في خضم المنافسة الشديدة بين المؤسسات التعليمية العالمية، برزت جامعة سعودية لتحتل مكانة مرموقة في أحدث تصنيفات شنغهاي الشهيرة. فقد تصدرت جامعة الملك سعود قائمة الجامعات العربية، محققة المركز الـ90 عالمياً، متفوقة بذلك على العديد من الجامعات العريقة في الغرب.
تؤكد هذه النتيجة الصعود الملحوظ للتعليم العالي في المملكة العربية السعودية، وخاصة في ظل الاستثمارات الضخمة التي تُبذل في هذا القطاع. فجامعة الملك سعود، التي تُعتبر من أقدم الجامعات في المملكة، استطاعت أن تثبت جدارتها بتخريج كوادر مؤهلة قادرة على المنافسة على المستوى الدولي.
ولم تتوقف الإنجازات السعودية عند هذا الحد، فقد احتلت جامعتا الملك عبد العزيز والملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا المركزين الثاني والثالث على التوالي على المستوى العربي. مما يعكس التنافسية الشديدة بين المؤسسات التعليمية السعودية، ويسلط الضوء على الجهود المبذولة لرفع مستوى التعليم في المملكة.
من الجدير بالذكر أن تصنيف شنغهاي يعتمد على معايير صارمة، تتضمن عدد الحاصلين على جوائز نوبل وميداليات فيلدز، وعدد الأبحاث المنشورة في دوريات علمية مرموقة، ونسبة الاستشهادات بالأبحاث العلمية المنشورة.
ولكن، هل هذا الصعود حقيقي أم أنه مجرد لعبة أرقام؟
أثار التقرير الذي نشرته شركة “SIRIS Academic” تساؤلات حول شفافية بعض التصنيفات الجامعية، وكشف عن ممارسات غير شريفة يقوم بها بعض الباحثين لتضخيم مكانة مؤسساتهم. فقد أشار التقرير إلى أن بعض الباحثين ذوي السمعة العالمية قاموا بتغيير انتسابهم البحثي إلى جامعات سعودية، مما أدى إلى رفع تصنيف هذه الجامعات.
ما هي تداعيات هذه الممارسات؟
إن التلاعب بالتصنيفات الجامعية يهدد بمقارنة غير عادلة بين المؤسسات التعليمية، ويضر بسمعة البحث العلمي. كما أنه يثير تساؤلات حول مدى مصداقية بعض التصنيفات العالمية.
في الختام… صعود الجامعات السعودية في التصنيفات العالمية هو إنجاز يستحق الإشادة، ولكن يجب علينا أن نكون حذرين من الانسياق وراء الأرقام، وأن نعمل على بناء منظومة تعليمية قوية تعتمد على الجودة والشفافية.