في درس اليوم سنتمكَّن من التمييز بين الحال والنعت. ليس هذا فحسْب، لكن هذا سيأتي مع أمثلة وتمارين ليكون الشَّرح أكثر يُسرًا وسهولة.
مقدمة مفيدة عن علماء النحو
هل تعرفون متى ولد الخليل بن أحمد الفراهيدي، لقد ولد في عُمان سنة سبعمائة وثمانية عشرة للميلاد، ثم لاحقاً انتقل إلى البصرة، لكن الطرقات والأسواق مُتشابهة هُناك، فكان عليه البحث عن علامات فارقة ليُميز ويحفظ الطرقات.
وهي نفس المُشكلة التي تُربك الطُلاب عندما يبحثون عن علامة للتمييز بين الحال والنعت المُتشابهين.
قال سيبويه: أخبرتنا يا مُعلمي أن الحال والنعت مُتشابهان فكلاهما قد يأتي مفرداً أو جملة أو شبه جملة، ولكنك قلت لنا أن هناك علامات فارقة بينهما فما هي؟
النعت أو الصفة
حضر الطالب الذكي.
في هذا المقال وصفنا الطالب في هذه الجملة بأنه ذكي، فمن الشخص الموصوف الذي قُمنا بوصفه؟ إنه الطالب وهو الموصوف.
ومن هنا فالصفة تتطابق مع الموصوف تطابُق الكف مع الكف في أمور أربعة:
- أولاً في العدد: سواء كانت الصفة مفرداً أو مُثنى أو جمعاً. فنجد في المثال السابق كلمة الطالب قد جاءت مفرداً، وكذلك كلمة ذكي.
- ثانياً في التعريف والتذكير: فتكون الصفة مُعرفة والموصوف معرف. الطالب في المثال السابق مُعرف وكلمة ذكي مُعرفة أيضاً.
- ثالثاً في النوع: أي التذكير والتأنيث. الطالب مُذكر والصفة مُذكرة.
- رابعاً في الإعراب: أي الحركات. الطالبُ مرفوع والصفة مرفوعة.
كيفية إعراب الحال
يأتي الحال دائماً اسماً نكرة غير معرف بأل، ويأتي دائماً جواباً لجملة استفهامية أداة الاستفهام فيها كيف؟
جاء الطالب مُبتسماً.
جاءت كلمة مبتسماً منصوبة وهي الحال، بينما جاء صاحب الحال وهو الطالب هُنا غير منصوب، فالحال لا يتطابق مع صاحبه من حيث الإعراب والحركات.
كيف جاء الطالب؟
أصغى الطلاب وهم منتبهون.
كيف أصغى الطلاب؟
جلس المُزارع تحت الشجرة.
كيف جلس المُزارع؟
يتطابق الحال مع صاحبه في النوع أو التذكير والتأنيث. وأيضاً في العدد سواءٌ كان مفرداً أو مثنى أو جمعاً.
ومن هُنا نستنتج قاعدة هامة هي؛ الجمل دائماً بعد المعارف أحوال (جاء الطالب مبتسماً)، والجمل بعد النكرات دائماً صفات (قرأت قصة أحداثها مشوقة)، أحداثها مشوقة صفة نكرة للقصة، وكذلك الأمر في أشباه الجمل في (شاهدتُ بومة على الغصن)، فكلمة بومة نكرة وصفتها أنها على الغصن.