أسباب ضعف الذاكرة
تقول المستشارة الأسرية والمدربة المعتمدة الأستاذة “رنا يونس الزعبي”: أنه في البداية لابد وأن نعرف جميعاً أن الإنسان قد خُلق من النسيان، ويعتبر النسيان في أحيان كثيرة نعمة كبيرة حتى ننسى بعض الذكريات المؤلمة، فهو لا يعتبر أمر مذموم في جميع الحالات، وعن الأسباب التي تؤدي إلى ضعف الذاكرة فهي عديدة، ومن أهمها:
- الأسباب المرضية: والتي قد تنتج بسبب حدوث بعض الاضطرابات، أو حوادث السير، أو الحوادث بشكل عام.
- عدم اتباع نمط حياة صحي.
- عدم شرب الماء بكميات كافية لحاجة الجسم؛ فشرب الماء يعمل على غسل الدماغ، وتنشيط الدورة الدموية، وبالتالي يعمل على تحسين وظائف الدماغ والذاكرة بشكل كبير جداً.
- نقص بعض الفيتامينات في الجسم خاصةً فيتامين ب، وفيتامين د.
- عدم الاهتمام بتناول وجبة الإفطار خاصة بالنسبةً للطلاب والطالبات.
- عدم تناول الطعام الصحي والمتوازن الذي يحتوي على جميع العناصر الغذائية التي يحتاج إليها الجسم.
- أسباب اجتماعية: فتعرض الإنسان لضغوط الحياة، والمشاكل الأسرية، والتوتر والقلق، كل ذلك من شأنه أن يُضعف الذاكرة.
- المشاكل الاقتصادية التي تجعل الإنسان يعاني من التشتت.
- قلة استخدام العقل: فاعتمادنا على الأجهزة الإلكترونية، والهواتف الذكية، والآلات الحاسبة أيضاً باستمرار، من شأنه أن يسبب ضمور الذاكرة بشكل تدريجي.
المضاعفات الصحية المحتملة لضعف الذاكرة
إن النسيان إن زاد للدرجة التي تجعله مرض، فإن ذلك قد يسبب حدوث مضاعفات صحية عديدة كما أكدت الأستاذة “يونس”، والتي تتمثل في:
- الوسواس القهري.
- التشتت وعدم القدرة على التركيز.
- فقدان العمل: فيسبب النسيان أن الشخص لا يقدر على أن يقوم بواجباته ووظائفه بشكل صحيح.
- حوادث السير.
- فقد القدرة على التواصل مع الآخرين، وقد يؤدي النسيان إلى أن ننسى ملامح الآخرين، كلماتهم، وأصواتهم أيضاً، مهما كانوا مقربين منا.
تمارين تحسين وظائف الذاكرة
إن تمارين الذاكرة بشكل عام هي عبارة عن كيفية حفظ المعلومات في الذاكرة بأسلوب تُحِبّه الذّاكِرة؛ حيث يقوم الشخص بإدخال المعلومات للذاكرة بشكل جميل جداً، ذلك بالإضافة إلى إمكانية استدعاء هذه المعلومات، واسترجاعها في الوقت المناسب.
ولا توجد ذاكرة شخص ما بشكل عام أقوى من ذاكرة شخص آخر، وتؤكد الأستاذة “رنا” على أن الفكرة تكمن في قيام الشخص بتنمية ذاكرته، وبتقويتها؛ بحيث يستطيع أن يتذكر، ويهيئ الذاكرة ليكون لديه القدرة ليسترجع ما فعله الأسبوع الماضي على سبيل المثال، أو في الشهر، أو العام الماضي بتواريخ معينة.
ويستطيع الشخص أن يقوم بتقوية ذاكرته؛ فالذاكرة تحتاج إلى تدريب، تمرين، واهتمام، ومتابعة، بل ومراجعة أيضاً، حتى تكون ذاكرة خارقة، فمن الجدير بالذكر أن جميع الذين يدخلون موسوعة جينيس للأرقام القياسية في قوة الذاكرة، قد أكدوا أن التمارين التي يتبعونها في تمرين الذاكرة تعود إلى ألفي عام، أي للعصور الوسطى وما قبلها.
كيفيّة ممارسة تمارين الذاكرة
إن الذاكرة ما هي إلا رحلة تبدأ من الولادة، وحتى نرحل عن هذه الدنيا، ويمكن أن نمارس تمارين الذاكرة بشكل يومي، ففي طريقنا من المنزل صباحاً إلى العمل على سبيل المثال، يمكن أن نعمل على تقوية الذاكرة من خلال متابعة ما نراه في الطريق، ونحاول تذكره قدر الإمكان، مع الحرص على حفظ الارقام، الأماكن، الاسماء، وجميع الأشياء التي نراها دون استثناء.
وبما أن الذاكرة تعشق الصور أكثر من الكلمات والحروف، فإنه من أفضل التمارين التي يمكن ممارستها لتنمية الذاكرة هي محاولة كتابة ما نراه في شكل صور، ذلك بالإضافة إلى اعتماد بعض التمارين البسيطة لتقوية الذاكرة مثل المشي إلى الخلف، وذلك بمحاولة استخدام الخيال في تذكر بعض التفاصيل التي حدثت في الماضي، أو على مدار اليوم.
وبالحديث عن الذاكرة البصرية التي يتم خلالها استخدام الصور ورسم الخرائط، فهناك بعض الدراسات قد أُجريت على مجموعة من كبار السن، والشباب حيث طُلب من كلاً منهما التسوق، لكن تم رسم الاشياء التي يجب تسوقها لكبار السن، بينما تم كتابتها للشباب، وقد وجدت هذه الدراسة أن النتائج كانت متقاربة بينهم بدرجة كبيرة جداً تصل إلى ٨٠٪.
ويمكن استخدام العين بشكل أساسي في تنمية الذاكرة؛ وذلك من خلال محاولة توسيع حدقة العين بشكل كبير، ومن ثم يمكن استخدام العين في التركيز على الأشياء، أو الأحداث التي تدور من حولنا، فالعدسة الصغيرة بلا شك لا تلتقط مثل العدسة الكبيرة، كما ويمكن محاولة التذكر، وتقوية الذاكرة من خلال إغماض العيون، والتركيز في التفاصيل التي نريد أن نتذكرها.
ذلك بالإضافة إلى بعض الطرق التي لها دور فعال جداً في التذكر مثل: ممارسة هواية القراءة، استخدام بعض الأوراق التي تُذكرنا بمواعدنا خلال اليوم على سبيل المثال، واستخدام كذلك الأوراق اللاصقة “Sticky notes”، مع أهمية أن نذكر أن العبادات والصلوات إن قمنا بها بخشوع سيساعد ذلك في تقوية الذاكرة بشكل جيد.
ويجب التنويه على أن الإنسان لديه ذاكرة زمنية، وذاكرة مكنية، وكذلك ذاكرة حسية، وأنواع أخرى من الذاكرة، ويعتمد تأثير هذه التمارين على المدة التي تم ممارستها خلالها، وكذلك على قوة التدريب؛ وكلما قمنا بتغذية الذاكرة بمختلف أنواعها، كلما انعكس ذلك على قوتها، وتنميتها، مع أهمية الصبر على هذه التمارين حتى تكون النتائج مبهرة، سواء كنا نحن من يمارسها، أم أطفالنا، فلا ينبغي التسرع بأي شكل من الأشكال.
واقرأ هنا معلومات عن ذاكرة الإنسان
كيف يمكن تقوية الذاكرة للطلبة قبل الامتحانات؟
يعتبر الامتحان الحصيلة النهائية لعام دراسي كامل، سواء كان ذلك بالنسبة لطالب مدرسي، أو جامعي، أو حتى لمن يُنجز مشروع معين، فهؤلاء تبدأ تمارين الذاكرة لديهم منذ بداية الدراسة اليومية أول بأول، مع الترتيب والتخطيط منذ البداية، فيجب أن يتم تقسيم المناهج الدراسية إلى وحدات صغيرة يتم تصنيفها تبعاً للأولويات.
وتؤكد الأستاذة “رنا” على أهمية عدم الاعتماد على الأجهزة الإلكترونية في الكتابة بشكل عام، وكتابة الملاحظات بشكل خاص؛ حيث يجب أن يستخدم الطالب الورقة والقلم حتى يساعد ذلك بشكل كبير جداً في حفظ المعلومات في الذاكرة، مع أهمية استرجاع هذه المعلومات كل فترة، وكتابتها سواء بمساعدة شخص آخر، أو إن قام ذلك بنفسه، وبمفرده، ذلك بالإضافة إلى مراجعة القوانين والمصطلحات الصعبة، قبل النوم بساعة تقريباً؛ حيث يُفرز أثناء النوم هرمون الميلاتونين الذي يعمل على الاسترخاء، وترتيب المعلومات في ذاكرتنا بشكل جيد.
وقبل الامتحان يجب أن يتم ترتيب الادوات التي سيستخدمها في الامتحان قبل ذلك بفترة، ولا ينتظر حتى ليلة الامتحان حتى يقوم بذلك، حيث يجب أن يكون الطالب يشعر بالاسترخاء تماماً قبل الامتحان، وغير متوتر، أو قلق بشأن جمع أدواته، ولا يمكن أن ننسى أهمية الدعاء والصلاة قبل الامتحان بكل تأكيد.