ما هي أكياس المبيض؟ وهل هي من النوع الحميد؟
قال “د. عصام لطايفه” استشاري الأورام النسائية. في البداية يجب العلم بأن 80% من الأكياس أو التكتلات على المبايض هي عبارة عن أورام حميدة، والنسبة الباقية فقط (20%) هي أورام سرطانية، وتشير الإحصائيات إلى أن سيدة واحدة من كل عشرة سيدات تصاب بالأكياس الحميدة على المبايض خلال مرحلة ما من مراحل عمرها.
وعادةً ما توصف الأكياس الحميدة بأنها أكياس مائية (وتُعرف طبياً بالأكياس الوظيفية)، وهي تنشأ عن انفجار يحدث في بويضة من البويضات المنتَجة بالمبيض، كما أنها قد تنشأ عن بطانة الرحم المهاجرة، وفي هذه الحالات يكون الكيس عبارة عن نتوء مجوف على المبيض مملوء بسائل أو أنسجة، والأكياس بهذا الوصف يمكن علاجها بالمنظار، ولا نغفل ذكر أن المنظار يدخل أيضاً في علاج بعض أنواع من الأورام السرطانية على المبايض.
هل تتسبب أكياس المبيض الحميدة في مضاعفات صحية خطيرة إذا ما أُهمل علاجها؟
أشار “د. لطايفه” إلى أنه من الوصف السابق للأكياس يتضح لنا أن أكياس المبيض نوعين، النوع الأول هو الأكياس الوظيفية المذكور صفة تكونها وشكلها آنفاً، والأكياس التي عبارة عن أورام حميدة، والأكياس الوظيفية تلك يمكن أن تختفي بمرور الوقت ومع المراقبة، ولذلك لا يتدخل أحد في علاجها إلا إذا تسببت في ظهور أعراض أو مشكلات صحية من نوع آخر، حيث أنها في العادة تمتلئ بسائل حميد لا ضرر منه، والحالة الوحيدة التي تتطلب التدخل الجراحي بالمنظار أو غيره للتخلص من هذه الأكياس هي تسببها في حدوث إلتواء على المبيض يؤدي إلى احتباس الدم، وهو ما يصاحبه لا محالة شعور المريضة بآلام شديدة جداً ولا تُحتمل، بل وقد يؤدي إلى منع وصول الدم إلى المبيض ومن ثَم موت المبيض.
لذا يُعالج فوراً، وكذلك الحال إذا ما حدث النزف داخل الكيس فلابد من استئصاله لمنع الألم عن المريضة، لكن إذا لم يتسبب في أي من تلك الأعراض والمضاعفات فيكتفي الطبيب بمراقبته إلى أن يختفي تلقائياً.
ألا توجد أعراض أولية تُخبر بوجود أكياس على المبيض؟
الأكياس الوظيفية بشكل عام ليس لها أي أعراض سريرية أولية، وتُكتشف من خلال الفحص الدوري أو العشوائي، بل إن الأعراض تبدأ في الظهور في مراحل متأخرة عقب تطور المرض أو وقوع واحدة من المشكلات والمضاعفات التي تم ذكرها من قبل، حيث تبدأ المريضة بالشعور بآلام شديدة وهو ما يدل على وجود إلتواء أو النزف بالكيس.
بينما الأورام الحميدة تظهر معها الأعراض المرضية من البداية، لأنها تُنشأ كتلة كبيرة شبه متيبسة تضغط على المبيض وبالتالي تشعر المريضة بالألم من بداية تكونها.
هل من مخاطر عند استخدام المنظار في علاج أكياس المبايض؟
ألمح “د. عصام” إلى أنه من المعلوم بالضرورة أن المنظار تدخل في كل أنواع الجراحات تقريباً، ومنها بالطبع الجراحات النسائية، وقد بدأ استخدام المنظار مع الجراحات النسائية منذ بدايات القرن التاسع عشر، وحتى ثمانينات القرن العشرين كانت تعتبر الجراحة النسائية بالمنظار من العمليات الخطيرة تبعاً لما يحيق بها من مضاعفات صحية كثيرة، وهو ما أدى إلى عزوف المريضات عنها قدر الإمكان خوفاً من هذه المضاعفات، لكن مع أوائل تسعينات القرن العشرين تطورت تقنيات المنظار وتحولت الجراحات النسائية به إلى جراحات أكثر أماناً، وأصبح من السهل استئصال الأكياس الوظيفية وكذلك الأورام الحميدة بالمنظار.
ما هي آلية استخدام المنظار في الجراحة النسائية؟
تُنفذ جراحة المنظار من خلال ثقوب صغيرة لا تتجاوز 1 سم، وأول هذه الثقوب يكون في السُرة، ومنه تُنفخ البطن بغازات معينة لتيسير رؤية الأجزاء المحيطة بالمبيض والأعضاء التناسلية على شاشة التلفاز، ومن خلال ثقب آخر يتم إدخال المنظار إلى البطن، وهو عبارة عن مجهر مُضيء يكشف كل تجويف البطن على الشاشة، ومن خلال ثقوب أخرى يتم إدخال الأدوات الجراحية مثل المقص والمشرط… إلخ لتنفيذ عملية استئصال وإزالة الأكياس الموجودة على المبيض.
ما إيجابيات استئصال أكياس المبيض بالمنظار؟
أكد “د. عصام” على أن الجراحة التقليدية تسمح للطبيب رؤية المنطقة المنفذ فيها القطع الجراحي فقط، بينما الجراحة بالمنظار تتيح للطبيب رؤية كامل منطقة الأعضاء التناسلية وتجويف منطقة الحوض، ومن ناحية أخرى جراحة المنظار تساهم في تفادي مشكلات الجراحات العادية من حيث فتق الجرح أو إلتهابه أو تلوثه، ومن حيث النتائج فكلا الطريقتين يعطيان نفس نتائج الإزلة الكاملة، إلا أن المنظار أسهل وأسرع وأقل خطورة.
ومن ناحية شكل الجسم بعد الجراحة نجد أن جراحة المنظار تُنفذ من خلال ثلاثة ثقوب أولها مختفي في السرة والآخرين على جانبي البطن بطول 1 سم فقط، وبالتالي لا أثر للجرح بعد العملية، أما الجراحة التقليدية فيلزمها قطع جراحي في البطن بطول لا يقل عن 12 سم وهو ما يترك أثر على الجلد بعد العملية.
واختتم “د. عصام” كما إن العودة لممارسة الحياة الطبيعية مع جراحة المنظار أسرع عما إذا ما نفذ إزالة الأكياس بالجراحة التقليدية، فمع جراحة المنظار تخرج المريضة من المستشفى في نفس اليوم، ولا تحتاج إلا لخمس أيام للاستشفاء، لكن الجراحة التقليدية قد تحتاج إلى ما يتراوح بين أربع إلى ست أسابيع للاستشفاء والعودة لممارسة الأنشطة الحياتية والعملية.