ما المقصود بتيبس الكتف؟
تيبس الكتف هو عَرَض لأمراض وأسباب عديدة، وعُرف على أنه حالة مرضية وأطلق عليه بالإنجليزية الكتف المتجمد (Frozen Shoulder) لشيوع الإصابة به.
وأسباب الإصابة بالكتف المتجمد قد تكون بسبب أمراض مزمنة مثل السكري وأمراض القلب، أو قد تكون بسبب عمليات جراحية قريبة من مفصل الكتف مثل العمليات الجراحية في فقرات الرقبة أو في الصدر، فيؤدي الألم الناتج في مكان العملية الجراحية عن حركة مفصل الكتف إلى توقف المريض عن تحريكه، ومن ثَم إصابته بالتيبس. وقد ينتج التيبس عن الإصابة المباشرة في الكتف.
ما أكثر الفئات العمرية إصابةً بتيبس الكتف؟
الإصابة بتيبس الكتف لا ترتبط بفئة عمرية معينة، إلا أنها تزيد بعد عمر الأربعين، نظرًا لبطء عمليات إلتئام الإصابات المباشرة في الكتف أو العمليات الجراحية الأخرى. كما أن تيبس الكتف يُصيب النساء بمعدل أكبر من الرجال.
هل توجد عوامل بيئية أو حياتية تعزز فرص الإصابة بتيبس الكتف؟
أكد “أ. أنس” على أنه توجد الكثير من العادات الغير صحية التي تؤدي إلى الإصابة بتيبس الكتف، ومنها على سبيل المثال الجلوس لساعات طويلة، الأمر الذي ينتج عنه تحديد لحركة مفصل الكتف، مما يؤدي إلى قصر في عضلات الكتف وعدم إستطالتها، الأمر الذي يعزز فرص حدوث التيبس مع أية إصابة مباشرة في الكتف.
كذلك من العوامل الأخرى:
حمل الأوزان الثقيلة بصورة خاطئة.
تأثير موجات البرد والصقيع الشتوية على مفاصل الجسم ومنها مفصل الكتف وبخاصة عند كبار السن.
أعراض تيبس الكتف
تختلف أعراض التيبس باختلاف مرحلته، ويمكن تقسيم هذه المراحل إلى:
مرحلة تحديد الحركة (التجمد): وتأخذ فترة زمنية تتراوح بين الـ 3 إلى 4 أسابيع، ومن أعراضها الألم الشديد.
مرحلة التحديد الشديد للحركة (التجمد الشديد الصلابة): ويكون فيها الألم أقل حدة وشدة، لكن تزيد صعوبة تحريك مفصل الكتف، إلى حد التوقف عن تحريكه تمامًا.
مرحلة رجوع الحركة (الذوبان): حيث تعود حركة المفصل تدريجيًا مع الإختفاء المتدرج للألم.
وعليه تختلف طرق العلاج الطبيعي بإختلاف مرحلة التيبس، حيث يُركز على التمارين العلاجية في المراحل الأولى وحتى نهاية المرحلة الثالثة، ومع نهاية المرحلة الثالثة يتم التركيز على العلاج الوظيفي لمفصل الكتف حتى يستطيع المريض إستخدام ذراعه وكتفه بكامل طاقتهما في أداء
وظائفه الحياتية اليومية، وطرق علاج تيبس الكتف كالتالي:
المرحلة الأولى التي يكون فيها الألم على أشده: يهتم العلاج الطبيعي في هذه المرحلة بتخفيف شدة الألم على المريض، ويتم ذلك عن طريق:
إستخدام الموجات فوق الصوتية.
إستخدام مصادر للحرارة مثل الأشعة الحمراء أو ضمادات المياة الساخنة.
المرحلة الثانية: يتوجه العلاج الطبيعي إلى ممارسة التمارين الخفيفة لإستعادة القدرة على تحريك مفصل الكتف تدريجيًا، مع مراعاة درجة شدة الألم، حيث يتوقف المريض عن أداء التمرين فور شعوره بالألم.
المرحلة الثالثة: يتم معها إستخدام بعض التمارين العلاجية لإستعادة ليونة المفصل والقدرة على رفع الذراع لأعلى، ويتوجب على المريض أداء هذه التمرينات العلاجية لأربع أو ست مرات في اليوم مع المواظبة عليها يوميًا، ومن أمثلة هذه التمرينات العلاجية:
تمرين حركة البندول: حيث يتم تحريك الذراع في كل الإتجاهات، ويمكن أن يتم ذلك مع حمل ثقل خفيف.
تمرين العصا: حيث يقبض المريض بيديه على عصا طويلة يُوضع طرفها على الأرض، ثم يقوم برفع قبضة يده تجاه الكتف المصاب إلى أعلى على العصا، لزيادة المدى الحركي لرفع الذراع المتدلي من الكتف المُصاب.
كم مدة علاج الكتف المتيبس؟
المرحلة الأولى لتيبس الكتف والتي يكون فيها الألم شديد بما يمنع من ممارسة أي تمارين علاجية قد تمتد لما يقرب الشهر الكامل، أما المراحل الثانية التي تقل فيها حدة الألم وتزيد القدرة على تحريك مفصل الكتف تدريجيًا قد تحتاج إلى شهرين أو ثلاثة أشهر.
والشاهد أنه كلما تطور المدى الحركي مع قلة حدة الألم فلن يتعدى برنامج العلاج الطبيعي الثلاثة شهور، لكن إذا استمر الألم على شدته وانخفض المدى الحركي للذراع والكتف فقد يتطلب الأمر التدخل الجراحي.
والشاهد الواقعي أيضًا يثبت أن العلاج الطبيعي لفترة الثلاثة شهور يعالج حالة التيبس بنسبة 90%، وتظل نسبة الـ 10% ضعف في حركة الكتف، هذا الضعف قد يحتاج إلى عامين لتقوية العضلات المحيطة بمفصل الكتف للتغلب على التيبس. ويعتمد الشفاء التام من تيبس الكتف على المواظبة وعدم التهاون في أداء التمارين العلاجية.
هل يلغي العلاج الطبيعي لتيبس الكتف العلاج الدوائي؟
النوعان مترابطان ومتزامنان ومتوازيان، ولا يلغي أحدهما الآخر. والطبيعي أن يصف طبيب العظام الأدوية العلاجية للمريض، ويطلب منه في نفس الوقت وبالتوازي المتابعة مع أخصائي العلاج الطبيعي لممارسة التمارين العلاجية.