لنتحدث بصراحة أو بالمشبرح على الطريقة اللبنانية، فحين يقال إن جامعة تبلغ ميزانيتها مليارات الريالات؛ فإنني منطقيا أتوقع مظاهر واضحة لهذا الرقم، جامعة الملك خالد آخر جامعة من الرعيل الأول للجامعات الحكومية الكبيرة وحظيت بدعم خاص، كونها الأخيرة، بعد كل هذه السنين من تأسيس الجامعة لم تنفرد بشيء مميز.
التقيت مجموعة ممتازة من طلاب الجامعة، لو تجاوزنا المشاكل المزمنة «الكراسي – المواقف – التظلم – التيرم الصيفي – المناهج – المعامل» نجد أن عذر بدائية الجامعة ما زال يُطرح وبسذاجة على الرغم من قدم الجامعة نسبيا، لقاء مدير الجامعة بشكل فردي أو جمعي هو من المستحيلات تقريبا، تهبط هذه العادة حين يتخرج الطلاب من بعض الكليات «ولدي قائمة بها» دون التحدث مع عميد الكلية أو مشاهدته، عدد قليل من المؤتمرات والندوات التي عُقدت في الجامعة، الأنشطة الطلابية عبارة عن دورة رياضية ورحلات للجوالة بين المدن ولا يزال أعضاء النادي الثقافي يباركون للمدير بشهر رمضان في الموقع!
أخرج من كل هذا وأقول سلم لي على البحث العلمي، سلم لي على خدمة المجتمع «باستثناء نشاط كلية الطب» سلم لي على المشاركة في فعاليات الصيف، سلم لي على إثراء مشهد عسير الفكري والثقافي، سلم لي على التفكير في دراسة مشروع فتح الانتساب للجامعة «جامعتا طيبة والجوف انتهتا من التفكير» هذه الأسباب تجعل من التسرب نحو جامعات نجران وجازان موهبة محببة للطلاب وأعضاء هيئة التدريس.
قرأت كتاب الدكتور أحمد العيسى حول التعليم العالي، ولم تكن فكرته حول مسخ الجامعات وأزمة الهوية التعليمية وتشابهها المزعج، خصوصا في الجديدة منها، واضحة في عقلي حتى قرأت المزيد عن جامعة الملك خالد، الهجين بين ما هو بيروقراطي وجديد، كل أمنياتي أن ترتقي الجامعة فقط لمستوى جامعات الملك سعود أو الملك عبدالعزيز أو حتى جامعة جازان.
بقلم: سعيد الوهابي
أيضًا هنا: جامعة الملك سعود «عليشة».. أعتقونا