالي نصف سكان البلاد، ويقطن جزيرة أنجوان حوالي خمسي السكان، أما جزيرة مهيلي فبها أقل من عُشر السكان، وتعد العاصمة “موروني” أكثر المناطق الحضرية اكتظاظا بالسكان في هذه الجزر، وتعتبر معدلات المواليد والوفيات مرتفعة على حد سواء في جزر القمر، وعلى الرغم من أن معدل وفيات الرضع يمثل مشكلة كبيرة، فإن معدل نمو السكان يبلغ ضعف المعدل العالمي، كما أن حوالي خمسي السكان تقل أعمارهم عن ١٥ عامًا.
المناخ في جزر القمر
يتميز مناخها بفصلين؛ فصل يتمتع بالبرودة والجفاف بين شهري مايو وأكتوبر، وآخر دافئ ورطب بين شهري نوفمبر وأبريل، ففي شهر نوفمبر، تأتي الرياح الموسمية الصيفية مع ارتفاع درجات الحرارة بعد الظهر، بحيث تصل إلي حوالي ٩١ درجة فهرنهايت (٣٣ درجة مئوية)، بينما تنخفض درجات الحرارة اليومية القصوى في موسم الجفاف إلى أدنى مستوى لها، حيث تصل إلي حوالي ٨٤ درجة فهرنهايت (٢٩ درجة مئوية) في شهر يوليو، بينما يتراوح متوسط هطول الأمطار السنوي بين ٤٣ و ١١٤ بوصة (١١٠٠ و ٢٩٠٠ ملم)، وهو الأعلى على الجانب الشمالي الشرقي من الجزر.
واقرأ عن: السياحة في جزر القمر
الحياة النباتية والحيوانية في دولة جزر القمر
لا يزال أقل من سدس الأرض مغطي بالغابات، بينما تهدد إزالة الغابات السريعة الناجمة بشكل رئيسي عن استهلاك الحطب المحلي بخفض مساحة الأراضي الحرجية في الجزر، كما تتم زراعة أشجار جوز الهند والمانجو والموز التي يصل ارتفاعها إلى حوالي ١٣٠٠ قدم (٤٠٠ متر)، بينما يقتصر نمو أشجار الماهوجني وبساتين الفاكهة بشكل أساسي على المنحدرات الوعرة للجبال، بالإضافة إلى ذلك تضفي النباتات العطرية الإضافية مثل الياسمين والليمون عطرًا رائعًا على الجزر.
يعيش علي جزر القمر الطيور البرية (طيور غينيا وأنواع البلشون) وأنواع من الليمور وخفافيش الفاكهة التي تعد غريبة عليها، كما توجد السلاحف بكثرة على طول السواحل ويقوم التجار بتصديرها، وبالإضافة إلى ذلك، تعد مياه جزر القمر واحدة من موائل أسماك الكيلاكانث، وهي سمكة نادرة، وقد كان يعتقد أنها انقرضت، وإلى جانب هذه الأنواع الفريدة، تعد الجزر أيضًا موطنًا لقط الزباد والسقايات الصغيرة والسلاطعين البرية، بينما أدى تزايد عدد البشر إلى تعريض عدد من هذه الأنواع إلى خطر الانقراض.
الاقتصاد في جزر القمر
تعد جزر القمر واحدة من أفقر بلدان العالم، فاقتصادها قائم على زراعة الكفاف وصيد الأسماك، فرغم نمو إجمالي الناتج المحلي لهذه الجزر عمومًا بمعدل أسرع قليلاً من عدد السكان، لكنه يعد من بين أدنى المعدلات في العالم، فمنذ الاستقلال في عام ١٩٧٥، كانت المساعدات من الاتحاد الأوروبي، ولا سيما فرنسا، الركيزة الأساسية للاقتصاد، كما قدمت أيضًا المملكة العربية السعودية واليابان والكويت مساعدات مالية لسكان هذه الجزر.
ولك هنا إمكانية قراءة: قائمة أهم صادرات جزر القمر
المراجع: Britannica