لماذا الاختلاف؟
يقول مستشار التنمية البشرية والتطوير المؤسسي الأستاذ “حسين الجوهري”: أن ظاهرة الاختلاف هي ظاهرة صحية في مجتمعنا، بل في الكون بأكمله، والاختلاف قد يكون في الطباع، التفكير، النشأة الاجتماعية، النوع، والبيئة، وما إلى ذلك.
وهذا الاختلاف صحي، ويلعب دوراً تكاملياً؛ حتى يكمل بعضنا البعض، والكون لن يتغنى إلا بالاختلاف، وكذلك الكون لا يسير بشكل طبيعي سوى بالاختلاف، فكيف كان سيسير الكون إذا كنا جميعنا نسخ مكررة من بعضنا، فسيكون الأمر غير سوي، ولن يكون هنالك إنتاج حقيقي، أو تطور في المجتمع.
ومن الجدير بالذكر أن الاختلاف إذا وصل إلى حد الخلاف أصبح هناك خللاً؛ حيث قد يحدث ذلك عند التعصب للرأي الخاص، والإصرار على كونه هو الرأي الصحيح، وهذا غالباً ما يكون ناتجاً عن جهل الإنسان، وضعف شخصيته، وتدني مستواه الثقافي والفكري.
لذلك، فيجب أن ندرك أن الشخص الذي يتقبل الاختلاف هو شخص قوي، ولديه ثقة في نفسه، وفي أفكاره، فيستطيع أن يحتوي أفكار الاخرين، واختلافها عن تلك التي لدينا.
كيف يمكن تقبل الاختلاف؟
هناك ما يُعرف في علم النفس باسم الدفاع اللاشعوري، أو كما يُعرف دينياً باسم العزة بالإثم، وهذا يعني لدى البعض أن تقبل الرأي الآخر يُعني ضعف الشخصية، وعدم التميز، وهذا أمر خاطئ تماماً، وغالباً ما ينتج كما ذكرنا عن ضآلة التفكير، وضعف الشخصية، وعدم الثقة بالنفس بالشكل الكافي لتقبل عكس ما يعتقد، وهناك بعض الأمور التي من الممكن أن تساعدنا في تقبل الاختلاف كما وضح الأستاذ “الجوهري”، والتي من بينها:
- ضرورة الحوار والإصغاء للآخر.
- تقبّل الاختلاف بصدر رحب.
- اختلف على الفكرة وليس على الشخص ذاته.
- التعلم من الاختلاف
- أنظر إلى الإيجابيات.
- تعلّم التفرقة بين الاستسلام والهجوم وتأكيد الذات.
- تجنب الجدال أو النقاش مع الأشخاص المتعصبين.
- اغرس ثقافة تقبل الاختلاف عند أبناءك.
ويشير الأستاذ “الجوهري” إلى أهمية أن ندرك أن القيم أساسية، ثابتة ولا اختلاف عليها؛ حيث أن احترام الكبير، الصدق، التسامح، التواضع، وغيرها تعتبر قيم ثابتة لا يمكن أن نختلف عليها، لكن الأخلاقيات، والمعتقدات تختلف من بلد لآخر، وهذه تحتاج إلى أن نحترمها، فكل شخص له اخلاقياته، وعاداته التي يجب أن نحترمها على أي حال.