يوم الجمعة من خير أيام الله بل هو خير يوم طلعت فيه الشمس، والمسلم الفطن الحريص على جمع الخير وتحصيل الثواب يقدر هذا اليوم حق قدره، ويغتنم فرصة العطلة الأسبوعية وعدم الخروج للعمل في تجديد صلته بربه وتجديد طاقته الإيمانية وشحن روحانياته، ليستطيع مواصلة العمل والعطاء باقي الأيام.
وعلى الرغم من علم الكثير بالسنن المستحبة في يوم الجمعة مثل قراءة سورة الكهف التي قال عنها نبينا الحبيب- عليه أفضل الصلاة وأتم السلام- أنها تضيء لقارئها ما بين الجمعتين إلا أن بعضنا يغفل عنها، وتأخذه الرغبة في الراحة فينساها، وكالصلاة على النبي صل الله عليه وسلم- التي عرفنا النبي خصوصيتها في يوم الجمعة وأنها تعرض عليه ويسمعها بنفسه عليه الصلاة والسلام، وعل الرغم من يسر تلك العبادة وعدم احتياجها لشروط معينة من طهارة أو نحوها إلا أننا أيضًا نغفل عنها في غالب الأوقات- إلا من رحم الله.
لذا فسنجعل هذا المقال تذكيرًا لأنفسنا ولك عزيزي القارء ببعض السنن والعبادات الخفيفة على البدن الثقيلة في الميزان، وسنضع جدولا عامًا لقضاء يوم الجمعة في التنقل من طاعة لطاعة مع الحرص على الاستمتاع بتلك الطاعات، لنقطف من ثمار العبادات ما يقربنا إلى الله ويكون لنا زخرًا عند لقائه، ويعيننا على أن نقدم من كل خير ما تيسر لنا فإننا لا ندري أي عمل يكون سبب نجاتنا وسعادتنا في الدنيا والآخرة.
اجعل يوم الجمعة عيد الطاعات والعبادات
من حسن أقدارنا أن معظمنا يقضي يوم الجمعة في عطلة عن العمل ومن ثم تتاح له ساعات من وقت الفراغ، يمكنه لو أراد استغلاها في تحصيل الثواب بكل طرقه وصوره وهنا برنامج تقريبي وافتراضي يمكن لكل شخص أن يطبق منه ما يناسبه، والله المستعان.
• احرص على الاستيقاظ مبكرًا، ولو أمكن قبل الفجر بربع ساعة، لتستغفر الله وتدعوه وتسأله ما شئت من فضله وعطائه ونعمه، وتذكر حديث أَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ إذ قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ يُمْهِلُ حَتَّى إِذَا ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلُ نَزَلَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ؟ هَلْ مِنْ تَائِبٍ؟ هَلْ مِنْ سَائِلٍ؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ حَتَّى يَنْفَجِرَ الْفَجْرُ؟، حتى إذا دخل وقت الفجر فصل الفجر في جماعة وعلى أول وقته.
• بعد صلاة الفجر اقرأ اذكار الصباح ثم اخرج من بيتك وتمشى قليلا لتستمتع بالجو الرائع في مطلع الصباح، وتتأمل نعم الله وقدرته وبديع صنعه في كل ما حولك، بنية تأمل خلق الله.
• بعد التأمل يمكنك العودة لبيتك وتناول افطارًا خفيفا مع أهلك.
• احرص على أن تتصدق في هذا اليوم ولو بصدقة قليلة.
• يمكنك أن تجعل لموتاك وموت المسلمين نصيبًا من دعائك وتذكرك في هذا اليوم، ويمكنك أن تذهب لزيارة المقابر للتدبر والتأمل والموعظة وشكر الله على نعمة الحياة والدعاء للموتى وطلب الرحمة لهم.
• ثم العودة إلى البيت والاغتسال بنية غسل الجمعة ثم قراءة سورة الكهف.
• احرص على الخروج إلى صلاة الجمعة قبل وقتها بساعة أو أقل للتبكير وتحصيل ثوابه العظيم، وانتظار الخطبة في خشوع وسكينة ووقار، وحضور الصلاة بكل روحانية وخشوع.
• بعد انتهاء صلاة الجمعة سلم على اخوانك من المصلين وتبادل معهم التحيات الطيبة، والدعوات المباركة، وانطلق إلى منزلك لتتناول مع اسرتك وجبة الغداء.
• بعد تناول وجبة الغداء يمكنك الذهاب لأخذ قسط من النوم، بنية الاستعانة على الطاعة واعطاء الجسم حقه.
• بعد الاستيقاظ من النوم وقبل صلاة العصر، يمكنك القيام بالوضوء والخروج لصلاة العصر في جماعة.
• من بعد صلاة العصر وحتى صلاة المغرب يمكن أن تجعل لنفسك ولأهلك وذوي رحمك نصيب من جدولك فتستمتع بزيارتهم وتفقد أحوالهم وتجاذب أطراف الحديث معهم وبالثواب العظيم الذي أعده الله لصلة الرحم.
• وبعد صلاة المغرب وحتى صلاة العشاء يمكنك ان تخرج مع أهل بيتك في نزهة قصيرة بنية ادخال السرور على قلوبهم واسعادهم وأداء حقهم عليك، وقضاء وقت ممتع من الترفيه المباح الراقي الطيب، وبعد صلاة العشاء يمكنك العودة إلى بيتك بصحبة أسرتك، لتقضي ما شاء الله لك من الوقت ثم تستعد للنوم مبكرًا واستقبال يوم جديد من العمل والعطاء.
يبدوا لي أن هذا الجدول مثالي لتحقيق أقصى استفادة وتوازن نفسي من يوم الجمعة، وفقنا الله وإياكم إلى ما فيه الخير لنا ولكم دائما.