يتكون جهاز المناعة من شبكة معقّدة وحيوية من الخلايا، والأعضاء التي تحمي الجسم من العدوى، ومن الجسيمات الخارجية والتي تشمل الجراثيم؛ كالبكتيريا، والفيروسات، والفطريات، بالإضافة إلى السموم؛ وهي المواد الكيميائية التي تنتجها الميكروبات، وينقسم الجهاز المناعي إلى جزئين رئيسين يعملان بتكامل في الجسم، وهما: جهاز المناعة الفطري (Innate immune system) الموجود في جسم الإنسان منذ ولادته، وجهاز المناعة المكتسب أو التكيّفي (Adaptive immune system) الذي يطوّره الجسم عند تعرّضه للميكروبات أو المواد الكيميائية التي تنتجها.
أبرز الأغذية المهمة لتقوية المناعة
تقول اخصائية التغذية والحميات الدكتورة “ربى مشربش”: أن جهاز المناعة يعتبر بمثابة خط الدفاع الأول عن الجسم؛ لذلك فيجب التركيز على تقويته بالعناصر الغذائية المهمة، خاصةً في مثل هذه الوباء المنتشر حالياً وهو فيروس كورونا، وبداية يجب الذكر بأن أي شخص يعاني من نقص المناعة فيجب أن يقوم بفحص نسبة الزنك في الجسم، وكذلك نسبة فيتامين “D”، لذلك فيجب الاهتمام بمثل هذه الأمور بشكل جدي قبل أن نقوم بذكر الأطعمة التي تعمل على تقوية الجهاز المناعي، ويمكن توضيح تلك الأطعمة المهمة في النقاط التالية:
- الحمضيات: ويمكن الحصول على كميات جيّدة من فيتامين ج عن طريق إضافة الحمضيات إلى النظام الغذائي، ويعدّ فيتامين ج أو ما يسمّى بحمض الاسكوربيك (Ascorbic acid) عنصراً ضرورياً لتحفيز جهاز المناعة لزيادة قوته، كما يمتلك دوراً مهمّاً في مكافحة الالتهابات، والفيروسات، والبكتيريا وذلك بحسب ما ذكرته دراسة نشرت في مجلة Mini-Reviews in Medicinal Chemistry عام ٢٠١٤.
ويمكن الحصول على فيتامين سي من البرتقال، وكذلك من الفلفل الأحمر، الذي يعطي نسبة من هذا الفيتامين تصل إلى ١٠٠٪ من احتياجات الجسم.
- الشمندر والفجل: وأشارت الدراسات أن الشمندر له دور فعال جداً في تقوية الجهاز المناعي.
- البروكلي: ويعدّ البروكلي مصدراً غنيّاً بفيتامين ج، كما أنّه يحتوي على مجموعة من مضادات الأكسدة القوية، كالسلفورافان (Sulforaphane)، وبالتالي فإنَّ تناوله بانتظام كجزء من نظام غذائي صحي يعدُّ من الخيارات الجيّدة لدعم صحة الجهاز المناعي، وكذلك الحال بالنسبة للملفوف، والزهرة.
- الثوم: وتؤكد الدكتورة “ربى” على أن الثوم والبصل يتم اعتبارهما في عالم التغذية بمثابة أطعمة مضادة للفيروسات “Antiviral foods” وأطعمة مضادة للبكتيريا “Antibacterial foods”.
وذكرت مراجعة نشرت في مجلة Journal of Immunology Research عام ٢٠١٥ أنّ الثوم يمتلك تأثيراً يخفف الالتهاب ويُعزز من وظائف الأمعاء بتحفيز بعض أنواع الخلايا المناعية كالخلية البلعمية، والخلية اللمفاوية، والخلايا الفاتكة الطبيعية التي تنتج الأجسام المضادة، وتعديل شكل السيتوكين (Cytokine)، وغيرها.
- الزنجبيل: يمكن أن تساعد مضادات الأكسدة والمواد الغذائية الأخرى الموجودة في الزنجبيل على تقليل خطر الإصابة بالالتهابات، والأنواع المختلفة من العدوى، أو تخفيفها.
وقد أشارت دراسة مخبرية أجريت على الفئران ونُشرت في مجلة Journal of Ethnopharmacology عام ٢٠٠٦ إلى أنَّ الزيت المتطاير للزنجبيل يؤثر في كلٍ من استجابة المناعة الخلوية (Cell-mediated immunity)، والانتشار غير النوعي للخلايا الليمفاوية التائية (T lymphocyte)، وقد يكون لذلك تأثيرات مفيدة في عدد من الحالات الصحيّة، كالالتهابات المزمنة، وأمراض المناعة الذاتية.
وتشير الدكتورة “مشربش” إلى أنه يفضل شرب الزنجبيل الطازج ويتم إضافته على اللبن، أو أي مشروب آخر، أو إضافته إلى السلطة إذا لم يتم استساغته بشكله الخام.
- العنب والخوخ المجفف: من أكثر الفواكه التي تعمل على تقوية جهاز المناعة.
- العرقسوس: هناك بعض الأبحاث التي اكدت على أن العرقسوس له قدرة على مقاومة الفيروسات خاصة فيروس السارس، وكما هو معروف فإن فيروس كورونا هو فرد في عائلة هذه الفيروسات، وبالتالي فيمكن التركيز عليه كسبيل للوقاية، بالرغم من عدم التأكد من صحة ذلك.