مع أن النفايات تحمل بظاهرها معنى سلبيا، إلا أنها بالنسبة لبعض الدول المتقدمة تعد فرصة استثمارية مربحة! وببعض الجهود من أصحاب الشأن تتحول هذه النفايات إلى ثروة صناعية ضخمة عن طريق إعادة تدويرها.
فبدلا من أن تكون هذه النفايات مصدرا للكثير من الأوبئة والأمراض وسببا في تسرب ما تحمله من كيماويات خطرة إلى باطن الأرض لتلويث المياه الجوفية ومستهلكا لنصيب كبير من ميزانية البلديات، من الممكن جدا أن تتحول إلى مصدر لإيجاد فرص عمل جديدة وحماية الطبيعة وتوفير العديد من المواد الخام بدلا من استيرادها بأسعار مرتفعة.. سواء بتحويل مياه الصرف الصحي إلى مياه صالحة لاستخدامات متعددة أو إعادة تدوير الأوراق والنسيج والإطارات والمخلفات الإلكترونية والمواد البلاستيكية والمعدنية وغيرها!
قد يعلم القليل عن ماهية تدوير ومعالجة النفايات بسبب ضعف التوعية بهذا النطاق.. وعلى الرغم من وجود بعض الإعلانات التي شاهدناها أخيرا في الطرقات كنوع من التوعية بأهمية معالجة النفايات، إلا أن دور القطاع العام في هذا الشأن لايزال ضئيلا جدا ولا يمكن أن يكون بارزا إلا بتدخل من القطاع الخاص بدعم مادي لإنشاء مشاريع لهذا الغرض وبالتحالف مع خبراء أجانب لتشغيل هذه المشاريع!
إضافة لذلك فإن عمليات التوعية لا تكفي بوضعها الحالي، فهذه الحملات يجب أن تضع خطة واضحة يفهم من خلالها المواطن دوره الفعلي، فمثلا بتوضيح كيفية التخلص من النفايات في المنزل، بوضع صندوق خاص للزجاج وصندوق للأوراق، وآخر لنفايات الطعام وهكذا! ولكن لسوء الحظ غالبا ما لا يأبه المواطن بمثل هذه الحملات إن لم ير نتيجة ملموسة لما يفعله- وله الحق في ذلك! فعلى سبيل المثال، إن قامت المؤسسات المسؤولة بتقديم إحصائيات عن الدخل الذي تجنيه الدولة إثر تدوير النفايات، فإن ذلك سيعطي حافزا كبيرا للمواطن يمكنه من القيام بواجبه تجاه هذا المجال!
بقلم: دينا الصاعدي
وهنا نقرأ: في السعودية.. كل الطرق تؤدي لـ«حفرة»!
أيضًا: لا أحد فوق الشبهة