يعتبر جبران خليل جبران (Kahlil Gibran) نجم العالم في الفنون، كما تناقلته الأجيال كعلم في الفنون المختلفة، الذي ما من أحد إلا وقد سمع اسمه، فمن هو جبران خليل جبران وفيمَ اكتسب هذه الشهرة الواسعة؟ هذا ما سنتعرف عليه في السطور القادمة.
مولد جبران خليل جبران وأسرته
ولد جبران خليل جبران في ٦ يناير ١٨٨٣ لأمه كاميل جبران وزوجها الثاني خليل سعد جبران في قرية بشري في ما يعرف الآن بشمال لبنان، ولكنها كانت آنذاك تقع في نطاق سوريا العثمانية.
كان لديه أخ غير شقيق يسمى بطرس (المعروف أيضًا باسم بيتر) رحمة، وشقيقتين صغيرتين تسميان سلطانة وماريانا، كانت العائلة مسيحية مارونية، وكانت أمه كاميلا جبران ابنة كاهن ماروني، ويبدو أن الأب كان شاربًا عنيفًا ومقامرًا، وبدلاً من أن يعتني ببستان الجوز الذي كان يملكه، كان جامعًا للضرائب لرئيس القرية، وهي وظيفة لا تعتبر ذات سمعة طيبة، وفي عام ١٨٩١ أدين ببعض المخالفات، وتمت مصادرة ممتلكاته، ولقد وصف جبران والده لاحقًا لأصدقائه من النساء بأنه سليل الفرسان، وهو شخصية رومانسية.
نشأته
لقد كان “جبران” صبيًا هادئًا وحساسًا، أظهر قدرة فنية مبكرة وحبًا للطبيعة أصبح واضحًا في الأعمال اللاحقة الخاصة به، كان تعليمه المبكر متقطعًا، على الرغم من أنه تلقى دروسًا غير رسمية من طبيب محلي.
وبعد مصادرة أموال والده وبحثًا عن حياة أفضل، نقلت والدة جبران عام ١٨٩٥ العائلة إلى بوسطن، ماساتشوستس، حيث استقروا في حي ساوث إند المهاجر.
حياته الفنية
بعد حصوله على التعليم الابتدائي في بيروت، وهجرته إلى بوسطن عام ١٨٩٥، عاد إلى لبنان عام ١٨٩٨ ودرس في بيروت حيث برع في اللغة العربية، وعند عودته إلى بوسطن عام ١٩٠٣ نشر أول مقالاته الأدبية.
في عام ١٩٠٧ التقى ماري هاسكل، التي جعلت في إمكانه دراسة الفن في باريس، ففي عام ١٩١٢، استقر جبران في مدينة نيويورك وكرس نفسه لكتابة المقالات الأدبية والقصص القصيرة باللغتين العربية والإنجليزية، كما أنه أيضا أظهر شغفا ونبوغا في الرسم في هذه الفترة.
إن نتاج أعمال “جبران” الأدبية والفنية لهو نتاج في غاية الرومانسية ونستطيع أن نقول أن الرومانسية هي ما يميز أعماله بشكل عام، كما تأثر في كتاباته بالكتاب المقدس، وفريدريك نيتشه، وويليام بليك، كتاباته في كلتا اللغتين العربية والإنجليزية، والتي تتعامل مع مواضيع مثل الحب والموت والطبيعة والشوق للوطن، مليئة بالشكل الغنائي وتعبر عن طبيعة جبران الدينية والصوفية العميقة.
أعمال جبران خليل جبران
من أشهر مؤلفاته “النبي”، وهو كتاب مكون من ٢٦ مقالة شعرية، نُشِر عام ١٩٢٣. ويعد هذا الكتاب هو الأكثر مبيعاً في فن التصوف الشعبي، ولقد تم ترجمة كتاب “النبي” إلى أكثر من اثنتي عشرة لغة مختلفة، على الرغم من أن العديد من النقاد يعتقدون أن الشعر الذي يكتبه في هذا الكتاب “جبران” هو شعر متواضع، إلا أن كتاب “النبي” قد حقق مكانة عالية بين الشباب الأمريكي لعدة أجيال.
يشير إطار “جبران” السردي في هذا الكتاب إلى أن النبي، على وشك ركوب سفينة ستأخذه إلى المنزل بعد ١٢ عامًا في مدينة أجنبية، قبل أن يتم إيقافه من قبل مجموعة من سكان المدينة، يطلبون منه التحدث إليهم عن أسرار الحياة، فيفعل ذلك، ويناقش الحب والزواج والجمال والعقل والعاطفة والموت، من بين موضوعات أخرى.
على الرغم من أنه اعتبر نفسه رسامًا بشكل أساسي، وعاش معظم حياته في الولايات المتحدة، وكتب أشهر أعماله باللغة الإنجليزية، كان خليل جبران الشخصية الرئيسية في حركة رومانسية غيرت الأدب العربي في النصف الأول من القرن العشرين.
المراجع: Poetryfoundation , Biography , Britannica