لطالما شغل تساقط الشعر بال الكثيرين، تاركًا وراءه آثارًا نفسية واجتماعية لا حصر لها. ولطالما سعى العلم جاهداً لإيجاد حلول فعّالة لهذه المشكلة.
وفي خطوة واعدة، كشفت دراسة حديثة النقاب عن مسار بيولوجي قديم قد يكون مفتاحًا لمنع تساقط الشعر نهائيًا.
اكتشاف مفاجئ:
خلال تجربة معملية تهدف إلى تحفيز نمو الشعر، اكتشف فريق من الباحثين في جامعة مانشستر ظاهرة غريبة. فبدلاً من تنشيط الخلايا الجذعية لبصيلات الشعر، أدى الدواء المستخدم إلى تثبيطها بشكل كامل، بما في ذلك الخلايا الجذعية، ومنعها من الانقسام.
مسار ISR: مفتاح الحل؟
تبين أن هذه الظاهرة ناتجة عن تنشيط مسار بيولوجي قديم يُعرف باسم “الاستجابة للإجهاد المتكامل” (ISR). فعندما تتعرض الخلايا للإجهاد، يتم تنشيط هذا المسار، مما يؤدي إلى إيقاف النشاط الطبيعي للخلايا والتركيز على التعامل مع العامل المسبب للإجهاد.
وقد وُجد أن تنشيط مسار ISR في بصيلات الشعر يؤدي إلى “ركود” للخلايا، مما يمنعها من إنتاج البروتينات الضرورية لنمو الشعر.
خلل في الميتوكوندريا:
أظهرت الدراسة أن تنشيط مسار ISR يتسبب أيضًا في خلل في الميتوكوندريا، وهي المسؤولة عن إنتاج الطاقة في الخلايا، وانهيار الاتصال بين الخلايا.
الأمل في الأفق:
يُقدم هذا الاكتشاف فرصة واعدة لتطوير علاجات جديدة لمنع تساقط الشعر.
فمن خلال منع تنشيط مسار ISR، يمكن حماية بصيلات الشعر من الركود وتحفيزها على النمو بشكل طبيعي.
تفاؤل حذر:
يُعرب الباحثون عن تفاؤلهم الكبير بإمكانيات هذا الاكتشاف، لكنهم يُحذرون من الحاجة إلى المزيد من الأبحاث لتأكيد فعاليته وسلامته على البشر.
آفاق واعدة:
يُشير تنشيط مسار ISR إلى دور بيولوجي هام في تقييد نمو الشعر، مما يفتح المجال لبحثٍ علمي مكثف لتطوير علاجات جديدة لحالات تساقط الشعر المختلفة.
ملاحظة: يُمكن استهداف هذا المسار للتخفيف من تنشيط ISR باستخدام ISRIB، وهو دواء يُظهر نتائج واعدة في الحفاظ على بصيلات الشعر في مرحلة النمو.
وختامًا… يُقدم هذا الاكتشاف العلميّ بارقة أمل جديدة لعلاج تساقط الشعر، ويُبشّر بمستقبلٍ واعدٍ خالٍ من هذه المعاناة.