المرارة هي عبارة عن عضو صغير في شكل الكمثرى على الجانب الأيمن من البطن، أسفل الكبد. وتقوم وظيفة المرارة في الجسم على تخزين العصارة الصفراوية والتي تعتبر عصارة هاضمة تُفرز في الأمعاء الدقيقة. ويحدث التهاب المرارة غالباً نتيجة تكون حصوات، والتي تسد الأنبوب المؤدي إلى خارج المرارة، مما يؤدي إلى تراكم العصارة الصفراوية وبالتالي يحدث الالتهاب. وفي هذا المقال سوف نعرض الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى التهاب المرارة وطرق علاجها جراحياً باستخدام المنظار.
كيف يحدث التهاب المرارة
تُحدثنا الدكتورة “نغم القرة غولي” أخصائية الجراحة العامة والثدي والمنظار عن المرارة بشكل عام قائلة: أنها عبارة عن كيس صغير ملتحق بالكبد، موجود بالجهة اليمنى من الجسم أسفل الكبد، والتي تعمل على استقبال العصارة الصفراوية من الكبد وتخزينها إلى أن يحتاجها الجسم في هضم الدهون، وذلك يفسر الشكوى السائدة عند المرضى عن اوقات الألم والذي يكون مصاحباً لتناول الشخص لمواد مقلية، أو غنية بالدهون.
وفي معظم الحالات تتسبب حصوات المرارة في حدوث الالتهاب، وتتكون الحصوات غالباً عند السيدات أكثر من الرجال، خاصة السيدات فوق الأربعين عاماً، والحوامل، ذلك بالإضافة إلى زيادة احتمالية تكونها عند الأشخاص الذين فقدوا أوزانهم بشكل مفاجئ. وهذه الحصوات غالباً ما تسبب ألم أو ما يسمى بـ “المغص المراري”، ويكون مصاحباً لهذا الألم في الجهة اليمين من البطن شعوراً بالغثيان، وغالباً ما يكون هذا الألم بعد تناول وجبة غنية بالدهون.
وتكمن المشكلة هنا في حالة حدوث انسداد تام للأنبوب المراري، وبالتالي سوف تتكون أنواع من البكتيريا بداخل المرارة، وبالتالي يحدث الالتهاب المراري، والذي قد يكون التهاباً حاداً أو مزمناً، وقد تضغط هذه الحصوات على المرارة مما قد يؤدي إلى انفجارها، ذلك بالإضافة إلى إمكانية وصول هذه الحصوات إلى البنكرياس مسببة التهاباً حاداً جداً بالبنكرياس خاصة إذا كانت الحصوات صغيرة نوعاً ما وبالتالي سهلة الحركة، والذي قد يكون سبباً في الوفاة.
وقد تكون الحالة متقدمة جداً، فيلجأ المريض إلى عيادة الطبيب بعد أن يصبح جلده مائلاً إلى اللون الأصفر، ويحدث ذلك نتيجة الانسداد التام للأنبوب المراري.
وهذه الحالة تعتبر واحدة من الحالات الحرجة جداً، والتي تحتاج إلى تدخل سريع حتى يقوم الطبيب بإزالة هذه الحصوات باستخدام التنظير العلوي، ومن ثم يتم استئصال المرارة.
ما الفرق بين المغص المراري وبين الألم الناجم عن التهاب الزائدة الدودية
السيرة المرضية للشخص أولاً، فالمغص المراري غالباً ما يحدث بعد تناول وجبة غنية بالدهون، ومن المرجح أن يكون المريض سيدة تخطت عمر الأربعين، أو سيدة حامل، أو تتعاطى أدوية تحتوي على الأستروجين، أو يكون المريض شخصاً قد فقد وزنه مؤخراً بشكل كبير ومفاجئ مثل الأشخاص الذين قاموا بإجراء عمليات جراحية لقص المعدة.
ذلك بالإضافة إلى مكان الألم نفسه؛ فالمغص المراري يكون بالجهة اليمين العلوية من الجسم وليست الجهة السفلية والتي تكون مرتبطة بالتهاب الزائدة الدودية.
ومن هنا لابد وأن نفرق أيضاً بين المغص المراري والذي يسبب الشعور بانتفاخ في البطن، وبين التهاب القولون العصبي والذي يسبب أيضاً انتفاخ البطن بعد تناول البقوليات كالعدس والفول والحمص.
وأخيراً، فإن التشخيص الأدق لالتهاب المرارة يكون باستخدام الموجات فوق الصوتية “Ultrasound”، والذي يعطي صورة دقيقة جداً بنسبة ٩٥٪ لحصوات المرارة.
ومن الجدير بالذكر هنا أن معظم الأشخاص الذين يتم إجراء هذه التقنية عليهم يكون لديهم حصوات مرارية، ولكن فقط ١٠٪ منهم تكون هذه الحصوات مسببة لمشاكل صحية لديهم.
كيف يمكن علاج التهاب المرارة بالمنظار
توضح الدكتورة “نغم” أنه من ضمن الدراسات الأخيرة، فإنه كان هناك عدة تساؤلات حول حصوات المرارة، فهناك من يرجح تفتيت حصوات المرارة كما يحدث مع حصوات الكلى، ولكن لم تنتهي هذه الدراسات إلى أي حلول نهائية.
ولكن الحل المناسب والمتاح حالياً هو استئصال المرارة سواء باستخدام الطرق الجراحية التقليدية، والتي تعتبر نادرة الحدوث في وقتنا الحالي، إلا في الحالات التي تعاني من وجود مضاعفات لالتهاب المرارة، وبالتالي لا يمكن علاجها فقط باستخدام المنظار. أو قد تُعالج باستخدام المنظار، والذي يعتبر أحدث الطرق المستخدمة، حيث يقوم الطبيب بفتح تقريباً ١٠-٥ ملم، والذي يعتبر جرح بسيط جداً، ويتم ذلك باستخدام التخدير الكلي، وتنتهي العملية في نفس اليوم، لذلك يستطيع المريض أن يغادر المشفى بعد العملية مباشرة.