كل عام وكل البشر بسلام في أمان، كل عام وحالنا أفضل والطريق إلى أمنياتنا أقرب وأقصر، لم يبقى إلا أيام معدودة ونستقبل سنة جديدة، تختلف في ملامحها وتفاصيلها عن كل الأعوام الماضية، وندعو الله أن تكون مفاجآتها سارة غير ضارة وأخبارها فرحة وسعادة.
سمة حالة من التصور الذهني والنفسي تستقر بداخل كل منا عن كل ما هو جديد علينا، وهذه التوقعات تتشكل بتلقائية، والسنة الجديدة كذلك كل منا يرسم لها صورة معينة انطلاقا من واقعه في تلك اللحظات الفاصلة بين عام مضى وأخر أت، منا من يثرثر بتوقعاته ومن من يحتفظ بها لنفسه.
وينبغي أن نعلم أن التوقع هو عبارة عن تكوين صورة ذهنية قائمة أساسا على التخيل والتصور في العقل والقلب، ومن ثم فإن تصوراتنا وتوقعاتنا تشكل جزءا لا بأس به من الواقع المستقبلي الذي نحن بصدده، لذا ينبغي أن ننتبه لتلك التوقعات ونوجهها بحيث تعمل لصالحنا وليس العكس.
تفاءل وتوقع الخير في السنة الجديدة
كل منا يشغله جانب معين من جوانب الحياة وقضية محددة من قضاياها، وفقا للمرحلة العمرية أو الحياتية التي يعيشها، فمنا من تشغله حالته الصحية إذا كان يمر بمنعطف هام فيما يتعلق بها، ومنا من يشغله تطور مشروع يخطط له ويقوم بالخطوات الأولى فيه، ومنا من يتطلع بين ثنايا السنة الجديدة باحثا عن شريك الحياة، ومنا طالب تراوده أفكار اجتياز المرحلة الدراسية بدرجات معينة أو الوصول إلى نجاح محدد.
ومن ثم فحين تسأل أحد عن توقعاته أو تصوراته عن السنة الجديدة تجد حديثه منصرف إلى نقطة معينة وقضية خاصة وهي التي تشغله حالياً.
ويمكنك استقبال عامك الجديد بإعداد قائمة من التوقعات والتصورات حول ما يشغلك تحقيقه في السنة الجديدة، وهذه فرصة رائعة للتنقيب داخل نفسك عن الأمنيات وترتيب الأولويات وتوقعاتك بشأنها.
افعل ذلك فورا، أحضر ورقة وقلما واكتب توقعاتك للسنة الجديدة، وسل نفسك ماذا تتوقع بشأن حالتك الصحية؟ وما الذي تتوقعه في مسألة نجاح الأبناء هذا العام؟ أو نجاح مشروعك الذي أنت بصدد البدء في إنشائه؟ وإذا كنت شابا أو كنتي فتاة في مقتبل العمر فلتسرد كل توقعاتك وامنياتك بشأن العثور على نصفك الآخر، اكتب توقعاتك عن شخصيته وملابسات القصة التي تجمعكما تفاصيلها في هذه السنة.
اكتب للسنة الجديدة كل توقعاتك وبح لها بخلجات نفسك، وصارحها بأمنياتك الكامنة، وتوقع بقوة أن تكون كل توقعاتك واقعا وكل تصوراتك حقائق ملموسة.
ولاحظ أن تكون توقعاتك متفائلة وكلماتك إيجابية، تتبع مسارات النور في واقعك الذي تحياه حاليا ولو كان بصيص خافت، وانطلق منه نحو توقع الخير والسعادة والوصول الموفق لكل أحلامك، وكن على يقين أن توقعاتك ستصيب وتنبؤاتك ستصبح حقيقة، انبته ولا تنس ذلك أبدا.
توقع وتخيل وارسم لنفسك صورة واضحة المعالم، مكتمل التفاصيل بشأن أحلامك وأمنياتك لهذه السنة الجديدة الطيبة المباركة بإذن الله.
توقع ما يسعدك
إذا كنت المتحكم والمقرر الوحيد لما يدور بعقلك من التصورات والتوقعات فتوقع دائما ما يسعدك، فإن تحققت توقعاتك فإنك بذلك عشت السعادة مرتين، مرة حين عشتها في توقعاتك ولمستها فيما تصورته ومرة أخرى حين تحولت إلى واقع وصدق ظنك، وإن خالفت توقعاتك الواقع وتبين لك أنها لم تكن في محلها فقد عشت الفرحة مرة واختصرت الحزن أو غيره من المشاعر السلبية في مرة.
بمثل هذا حدث نفسك
حدث نفسك على الورق بأمنياتك وتوقعاتك الطيبة واستودعها الله الذي لا تضيع عنده الودائع، فحسن التوقع وانتظار الخير هو درب من الرجاء وحسن الظن بالله وانتظار عطاياه.
قل لنفسك: اتوقع في السنة الجديدة أن تكون صحتي على ما يرام، وأن تصبح حياتي بخير وعلاقتي برفيق دربي بخير أيضا، أتوقع أن يوفق أبنائي هذا العام ويجتازون امتحاناتهم بأعلى الدرجات وأن يكلل مجهودي ومجهودهم بالنجاح والسداد، وأتوقع أن يسخر الله لي أسباب العون والمساندة في المشروع الذي أنا بصدده، وأن أخطوا فيه خطوات واسعة نحو التقدم والنجاح وأن أجد المزيد من الدعم، وأن أحظى بالوفرة والتوفيق.
أتوقع أن تكون السنة الجديدة وكل سنواتي القادمة خير ألف مرة من سنواتي الماضية، بمثل هذا استشرفوا أعوامكم.