يمكن للأم ضبط دورة نوم الطفل عن طريق تعليم الطفل بأن الليل هو الوقت المخصص للنوم وأن النهار هو الوقت المخصص للهو، وذلك من خلال التركيز على ممارسة الأنشطة المختلفة أثناء النهار مثل اللعب الكثير لمحاولة إبقائه مستيقظاً أطول فترة ممكنة، ويمكن للأم تحضيره للنوم في الليل من خلال إطعامه في غرفة شبه مظلمة، وخفض كل المحفزات والضوضاء من حوله، حتى تتكون لديه فكرة بالاختلاف بين الليل والنهار، ويعتاد على النوم عند حلول الظلام. وفي هذا المقال سوف نلقى الضوء على طرق أخرى لتنظيم نوم الأطفال في السنة الأولى من أعمارهم.
كيف يمكن أن ننظم فترات نوم الأطفال
تقول “رولى قطامي أبو جابر” أخصائية الأمومة والطفولة: أنه يُفضل أن تقوم الأم بتنظيم دورة نوم طفلها بداية من عمر صغير؛ حيث بداية من ٦ أسابيع إلى ٣ أشهر تبدأ الأم تلاحظ وجود تغيرات في دورة نوم الطفل، واستغراق الطفل في النوم ليلاً، ومن هنا يجب أن تركز الأم على كيفية تنظيم نوم الطفل بحيث تطول فترة نومه ليلاً إلى ٥-٦ ساعات متواصلة.
ويُنصح أيضاً إذا كان الطفل يرضع من الأم رضاعة طبيعية ويحتاج إلى الرضاعة بشكل متكرر ليلاً أن ينام في غرفة الأهل؛ حتى يسهل على الأم أن تمارس الرضاعة بشكل طبيعي، ولكن إذا كان الطفل يرضع نهاراً أكثر، وأصبحت الرضاعة ليلاً أقل (٢-٣ مرات) فيفضل أن تنقله الأم في غرفة منعزلة قبل عمر الستة أشهر، حتى يصبح الطفل متأقلماً أكثر على وجوده بغرفة أخرى غير غرفة الأهل.
ومن المعروف أن الطفل يستيقظ في الثلاثة أشهر الأولى من عمره كل ثلاث ساعات تقريباً إذا كان بحاجة للرضاعة، ولكن بعد ثلاثة أشهر يصبح الطفل يستيقظ إذا ما كان بحاجة للعب أكثر نهاراً حتى يصبح هرمون النوم يُفرز بشكل طبيعي خلال الليل فقط، ولكن من المعروف أن الطفل بعد الثلاث أشهر الأولى يحتاج إلى قيلولتين أو ثلاث قيلولات خلال النهار.
ويفضل أيضاً بعد الثلاثة أشهر أن تهتم الأم برضاعة الطفل ليلاً، وألا تُهمل بكائه أبداً واحتياجه للحليب وخاصة إذا كانت الرضاعة طبيعية، ويفضل في هذه الحالة أن تقوم الأم بشفط الحليب من الثدي وتقديمه للطفل من خلال زجاجة؛ وذلك لأن الطفل في الليل يكون مرهق وبالتالي لا يستطيع الشبع بشكل كافي من خلال رضاعته من ثدي الأم وبالتالي يستيقظ بشكل متكرر بعد الرضاعة، ولكن إذا كان الطفل يرضع بطرق صناعية فيفضل أن تقوم الأم بتخفيف الحليب حتى لا يعطش الطفل ليلاً وبالتالي لا يبكي لاحتياجه للماء.
ومن الأساليب الغريبة نوعاً ما التي تستخدمها بعض الأمهات، هي ترك الطفل يبكي؛ ولكن هذا الأمر لا يعتبر محبب خاصة في عمر ٣-٩ أشهر؛ حيث أثبتت الدراسات أن تلك الطريقة تسبب ضغطاً نفسياً على الطفل، إلى جانب فقده للثقة في الأهل والذي قد يظهر في شخصيته بشكل واضح مستقبلاً.
ومن الجدير بالذكر، أن هرمون النمو يُنتج مع غياب الشمس أثناء فترة نوم الطفل، لذلك فيفضل أن ينام الطفل ليلاً، وذلك يمكن أن يتم عن طريق تعتيم الأم للمنزل حتى يشعر الطفل بأن ميعاد نومه قد حان. ذلك بالإضافة إلى نوعية الطعام؛ فتناول الوجبات الصلبة أو الحليب خلال فترة النهار تساعد الطفل على النوم بشكل أفضل ليلاً، فكلما كانت حاجات الطفل ملباه بشكل كامل خلال النهار، كلما نام الطفل بشكل متواصل وصحي دون الحاجة للاستيقاظ للطعام أو لغيره من الأسباب.
ومن أكثر الأخطاء شيوعاً التي يقوم بها الأهل حتى يتعود الطفل على النوم بنظام معين هو محاولتهم إبقاؤه مستيقظاً طوال النهار؛ حيث أن الطفل إذا لم ينام قيلولات كافية خلال النهار لن ينام بشكل صحي ليلاً، ذلك بالإضافة إلى خطأ آخر وهو محاولة الأهل تأخير وجبة الغذاء قدر الإمكان حتى يتناول الطفل وجبة عشاء دسمة وينام بعدها؛ حيث أن هذه العادة تسبب تعب الطفل فلا يستطيع جسمه هضم هذه الوجبة، ولا يستطيع النوم بشكل صحي أيضاً، فالأفضل أن يتناول الطفل وجبات خفيفة بداية من الفترة بعد الظهر، وتكون هذه الوجبات صحية خالية من السكر، والأغذية الأخرى غير الصحية، كما يفضل أن يستغرق الطفل تلك القيلولات قبل الساعة الخامسة مساءً حتى يستطيع النوم ليلاً.
وبالنهاية لا يفضل أن يخرق الأهل قوانين النوم خلال فترة الصيف حتى يظل جسم الطفل مرتاحاً، وتظل الأم في راحة أيضاً، ولكن يمكن أن يتم تأخير ميعاد النوم ساعة واحدة فقط، فبدلاً من نوم الطفل في الساعة الثامنة مثلاً ينام الساعة التاسعة.
أما عن العادة المنتشرة بين كثير من الأمهات، وهي نوم الأطفال على البحر، فإنه هناك حالات معينة إذا كان الطفل نائماً على شيء مريح، وفي حرارة مناسبة فمن الممكن أن يقوم الأهل بها، ولكن لا يفضل أبداً أن تتم بشكل يومي.