قد تعانين عند وصول طفلك لسن دخول المدرسة من الصعوبات والمشاكل التي قد تواجهك، والتي قد تواجه طفلك أثناء محاولة إقناعه بالذهاب إلى المدرسة؛ فالطفل قبل مرحلة المدرسة يعيش في بيئة المنزل الآمنة صحياً ونفسياً. كما يتمتع بالمعاملة الخاصة والتدليل والاهتمام، ولكن يفاجأ الطفل بمجتمع غريب وجديد. وسنقدم لكِ في هذا المقال أهم النصائح لتهيئة طفلك للسنة الدراسية الأولى.
كيف يمكن تهيئة الطفل للسنة الدراسية الأولى
تقول الأخصائية النفسية والتربوية “سارة علي”: أن هذه المرحلة بشكل عام تعتبر مرحلة صعبة على كل أفراد الأسرة، والتي تكون مليئة بالتوتر والضغط؛ نظراً لكونها مرحلة جديدة في حياة الطفل، وذلك يرجع لعدة أسباب منها:
- انتقال الطفل من مرحلة الطفولة المبكرة إلى مرحلة الطفولة المتوسطة: مما يتضمن ذلك من وجود متطلبات جديدة لدى الطفل أكبر من متطلباته المعتادة؛ فمثلاً في مرحلة الروضة كان الطفل يقضي معظم الوقت لاهياً لا يلتزم بأي واجبات، أما في المرحلة الجديدة يكون هناك التزامات أكثر، مما يزيد من توتر الطفل ويبدأ في الشعور بالخوف من عدم قدرته على أداء هذه المهام. مما يسبب الشعور بالتوتر للطفل والأهل أيضاً، ويختلف هذا الشعور من طفل لآخر ومن أسرة لأخرى أيضاً.
- قلق الانفصال: فقد يظل الطفل متشبثاً بالأم، ويستمر بالبكاء والصراخ، وما يصاحب ذلك من وجود مشاكل بالأكل والنوم أيضاً.
ونظراً لكل هذه المشاكل التي قد تواجه الطفل وأهله، فهناك بعض النصائح التي تهيئ الطفل في هذه المرحلة، منها:
- الاستماع الجيد للطفل: ومعرفة ما يدور بخلده، وما الأفكار التي لديه، وحقيقة ما يشعر به الطفل. فمثلاً بعض الأطفال يكون لديهم مخاوف من طريقة العودة من المدرسة. وهذا أمر طبيعي نظراً لمرحلة الطفولة التي هم جزءًا منها.
- إمدادهم بالأفكار الإيجابية: وذلك بمدح المعلمة أمام الطفل، ومدح أصدقاء الطفل أيضاً، وذكر محاسن تلك المدرسة والألعاب الترفيهية الموجودة بها.
- عدم المقارنة بين الأطفال: فحتى تهرب بعض الأمهات من هذا الموقف، قد يلجأن إلى مقارنة الطفل بأقاربه ممن هم في نفس العمر، أو مقارنته بأصدقائه. وهذا من الأساليب الخاطئة جداً والتي قد تؤدي إلى مشاكل نفسية لدى الطفل. ولكن إذا كان لابد من المقارنة، فمن الممكن مقارنة الطفل بنفسه في مرحلة سابقة من حياته مثلاً.
كما يفضل بشكل عام تجهيز الطفل للمدرسة بشكل مسبق، فمثلاً تبدأ الأم بتهيئة الطفل نفسياً، وتشجيعه للذهاب للمدرسة قبل بدء هذه المرحلة بيومين أو أكثر، كما لابد وأن تعود الأم الأطفال على النوم المبكر، حتى يستيقظ الطفل مبكراً نشيطاً.
ذلك بالإضافة إلى استمرار تشجيع الطفل وتهيئته نفسياً طوال الطريق المؤدي إلى المدرسة، حتى يزول شعور التوتر لدى الطفل، ومن ثم توصيل الطفل إلى صفه الدراسي الجديد. وتقوم الأم بإخبار الطفل بأنها سوف تذهب وتعود في الوقت المحدد. ومن الطبيعي أن الطفل يبدأ في البكاء، لذلك فلابد وأن تقوم المعلمة بدور هام هنا وذلك بأن تحاول أن تجذب انتباه الطفل وتساعده على الاندماج مع الأطفال بشكل مبهج.