أصبح الحديث عن فيروس كورونا المستجد منتشراً في كل مكان، وإذا كان الكبار يتخبطون أحياناً في ظل هذا الوضع، فللأطفال أيضًا نصيبهم، فكيف يجب أن تتعامل الأسرة مع هذا الوضع دون تهويل.
كيف يمكن توعية الأطفال من فيروس كورونا؟
يقول المعالج النفسي “شادي رحمة”: أنه بداية يجب أن نعرف أن الأطفال أنواع، فكما نخوف الأطفال من الجراثيم أحياناً، نجد بعض الأطفال يحملون الأمر بشكل جدي؛ فنجد الطفل يقوم بغسل يديه، ويحافظ على نظافته الشخصية، وما إلى ذلك، ونجد البعض الآخر يكون الأمر على النقيض تماماً معهم، وفي النهاية يجب أن ندرك أن الأمر يتعلق بالطريقة التي نخبر بها الأطفال عن الأمر، وكذلك بالطريقة التي نوجههم بها لاتخاذ الاحتياطات اللازمة، وحتى نقوم بتوعية الأطفال عن هذا الفيروس الوبائي المنتشر يجب القيام ببعض الأمور، ألا وهي:
- أن نسيطر على مشاعرنا نحن؛ حيث لا يمكن أبداً أن نطمئن الاطفال، ونحن في حالة من الهلع أصلاً؛ لذلك فيجب أولاً أن نكون مطمئنين قدر الإمكان قبل البدء في التحدث معهم.
- يجب أن نتحدث مع الاطفال في بداية الأمر بشكل علمي بعض الشيء، وذلك بالدرجة التي يستطيع الطفل فهمها، فيمكن على سبيل المثال أن نقول للطفل بأن أعراض هذا المرض تتشابه مع أعراض الانفلونزا الموسمية التي قد تمر علينا خاصةً في فصل الشتاء، ولكن الوضع قد يكون أصعب؛ لذلك فيجب أن نحاول أن تتجنب العدوى لأقصى درجة ممكنة، ويمكن ذلك من خلال اتخاذ بعض إجراءات الوقاية، وذلك مثل:
- المكوث في المنزل.
- غسل اليدين بالماء والصابون بشكل جيد لفترة لا تقل عن ٢٠ ثانية.
- الحفاظ على أداء جميع التدابير التي تخص النظافة الشخصية.
- استخدام المناديل الورقية في حالة العطاس أو السعال.
- الالتزام بوجود مسافة آمنة بين الأطفال وبعضهم البعض، والبعد عن الأماكن المزدحمة.
ويشير “رحمة” إلى أن هذه الإجراءات الوقائية يجب أن نعلمها لأطفالنا بشكل عام، وهناك العديد من الأمور يمكن أن توضح للأطفال هذه الإجراءات بشكل مبسط؛ حيث توجد فيديوهات مصورة على اليوتيوب، وكذلك توجد كتب كرتونية تجعل الأطفال يدركون الطرق البسيطة لحماية أنفسهم، وللحفاظ على نظافتهم الشخصية.
ويجب أن نكون قدوة جيدة لهم، فلا يُعقل أن نطلب من الطفل غسل اليدين قبل تناول الطعام، ونقوم نحن بتناول الطعام فور وصولنا للمنزل من الخارج.
وفي الوقت الحالي الذي نتبع فيه طرق للحفاظ على سلامتنا، وللتقليل من نشر العدوى، يجب على الأب في حين وصوله على المنزل أن يقوم بتبديل ملابسه أولاً، وأن يقوم بغسل يديه بالماء والصابون بالطريقة الصحيحة قبل أن يقوم بتقبيل أطفاله، أو إلقاء السلام عليهم، ويشير “شادي” إلى ضرورة شرح للأطفال أهمية عدم تقبيل والدهم فور وصوله إلى المنزل، ولكن يجب أن يتم ذلك بطريقة غير جافة أو شديدة، كما ولا يجب ابداً أن نفزعهم ونخبرهم بأنه لا يجب أن نكون قريبين من بعضنا البعض، مع الحرص على التواصل مع الاطفال عاطفياً بعد اتباع أساليب النظافة الشخصية تماماً.
وأخيراً، فتبعاً لجلوس معظم الأطفال في المنزل خلال هذه الفترة الحرجة، فيجب أن نحاول أن نستغل هذه الإجازة في اكتشاف مواهب الأطفال، فلا يجب أن نجعل الاطفال يمارسون الألعاب الإلكترونية طوال الوقت، كما ويجب أن نحاول أن نتواصل معهم بشكل أو بآخر؛ وذلك حتى لا يشعر هؤلاء الأطفال بالضجر، وحتى نشغلهم قليلاً عن تلك الحالة من الذعر التي تملأ الشوارع في الوقت الحالي.