يُعاني الكثيرون من مشاكِل عديدة بالمَعدة، مثل انتفاخ البطن، والحمُوضة، والشّعور بالإمتلاء، وغير ذلك من الأعراض، والتي تُشبه أعراض عُسر الهضم، ولكنها أعراض جرثومة المعدة، فجرثومة المعدة من الأمراض الشّائِعة لدى الكثيرين وقد تسبّب سلسلة من الأمراض في الجهاز الهضمي.
الجرثومة التي يسهل انتقالها بين أفراد الأسرة الواحدة تتعدد اسباب الإصابة بها، لكن المشكلة تكمن في أن بعض الأشخاص لاتظهر عليهم الأعراض، مما يسبب مشاكل في مراحل لاحقة.
أسباب ظهور جرثومة المعدة
يقول “د. شريف حسنين الشهاوي” اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي والكبد والمناظير: جرثومة المعدة هي نوع من أنواع البكتيريا، وتسمى البكتيريا الحلزونية أو الجرثومة الحلزونية، وتنتشر في بعض البلدان، ويمكن أن تصل نسبتها إلى حوالي ٤٠٪.
تنتقل جرثومة المعدة عن طريق الأكلات النيئة، أو الغير مطهية جيداً، أو الأكلات البارة، أو حتى الأكلات التي تكون ملوثة بالجرثومة، وغالباً ما تكون بسبب تناول الطعام خارج المنزل.
فمن أكثر أسباب حدوثها هو تناول الطعام الخارجي، أو الطعام الملوث، الطعام الغير مغسول جيداً.
مضاعفات جرثومة المعدة
يمكن أن تنتقل الجرثومة بين أفراد الأسرة الواحدة، وتسبب أضرار بالغة منها:
- الالتهاب المزمن في المعدة.
- إلتهاب الإثنى عشر.
- تسبب الإلتهابات تقرحات وتؤدي هذه التقرحات إلى حدوث قرح.
- الأورام الليمفاوية والسرطانية بالمعدة: في حال استمرار العدوى لمدة طويلة مثل استمرارها لعدة سنوات.
وتحدث هذه المضاعفات إذا لم يتم علاج الجرثومة بالطريقة الصحيحة، لأن جرثومة المعدة مشكلة عضوية لابد من علاجها.
أعراض جرثومة المعدة
تابع “د. الشهاوي” أعراض جرثومة المعدة تكون شبيهة بأعراض عسر الهضم الوظيفي، وتتمثل الأعراض فيما يلي:
- الشعور بالإمتلاء بعد تناول الطعام.
- إنتفاخ البطن.
- الشعور بالغثيان.
- ألم في أعلى البطن.
- الحموضة.
- رائحة الفم.
تشخيص جرثومة المعدة
يتم تشخيص جرثومة المعدة من خلال اتباع الآتي:
- معرفة التاريخ المرضي.
- الفحص الإكلينيكي.
- الفحص لجرثومة المعدة: ويتم الفحص عن طريق ظهور الجرثومة في البراز، أو عن طريق فحص اليوريا، أي عن طريق الفحص التنفسي باليوريا، وتكون نسبة دقته عالية في التشخيص.
- فحص المنظار: ويتم هذا الفحص في حالة ظهور الأعراض الشديدة عند المريض، التي تحتاج إلى عمل منظار للجهاز الهضمي العلوي، وخاصة إذا لم يستجيب المريض للعلاج، الذي يستغرق حوالي شهر، من العلاجات المثبطة للحموضة، أي عندما لا يشعر المريض بأي تحسن.
ويتم فحص المنظار عن طريق أخذ خزعة من المعدة، والتي تشخص جرثومة المعدة بدقة عالية جداً.
والجدير بالذكر أن مثبطات الحموضة هي العلاجات المعتمدة لعلاج قرحة المعدة وإرتجاع المريء، وعندما يشتكي المريض من أعراض جرثومة المعدة، توصف له هذه المثبطات، والتي تسمى مضادات مستقبلات البروتون “مثبطات مضخة البروتون”، وتقوم هذه المثبطات يتحسين الأعراض أحياناً، وإذا لم تتحسن الأعراض يقوم الطبيب بعمل المنظار للمريض.
فالمريض يأخذ علاج مثبطات الحموضة لمدة شهر واحد فقط، حسب خطوط العلاج الدولية، وإذا لم يستجيب المريض للعلاج، يتم عمل المنظار، وهناك حالات يجب فيها عمل المنظار في بداية الأمر، ولا ننتظر فترة العلاج التجريبية، وخاصة في حال ظهور بعض العلامات الخطيرة، مثل:
- النزيف.
- نقصان الوزن.
- صعوبة البلع.
ويتم تشخيص الجرثومة عن طريق التحليل، أو عن طريق خزعة المنظار، وبناءاً على هذا التشخيص يتم علاج جرثومة المعدة، من خلال إعطاء المريض مثبطات الحموضة، وبعض المضادات الحيوية.
علاج جرثومة المعدة
توجد عدة خطوط للعلاج، منها خط العلاج الأول والثاني والثالث، وكلها تتم على حسب التوصيات الدولية، فيبدأ العلاج بالخط الأول الذي يُعطي استجابة لحوالي ٦٠٪ من المرضى، وإذا لم تحسن المريض على هذا العلاج، يتم إعادة فحص الجرثومة، ثم بدء العلاج بالخط الثاني، وهكذا حتى يتم التخلص من الجرثومة نهائياً.
ولكن تكمن المشكلة في جرثومة المعدة أن بعض السلالات منها تكون مقاومة للمضادات الحيوية، لذلك يلجأ الطبيب إلى الاستمرار على خطوط متعدد من العلاجات، للقضاء عليها تماماً.
وإذا كانت المشكلة الأساسية عند المريض هي جرثومة المعدة، فسيتحسن المريض عند أخذ العلاج، وأحياناً لا يحدث تحسن للمريض بعد أخذ العلاج، أو يتحسن لفترة، ثم تعود الأعراض مرة أخرى، وهذه الحالة يكون سببها ما يلي:
- أن الجرثومة لم يتم القضاء عليها نهائيا بعد خط العلاج الأول: وبالتالي يتم فحص الجرثومة بعد نهاية خط العلاج الأول، حتى يتم التأكدمن إنتهاء الجرثومة تماماً.
وأحياناً لا يقوم بعض المرضى بالمتابعة بعد خط العلاج الأول، للتأكد من أن الجرثومة تم القضاء عليها، وفي هذه الحالة تستمر أعراض الجرثومة، أو يمكن أن تختفي ثم تعود مرة أخرى.
- قد تكون هناك مشكلة أخرى غير الجرثومة: وهي شائعة جداً، فمثلاً نجد مريض يعاني من إرتجاع المريء، ويعاني من جرثومة المعدة أيضاً، فيأخذ علاج الجرثومة، وتتحسن الأعراض، ولكن يظل المريض يعاني من أعراض المريء.
هل البكتيريا الجيدة تعالج انتفاخ المعدة؟
تعالج البروبيوتك Probiotic أو البكتيريا النافعة انتفاخ المعدة، فالبكتيريا النافعة تساعد في علاج الآتي:
- المرضى الذين يعانون من سوء الهضم.
- المرضى الذين يتناولون المضادات الحيوية: فالمضادات الحيوية تقتل البكتيريا النافعة والضارة، فالبروبيوتك تعمل على إعادة البكتيريا النافعة، لذلك فهي تساعد في تحسين الأعراض.
- مرضى القولون العصبي.
ويجب استخدام البروبيوتك “البكتيريا النافعة” مع أدوية أخرى، للحصول على نتائج أفضل.