ما هو سبب اهمية جراحة السمنة وما سبب عدم اللجوء إليها؟
يقول الدكتور حمزه الحلواني “أخصائي جراحة السمنة والمنظار والروبوت”، نلاحظ أن في الولايات المتحدة يقام 200000 عمليه في السنة، و هذه العملية تشكل أقل من 1% من عمليات السمنة على مدار اخر عامين، و جراحة السمنة بدأ العمل بها في الثمانيات تقريبا كان يطلق عليها اسم اسكوبينار ثم تم تحديثها وتطويرها في منتصف التسعينات لحد ما أصبحت بشكلها الحالي، وفي سنة 1999 تم إجراء هذه العملية بجراحة المنظار وكان يعتبر إنجاز لأنها معقدة جدا، و هذه العملية تتكون من جزأين، الجزء الأول هو تكميم المعدة و الجزء الثاني هو تحويل مسار الإثنى عشر و البنكرياس، بمعنى أن الإثنى عشر يتم قصها وفصلها و إعادة ترتيب الأمعاء الدقيقة بحيث يصبح الامتصاص في أخر 100 سم في الأمعاء الدقيقة، لذا تعتبر هذه العملية أقوى عمليه لجراحة السمنة.
هل يمكن شرح العملية من حيث تحويل مسار الإثنى عشر ؟
كما ذكرنا أن العملية تبدأ بتكميم المعدة بالشكل المتعارف عليه، ثم إعادة ترتيب الأمعاء الدقيقة، بأن يتم وصل الأمعاء الدقيقة بأخر جزء للأمعاء الدقيقة قبل القولون و هي أخر 100 سم، لذلك تعتبر هذه العملية أقوى العمليات بتمتص ثلث كمية الدهون التي يأكلها الإنسان، وهذه العملية تسيطر على الوزن الزائد بنسبه 90% بمعنى أنها تجعل الإنسان قريب لوزنه المثالي، أما باقي عمليات السمنة يمكن أن تصل إلى 70% من التخلص من الوزن الزائد، هناك أمر هام أخر وهو التخلص من السكري، فهذه العملية لها القدرة على ذلك بنسبه 95 إلى 98%، خاصة المرضى الذي يعانون من السكري لفتره طويلة و يعتمدون على الأنسولين إلى جانب تخلصها من الضغط بنسبه 80 %وكذلك الدهون بنسبه 99%
وبسؤاله عن، ماذا تستفيد عند اختزال جزء من الإثنى عشر، فأوضح، ترجع الأهمية بعدم مرور الطعام، فالمريض لا يشعر بأنه تناول الطعام بالرغم من تناوله، لذلك لها قدرة كبيرة علاجية في معالجة السكري.
جدير بالذكر أن امتصاص الجزء الأول من الإثنى عشر يختلف عن امتصاص الجزء الأخير، لأنه لا يشعر بتناول الطعام.
وعن وجود مخاطر في إعادة ترتيب الأمعاء الدقيقة عن الوضع الطبيعي، فأكد “الحلواني”، لا شك أن أي عملية لها مخاطر، ولكن إذا تم مقارنتها بخطر السمنة والسكري نلاحظ أنها أقل خطورة، وهذه العملية لا يتم عرضها كأول اختيار لنا، فيوجد هناك أشخاص مؤهلين لهذه العملية وهناك أشخاص غير مؤهلة لهذه العملية.
من هم الأشخاص المؤهلين لهذه العملية؟
نحن نتحدث عن الأشخاص الذين مؤشر كتلتهم فوق الخمسين بشكل عام، بمعني نتحدث عن شخص وزنه فوق 140 كيلو تقريبا، أيضا إذا كان هناك شخص يعاني من السكر لفتره زمنيه تصل إلى 15 عام ويتم معالجته بالأنسولين ويريد التخلص من هذا المرض، كذلك إذا كان شخص قام بعملية تكميم للمعدة ولم يصل إلى الوزن المثالي.
وبالنسبة للجزء المختزل من الإثنى عشر، فيبقي في موضعه ولكن يعاد ترتيبه ليعاد اتصاله مره اخرى أخر 100 سم من الأمعاء.
لماذا نسبة لجوء الأشخاص لهذه العملية قليله؟
أولا لأن هذه العملية معقدة وتحتاج إلى تحضير جيد قبل العملية مثل اختيار المريض المناسب من حيث الالتزام بالمتابعة بعد إجراء العملية وأخذ الفيتامينات لأنه سيتواجد نقص بها بعد إجراء العملية، وعلى الرغم من تعقدها إلا أن المريض لا يحتاج أكثر من يوم للاستشفاء من العملية لأنها تجرى بالمنظار.
وبشأن إمكانية إجراء هذه الجراحة بأمان مثل ما تم إقامتها في الولايات المتحدة، فأوضح، نعم، إذا تواجد المريض المناسب من حيث التزامه بالمتابعة وأخذ الفيتامينات بعد إجراء الجراحة.
وللعلم، فإن عملية اختزال المعدة أفضل وأسهل ولكن عملية تحويل مسار الإثنى عشر تتناسب مع الأوزان العالية.
بخصوص الإمكانيات الخاصة بإجراء هذه الجراحة ؟
العملية تحتاج إلى غرفه عمليات جراحيه عاديه ولكن هناك امور تقنيه في إجراء الجراحة وأنها فكرة جديده، ولا يوجد عائق غير الفيتامينات الخاصة لأنها غير متوفرة ببعض البلدان العربية، فنحن نتحدث عن فيتامين يحتوي A,D,E,K وهي متوفرة بالولايات المتحدة وغير مكلفه ولكن يجب أن يحصل عليها المريض لفتره زمنيه طويله.
وبالنسبة للمرضى الذين قاموا بإجراء هذه العملية منذ فتره زمنية بعيدة، فيتم متابعتهم، وهناك دراسة كندية أظهرت نتائجها للتخلص من الوزن الزائد والأمراض المصاحبة وذلك نتيجة المتابعة على مدار هذه الأعوام.